تَوتُر قَبلْ واثناءَ وبعدَ لِقاءَ جنيف


عصام محمد جميل مروة
2021 / 6 / 20 - 17:41     

ينتظر كثيرون من الناس اخر مستجدات الاحداث الإعلامية الضخمة التي سوف تنتجها عوامل وابحاث مهمة لها ارتدادت تاريخية ضخمة في مضمونها المألوف في السياسة قبل بروز اسباب جوهرية لعقد لقاء عظيم وضخم ومهم وعلى ارفع مستوى دولى كما جرت العادة في كيفية إستضافة مدينة جنيف السويسرية الهادئة والتي لم تتعرض اطلاقا ً الى حدوث حروب تركتُ اثاراً عليها او تم تخريب مقرات المدينة الوادعة التي تعتبر من ارقى واكثر المناطق اماناً في العالم !! . حتى تحت عظمة الحروب الضخمة في مطلع القرن المنصرم وصولاً الى اليوم تم تسجيل حربين عالميتين الاولى عام "1914" والثانية عام "1945" واذا ما عدنا الى الوثائق التاريخية فسوف نرى ان مدينة جنيف مذذاك الزمن يعتمد امراء الحرب والسلم حينها ان تكون مقراً للتلاقى وللنقاش وللحوار . لا بل اكثر من كل ذلك يجب على الذين يخوضون الحروب ان يكونوا لهم إرتباطات دولية والا سوف تكون قضية الفصل في الحل او الربط عقيمة كما نراهُ !؟. نعم كلنا سمعنا عن مؤتمرات جنيف المهمة في تضميد الجراح بعد كل خضة او عاصفة من عواصف وضوضاء الحروب التي من المؤكد لها ادواتها واداراتها ونتائجها مهما كانت نائية ، كما ان مؤتمر جنيف عُقِدّ ويُعقّد وسوف يستمر في إنعقادهِ حسب التراتب المرحلية للدواعى الملحة حول التنبه الى الإنخراط المُزمع لترتيب زمن وتقريب وجهات النظر لضرورة عقد مؤتمر جنيف. طبعاً كان بعد قمة السبعة الكبار في بريطانيا التي تمخضت عن رفع إنذار وتوبيخ وتوجيه بالسبابة الى كل الدول المسجلة ""193" !؟. عددها في الامم المتحدة ويجب التنويه هنا الى كيفية التعاطى مع الازمات لا يمكن ان تفرضها دولة لا دور تاريخي لها في تأسيس منظمات دولية كبيرة ، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،ومنظمة الصحة العالمية ،ومنظمة حقوق الانسان ،ومنظمة الصليب الاحمر الدولى، ومنظمة الدفاع عن حقوق الاسرى ،ومنظمة البنوك الدولية ، وكذلك منظمات متعددة الادوار في صيغة حوار الاديان واهمها ما بين اليهودية ،والمسيحية، والاسلامية ،والبوذية ،والهندوسية ، والأخذ في الإعتبار تعدد بعض ادوار الطوائف والمذاهب و الاديان في مناطق لا تطأها ارجل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، التي يتم ارسالها بعد إفتضاح (( غالبٌ هنا وخاسرٌ هناك)) ، طبعاً كل تلك القوانين والمراسم يتم انتاجها في مدينة جنيف السويسرية !؟.
لقد قرر جو بايدن ، اللقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين، لمعالجة المسائل الدولية التي تم إرجاءها نتيجة الجائحة الطاعنة على المسرح الدولى ""كورونا"" حيث حصدت شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً وربما قد نتطرق الى الحديث و إرتفاع وتزايد في حصيلة عن فداحة الخسارة البشرية لدى الدول الغنية والصناعية الكبرى اكثر من دول فقيرة ونائية في افريقيا واميركا الوسطي واسيا برغم الدعاية التي سادت عن تسرب الجرثومة من مختبرات صينية على الاقل حسب ما ورد في خريف عام "2019- تشرين الاول اكتوبر " ان مهارات الابحاث الطبية في ""ووهان احدى مدن الصين "" قد تم إكتشاف جرثومة قاتلة من الصعب تجاوزاها وقد تخرج عن سيطرة تحمل قدرة الذكاء الطبي الصيني وربما الامريكي والاوروبي والدولى لاحقاً وفعلا حصل ذلك وذهب الى اللحظة حسب معلومات الصحة العالمية عن موت اكثر من " اربعة ملايين من الناس " والارقام صادرة من مدينة جينيف!؟ .
لكننا نتساءل الان عن فرضية اهمية عقد القمة وما سوف ينضحُ عنها من ايجابيات قبل السلبيات وربما تتقدم في تقريب فرصة الحوار بين الجبارين كما كان سائداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية "1945" بعدما تم تقسيم العالم الى معسكرين شرقي في منصف اوروبا يقوده ُ الاتحاد السوفياتي ، على تخوم غرب اوروبا في تجمع دول غنية كبرى صناعية تتحالف مع امريكا بعد تشكيل حلف الناتو ، وكانت معظم الاهداف حينها التوازن في مقياس الحرب الباردة التي دامت عقود طويلة وكان التنافس واسع في التطور الصناعي والانتاج للاسلحة المتطورة وصولاً الى إنتاج سلاح نووي ☢ فعّال لم يُجرب الى اللحظة !؟. على الاقل ناتج عن مراقبة شديدة ولا يمكن التصريح في فتح وضغط على ازرار وانطلاق الحرب النووية دون محاذير وتنافر وتقاتل وحروب كبرى . وهذا حصل ويحصل وسوف يحصل لكن السؤال الاعظم يبقى هل كل ما يُحاكُ من مؤامرات وصناعة حروب متفقُ عليها ما دامت خارجة عن نطاق مناطق دول صناعية ومتقدمة جداً .
يعني ذلك سوف تكون نتائج لقاءات جنيف متشابهة في تبادل الاتهامات وملاعبها خارج حدود تلك الدول التي لها تأثير على تحديد الحرب والسلم .
وذلك يصحبنا الى فتح نقاط النقاش والحوار ما بين روسيا وامريكا وما قد يسود في إدراج سياسة التهدئة ام التروى ام التحذير ام المراقبة .
في إطار ومعانى اللقاء ما بين عمالقة الدول نُشاهد وبكل صلافة الجانبين يُعبرُ كل جانب حسب تغريداتهِ وحسب مكتسباته وحسب ما يراه مهماً في رفعهِ الى اعلى المستويات ولا يحتاج المرأ منا الذكاء الزائد في التفصيل الممل عن تبادل الإتهامات على حساب الاخر. كان اللقاء العاصف باهتاً ولا يرتقى الى درجة الحرارة العالية والزائدة في الإطراء عن سياسة الترغيب التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من جهة ، ومابين مطرقة الترهيب التي يستخدمها حاكم الكرملين الاوحد والاوفر حظاً بعد إنتخابهِ رئيساً الى ما بعد رسم سياسية وخطة تصلُ الى اعوام لاحقة ابواب "2030" . ومن المستبعد سهولة مقولة فرض اراء امريكية على فلاديمير بوتين في ترتيب روسيا من الداخل وتوبيخهِ حول التعاطي مع مسألة المعارضة الروسية ، وعدم التهور في استخدام قضايا انتهاك حقوق الانسان والمقصود هنا في الافساح في مجالات فتح ابواب المعارضة على كامل منحها حرية العمل وعدم اعتقال القادة وسجنهم ونفيهم والتنكيل بهم والتحدى الكبير لمن يتجرأ على خلخلة الامن الروسي !؟. كما ان فلاديمير بوتين لَهُ خبرة واسعة في مشاهدة مراحل الانتخابات الامريكية التي رافقتهُ مع وصول أول رئيس امريكي من اصول افريقية حيث جدد مع باراك اوباما سياسة انفتاح كادت ان تكون ناجحة الى حَدٍ ما لولا إفتعال سباق الحروب الخارجية وخصوصاً في الشرق الاوسط . وكانت نتيجة حتمية للنظر اليها والتعاون في ما يُسمى التقاسم والهيمنة بعد التغيير المذهل اثناء غزو افغانستان والعراق . إنطلاقاً بعد احداث وغزوة نيويورك الشهيرة " 11 -ايلول سبتمبر 2001 - 2003" ، وصاعداً ولكن القضية المهمة التي ظلت خارج نطاق الوصول الى اتفاق دولى انطلاقاً من مدينة المؤتمرات جنيف وايجاد الحل السلمي وعودة ابناء فلسطين الى بلادهم . طبعاً فلاديمير بوتين ، ناور من خلال دور جورج بوش الإبن ، و دونالد ترامب ، وكانت قِمم مهمة واسعة في تقريب وحصار نطاق الحروب !؟. لكنها قضية القضايا فلسطين تبقى عصيةً وبعيدة عن ايجاد حلٍ يتناسب مع الجانبين ، وهناك اتفاق دولى عنصري علني ومنحاز الى دعم دولة الصهاينة مهما تعددت اجندات ومؤتمرات جنيف يبقى التوتر سائداً بين الجبارين.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في - 20 - حزيران - 2021 - ..