الطائفية والفساد الإداري والبطالة والفقر روافد تصب في حفرة الإرهاب


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 6 / 21 - 12:40     

يقول أهل العلم والمعرفة (اتعظ بالماضي لتكون أكثر خبرة في المستقبل). الدماء ودموع الأرامل واليتامى لم تجف والآثار المدمرة للعيان واضحة ومكشوفة ولا زال الشعب يعاني من آثارها وآلامها.
إن ممارسات داعش وأعمالها ونشاطها في العراق كحرب العصابات والحرب الاستنزافية اليومية لا زالت تؤدي خسائر مادية ومعنوية وضحايا من الجيش وقوى الأمن الداخلي والحشد والأبرياء من أبناء الشعب. في السابق الأسباب التي أدت إلى انتصار داعش رغم قلة عددها وعتادها في العراق السلبيات هي نفسها تظهر على الساحة العراقية وخطرها واضح الآن ومن التجربة السابقة التي أدت احتلال الموصل ومحافظات أخرى وبلغت المساحة التي احتلتها تعادل ثلث مساحة العراق وقدم الشعب والجيش والحشد الشعبي المئات من الشهداء والجرحى وقد بادرت المرجعية الرشيدة إلى تحذير أولي الأمر من الفساد الإداري الذي هو الأساس الذي يسبب الطائفية والبطالة والفقر والجوع في تشجيع منظمة داعش أن يستغل هذه الفجوة السلبية في نشاطه وعمله.
إن بؤر متعددة وخلايا نائمة تنتظر الإشارة من داعش في ممارسة أعمالها والممارسات والنشاطات العدوانية الآن لداعش في النقاط الضعيفة من العراق هي نفسها التي كانت تمارسها داعش قبل احتلال المدن العراقية لأنها لا زالت تستغل السلبيات كالطائفية والفساد الإداري والفقر والبطالة والجوع السائد في العراق الآن.
العراق وطن جميع العراقيين وإن اختلفت مذاهبهم وأجندتهم ونسبهم يعود إلى العراق وطن وشعب فمسؤولية صيانة سيادته واستقلاله وحمايته وأمن واستقرار شعبه من مسؤولية الجميع ومنظمة داعش الإرهابية تهدد وخطر على جميع العراقيين فالتناقضات والصراعات تصبح معها أولية ورئيسية والتناقضات والصراعات بين أبناء الشعب العراقي تصبح ثانوية لأن منظمة داعش تستهدف الوطن بالتدمير والشعب بالموت بينما الخلاف والتناقضات بين أبناء الشعب يكون مضمونها وجوهرها حوار ونقاش يصب في مصلحة العراق وطن وشعب.
إن الحس الوطني العراقي يجب أن يحفزه ويستفزه خطر منظمة داعش للعراق الآن ويدعو جميع الشرائح على الساحة العراقية تأجيل خلافاتهم وتناقضاتهم إلى أن يزال خطر وتهديد منظمة داعش الإرهابية للعراق ويقفوا ويتجمعوا جميعاً لحماية والمحافظة على العراق وطن وشعب لأن تفكك الشعب وقواه الوطنية تضعف قوته وقدرته على التصدي لإرهاب داعش ومن البديهيات والواقع أن الذي يشجع منظمة داعش وطمعها بالعراق هو ضعف جبهته الداخلية وتفككها وتشرذمها إلى شيع وأحزاب متفرقة .. الحذر الحذر في تفرق أبناء الشعب ضعفه وفي وحدته قوته وصموده يوجد رجل كبير السن لديه ستة أولاد عندما حضرته الوفاة طلب من كل واحد من أولاده أن يجلب له عصا واحدة وعندما أحضروا العصي إليه جمعها في شدة واحدة وطلب من كل واحد من أولاده أن يكسرها فلم يتمكنوا من كسرها ثم فرق العصي وأعطى لكل واحد منهم عصاه وطلب أن يكسرها فكسرها بسهولة .. فقال لهم الأب هكذا أنتم مثل العصي إذا تجمعتم واتحدتم سوف لا يستطيع أحد أن يكسركم ويتغلب عليكم وإذا تفرقتم يسهل عليه القضاء عليكم منفردين ومتفرقين الواحد تلو الآخر والانتصار والقضاء عليكم جميعاً .. هذه الحكمة يجب الاتعاظ منها والأخذ بها.