ماذا تقدم البوليساريو بالمقابل للجنرالات


كوسلا ابشن
2021 / 6 / 20 - 20:40     

قدمت سلطة الجنرالات كل الإمكانيات والمساعدات الممكنة, المالية والسياسية و الدبلوماسية والتقنية وغيرها لصناعة الكيان الوهمي العرقي, فماذا قدمت عصابة البوليساريو بالمقابل لجنرالات جبهة الشوفينية والخيانة.
البوليساريو تنظيم مرتزق وضفه القدافي وجنرالات جبهة الخيانة والشوفينية في الحرب ضد السلطة العلوية في مروك. وضفت عصابة المرتزقة في قمع الربيع الامازيغي 1980, مارس البوليساريو وظيفته القمعية في 1988, ومشاركته الإجرامية في ترهيب الشعب في العشرية السوداء, كما شارك في القتال بجانب ال قدافي ضد الثورة الشعبية في ليبيا, و وضفته الجنرالات في الحرب ضد الثورة التحررية الأزاودية, وما زالت عصابة المرتزقة تمارس وظيفتها القتالية القمعية الاجرامية في خدمة النظام الدكتاتوري لجنرالات جبهة الشوفينية والخيانة.
القرار الأممي لوقف إطلاق النار والنزاع المسلح بين جبهة البوليساريو بالنيابة عن سلطة الجنرالات و بين السلطة العلوية, في زمن بداية الأزمة السياسية والصراع المسلح في دزاير, بالإضافة الى إنهيار المعسكر الإشتراكي أديا الى حرمان المرتزقة من المداخل الضخمة التي كانت تتلقاها عصابة المرتزقة من هذا المعسكر, و الأموال التي كانت تحول الى الرأسمال المالي لقادة البوليساريو, ولم يبقى لما يسمى البوليساريو إلا المساعدات الغربية (الأغذية والأدوية وغيرها) الموجهة لسكان مخيمات تندوف, فعوض توزيعها على سكان تندوف, كان مرتزقة البوليساريو تحولها الى أسواق موريتانيا وتباع هناك لصالح قادة البوليساريو لتصبح المصدر البديل للدخل الذي فقدته عصابة المرتزقة بإنهيار المعسكر الشرقي, إلا أن دوي فضيحة سرقة المساعدات وما عاقبته من تحذيرات الجهات الممولة لقطع المساعدات عن المخيمات, أرغم ثوار الإجرام المنظم بتندوف الى الإنتقال الى حقل التوظيف العصاباتي الإجرامي لتأمين البديل الأفضل والأكثر دخلا, وذلك بتوفير الحماية للشبكات الدولية في الإتجار بالمخدرات العابرة للساحل و الصحراء, (أصبحت تندوف منطقة التخزين والتوزيع يقوم بها ثوار ما يسمى البوليساريو). لم تكتفي البوليساريو بهذه الوظيفة فقط بل اتخذت وظيفة تهريب البضائع, المواد الغذائية والبنزين والسجائر و الأسلحة والإتجار بها بين دول المنطقة وكذا تمويل حلفائها الإرهابيين في الساحل والصحراء بهذه البضائع, وفي اطار الأخوة الإرهابية جندت عصابة المرتزقة أعضاءها في هذه الشبكات مثل القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي و منظمات "جهادية" آخرى مقابل الراتب الوظيفي و بهدف التمرن على القتال والقتل و خطف الرهائن وترهيب الناس, وهي تدارب ميدانية حقيقية تقوم بها عصابة المرتزقة حتى لا تتراجع معنوياتها وقدراتها القتالية في زمن اللاحرب ضد مورك.
الوظيفة الجديدة تأمن لخزينة عصابة المرتزقة أموال طائلة تحول عائداتها إلى دفع رواتب المجندين و شراء الأسلحة وتجهيز العصابة بمستلزماتها. وظيفة الإجرام العصاباتي تم بموافقة الجنرالات وتسهيلاتهم ولخدمتهم, وهذا ما إتضحى جليا بفضيحة يونيو 2020, بحجز دورية الجيش بولاية تندوف لسيارة محملة بالمخدرات مرافقة بعناصر مسلحة تنتمي للبوليساريو كانت تحرس السيارة, تورط في القضية القياديي في عصابة البوليساريو ولد البوهالي وزير الداخلية على الورق و عشيق شنقريحة » قائد ما يسمى أركان الجيش الوطني الشعبي, و للتستر على الفضيحة تدخل زعيم العصابة إبراهيم غالي لدى الجنرالات لتطويق القضية. قبل شهرين من هذه الفضحية, في أبريل 2020, ألقى الجيش الموريتاني القبض على عصابة بينهم عناصر من مرتزقة البوليساريو, تمتهن التهريب و الإتجار بالأسلحة والمخدرات في المنطقة, والجيش الموريتاني فكك العديد من شبكات التهريب والإتجار بالمخدرات والأسلحة بين أعضاءها عناصر البوليساريو. الأرباح الطائلة من الإتجار بالمخدرات لم تغري قيادة البوليساريو وحدها بل أغرت حامي البوليساريو والمتستر على جرائمه, لعبت فيه عصابة البوليساريو حلقت الوصل بين بارونات المخدرات بدول أمريكا الجنوبية المصدرة للكوكايين وعائلات قادة العسكر بدزاير, والبوليساريو مؤمن طريق القادم من دول غرب إفريقيا جنوب الصحراء نحو دزاير, فقد تحول دزاير منطقة عبور للكوكايين القادمة من أمريكا الجنوبية نحو أوروبا, وعملية تهريب الكوكايين تورط الجنرالات مباشرة فيها أو بالقيام بتسهيل عملية تمركزها في البلد قبل شحنها نحو أوروبا سواء القادمة من دول غرب إفريقيا أو القادمة مباشرة من أمريكا اللاتينية نحو دزاير, والفضائح المتعلقة بتهريب الكوكايين عبر وهران عديدة و منها فضيحة باخرة "فيقاس" المتجهة الى ميناء وهران المحملة بحاويات اللحوم بداخلها كميات كبيرة من مخدر الكوكايين, والحاويات المستوردة لشركة إستراد اللحوم مملوكة لإبن جنرال في الجيش يدعى ناصر, ولولا المعلومات الموثوقة لجهاز"إنتربول" لما فضحت القضية, ولما فتشت الحاويات. عمليات تهريب مئات الكيلوغرامات من الكوكايين من دون شك تتم بطواطؤ قادة العسكر وأفراد عائلاتهم. لقد أعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة أن 14% من الكوكايين التي تدخل الى أوروبا تمرعبرغرب إفريقيا ومنها عبر دول شمال إفريقيا والجزائر هو المعبر الآمن بسبب الفساد المتفشي على جميع المستويات.
لعصابة البوليساريو علاقة مباشرة بإختطاف الرهائن للحصول على الأموال, سواء بتنسيق مع الجماعات الإرهابية كما حصل في أكتوبر 2011, بإختطاف إيطاليين وإسباني في مخيمات تندوف, أو تقوم العصابة بعمليات الإختطاف (أغلب عمليات الإختطاف تتم في جنوب دزاير وهو المجال التابع لعصابة البوليساريو) وبيع الرهائن للجماعات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أو لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
يعتمد جنرالات جبهة الشوفينية والخيانة على البوليساريو في تهريب البضائع من دزاير الى موريتانيا والى دول جنوب الصحراء وخصوصا مالي السوق الرئيسي لعمليات البيع اللامشروع للوقود دزايري والبضائع الآخرى وكلها مدعومة, وفي الجهة المعاكسة توفر البوليساريو الحماية لمهربي السلع وخصوصا السجائر, القادمة من دول جنوب الصحراء نحو شمال إفريقيا. حسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن السجائر المستوردة عبر دول جنوب الصحراء, تمثل 60% من سوق التبغ في ليبيا و 18% من سوق التبغ بدزاير.
تدفق المهاجرين اللاشرعيين على شمال إفريقيا القادمين من بلدان جنوب الصحراء حفز عصابة البوليساريو الى الإستفادة من عائدات نقل هؤلاء التعساء عبر مجال الترابي لنشاطاتهم الإجرامية الى دزاير, لتنتهي الرحلة بهم في الترابي الموركي.
تعد الجريمة المنظمة بجانب الإرهاب السببان المؤثران في زعزعة الإستقرار في منطقة الساحل والصحراء, وتعتبر البوليساريو بوظيفته المزدوجة العصاباتية الإجرامية والإرهابية أكبر عنصر مهدد للأمن في المنطقة بتزكية جنرالات جبهة الشوفينية والخيانة.
تتحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية الفوضى الناتجة عن إنتشار الجريمة المنظمة والإرهاب في الساحل والصحراء بسبب التستر على تواطؤ قيادات في الأجهزة العسكرية بدزاير و مالي خصوصا مع شبكات الجريمة المنظمة والجماعات الارهابية الاسلامية.
الجريمة المنظمة والارهاب لا تتضرر منهما المنطقة لوحدها بل تأثر أكثر خصوصا على أوروبا المحطة الآخيرة و الرئيسية لمهربي المخدرات ولشبكات الارهاب الإسلامي. الجهات الاوروبية المانحة للمساعدات لعصابة البوليساريو ولبعض الانظمة المتواطئة مع العناصر الإجرامية و الارهابية, تزيد في تصاعد نشاط الجريمة المنظمة والإرهاب الاسلامي العابرين للدول و القارات.