لا تأجيل لتحالف انتخابات اليوم الى الغد البرلماني


علي عرمش شوكت
2021 / 6 / 22 - 19:05     

لا تؤجل تحالفك الانتخابي الى الغد البرلماني
يطلق عادة على العملية الانتخابية بـ " المعركة الانتخابية " بمعنى من المعاني ان دخولها يستلزم امتلاك اسلحة خوض غمارها. حالها حال اية حرب، في هذه الجزئية طبعاً. ولكن الفرق هو في نوع الاسلحة ففي المعارك بين جيوش الدول المتنازعة تستخدم الاسلحة " النارية " اما معركة الانتخابات فاسلحتها " ناعمة " كالبرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي المعبّرة عن طموحات اوسع الناس وافقرهم ، وكذلك ترشيح الشخوص النزيهة الجديرة ذات الرصيد النضالي، والتحرك لكسب الناخبين واختيارالحلفاء، ولا يهون استثمار اية فسحة وقت من الزمن المتاح قبل ازوف ساعة الاقتراع.
ومن المعلوم ان زمن التحضير لخوض الانتخابات ليس كزمن ما بعدها لانه حينذاك يتغيّر الايقاع السياسي مرتهناً بالنتائج، اي بعدد المقاعد التي يحصل عليها كل طرف. حيث لن سيأتي صاحب المقاعد الاكثر، الى الذي اقل منه ليقول له: دعنا نتحالف، انما العكس اذ انه ينتظران يؤتى اليه ويطلب منه ذلك. وبفعل ذلك من الوارد سيصبح من الصعب بمكان، ان تُمرر مفاهيم الطرف الحاصل على اقل المقاعد التي تختلف عن ارادة الطرف الاخر، الذي لديه مقاعد برلمانية اكثر. وعندها يغيب مناخ التواضع والتنازل البيني. في حين اذا ما كان التحالف قد تم قبل فرز النتائج وعدم معرفة رصيد كل من المتحالفين على الاكثر لا يحتمل حصول اختلافات حول البرنامج او التوجهات التي حسم الاتفاق عليها مسبقاً، اذ انها قد امست بحكم التعهد ومثاق شرف سياسي، ويرافقها التماسك والمضي لشق الطريق معاً نحو تحقيق الغايات والسياسات المتحالف حولها.
هنالك قنطرة تحالفية اخرى ينبغي عبورها، والمتمثلة باستغلال الزمن المريح. اي ما قبل وقت الاقتراع. الذي يتيح اريحية اختيار الحليف الاقرب، والذي لا تجد فيه العقد او تتفجرالاختلافات التي تتطلب عناءً ثقيلاً لتخطيها. اما تحالفات الايام او الساعات الاخيرة، فعندها يقتضي الامر.. ان تتجاوز بالضرورة وبفعل الضغط الزمني بعض العثرات، او يتم التساهل مع امور لا تقبل في والوقت المريح غير الضاغط، بغية اللحاق بركب وتوقيتات العملية الانتخابية الدستورية. هذا يفترض ان يجري في ظل توفر نظام انتخابي عادل ورصين، وظرف انتخابي آمن.
ومن هذه النافذة ماذا نرى في مشهدنا السياسي الملتبس والمحتبس بحرارة الصواريخ { السلاح المنفلت } وغياب دور الدولة. في حين تمضي القوى المتنفذة بالتسارع، واستباق موعد الدعاية الانتخابية وكذلك ترتيب احوالها ، وانطلاق دور اموالها السياسية الفاسد المفسدة، وترصين تحالفاتها، وتقسيم حصصها في شبكة موظفي المفوضية، والدوائر الانتخابية اضافة الى التحكم بمصير البطاقة الانتخابية " البايومترية "، وغير ذلك من مفسدات الحياة السياسية في البلاد الضامنة للتزوير..
فماذا بقي للذين ما زالوا يأملون بعقد المؤتمرات لعلها تنتج لهم احلاف الساعات الاخيرة ؟!!. التي لا تؤدي الغرض المطلوب في العملية الانتخابية. لانها قد خسرت اريحية التحرك والتهيئة ضمن الزمن المتاح، عندما تأخرت الى ما تبقي من الفترة القصيرة " اربعة اشهر "، التي تسبق اجراء الانتخابات البرلمانية، والتي لم تعد كافية، ولا تلوح فيها فرصة تحقيق شيئ من المبتغى.. اليس هذا ما يدعو الى تكريس الجهود لتشكيل تحالف معارضة خارج البرلمان ليكن ذا فعل سياسي مطلوب في عملية التغيير.. افضل من تكوين تحالف انتخابي ينوي صعود العربة الاخيرة من قطار الانتخابات بغية دخول البرلمان القادم، الذي يصعب تصور مستقبله في ظل الاحوال العراقية عامة، والمطوّح بها من قبل الفساد والفشل وتحكم التدخلات الخارجية على مختلف مناحي الحياة في العراق.