الرغبة القومية و المطلب الاوليكارشي


نجم الدين فارس
2021 / 6 / 20 - 09:52     

(( الرغبة القومية و المطلب الأوليكارشي ))
الجزء السابع
الإستفتاء و الأمم المتحدة و معالجة القضية القومية
إنشاء و تكوين منظمة دولية مثل الأمم المتحدة، لم يكن عفوياً أو عن طريق الصدفة، بل كانت نتاج ضروري لتلك العصر، حيث كانت العالم مصابة بنكبة و قحط كبير جراء الحرب العالمية الأولى و كذلك الحرب العالمية الثانية، و قدرت ضحايا الحرب العالمية الثانية بحوالي ( 35 –60 ) مليون شخص. (59)
الأمم المتحدة منظمة و مؤسسة لتنفيذ سياسات الإمبريالية العالمية ، و قراراتها بصورة كبيرة و هامة تُصاغ من قبل مجلس الأمن التابعة لها، و من ثم يُقّر و يُنفذ. لأن لمجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة خمسة أعضاء دائميين و رئيسيين تتكون من ( الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا الإتحادية ، الصين ، بريطانيا و فرنسا ) .
يسيطر و يهيمن الدول أعلاه على جميع قرارات الأمم المتحدة ، و لا يتم تنفيذ أي قرار أو إقتراح بدون موافقتهم ، و كل ذلك يتم تحديده من قبل مؤسسات مجلس الشيوخ و الرئاسة الأمريكية ، و كذلك بالنسبة لروسيا الإتحادية يُتخذ القرارات من مجلس الدوما و الرئاسة الروسية، و في الصين لا يتخذ أي قرار من دون الرجوع الى الحزب الشيوعي الحاكم، و أما في بريطانيا و كذلك في فرنسا يصدر القرارات من قبل البرلمان و المجالس بالدفاع و محافظة المصالح السياسية و الإقتصادية. يجب أن يكون القوانين الصادرة لصالح و خدمة الراسماليين و اصحاب العمل في الدول أعلاه ، كما يشترط أن يكون القوانين و القرارات ذو فائدة و ربح لأسواق المستلزمات العسكرية و كافة السلع المنتجة في الدول المذكورة ، و إلا لن يصدر أي قرار من قبل الأمم المتحدة .
كأنهم ذئاب جائعة ، أي قرار يصدر يجب أن يعود بالربح و الفائدة لبلدانهم ، و لا يهمهم نوعية وكمية الضحايا في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا مواطنين مدنيين أو مسلحين ، الأمر الأهم هو أن يكون القرار الصادر ذو فائدة و ربح مادي و سياسي .
بيان حقوق الإنسان للأمم المتحدة , هذا البيان بذاته مصدر تهميش و مصادرة حقوق جزء كبير من المجتمع البشري على سطح الأرض لأنه يعتبر الملكية الخاصة مكسب مقدس للبشرية، و تمت صياغة القرار تحت تأثير و مقياس الأيديولوجية و الفكرة الليبرالية ، حيث أنه السبب المباشر لجميع المعانات و المآسي في العالم، إنه سبب و جزء هام لعبودية جديدة للإنسان على سطح الأرض ، و مهما كانت نوعية العبودية من حيث الحداثة في ربوع العالم.
لذا ليس بإمكان هذه المؤسسة معالجة القضايا بصورة تامة و رفع جزء من المعانات على البشرية، و كذلك لا يستطيع معالجة المسألة القومية و يكون لها الرد القاطع ، اذا لم يكن لصالح القوى العظمى ، و خير مثال على ذلك إنفكاك الإتحاد السوفييتي السابق حيث تمت تقسيمها الى عدة دول ، حيث حصلت الموافقة و لم يكن لهم أدنى إعتراض أو كلام عن تأسيس الدول ، كما تم تقسيم بعض الدول المنطوية تحت سلطة جبهة وارسو. اذا لم يعملوا بصورة دقيقة لتفكيكها، فلن يكونوا عقبة أمام استقلالهم، و من ثم قاموا باشعال حروب مدمرة في الدول الحديثة، من جهة اخرى لم يقروا بعد بالإستفتاء الذي جرى في اقليم قرم الأوكرانية في مارس 2014 و قرروا باتحادها مع روسيا الفدرالية. سياسة و قرارات الأمم المتحدة إزدواجية و يصدر حسب مطلب القوى العظمى، و ليس حسب ارادة المواطنين في المناطق التي فيهم المسألة القومية و الأخذ برأيهم حول الإتحاد أو الإنفصال عن الدول التي يتعايشون معهم .
بصورة عامة فقد تأسست منظمة الأمم المتحدة من اجل هذه المباديء و تتلخص في النقاط التالية:
1- إنقاذ الأمم مستقبلاً من معانات و آفات الحروب . و جاء ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث اندلعت الحربان العالميتان الأولى و الثانية على يد جيل اقحمت البشرية بآلام جمّة. لكن بعد ذلك و خلال تأسيس المنظمة المذكورة ، اندلعت عدة حروب، اندلاع حرب فرنسا ضد فيتنام عام 1946 ميلادية و دامت حتى عام 1954 ، و بعد ذلك اقتحام فيتنام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 ميلادية، و احتلالها حتى عام 1975، و حرب كوريا و تقسيمها بين قوتين عظمى في ذلك الزمن، أي تقسيم كوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي السابق . حيث اندلعت في 25/6/1950 و دامت حتى 27/7/1953 ، و بعد ذلك انقسمت كوريا الى شطرين ( الشمالية و الجنوبية )، و من ثم احتلال أفغانستان من قبل الإتحاد السوفييتي السابق في 28/12/1979، و الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات القرن الماضي، و كذلك حرب احتلال العراق للكويت عام 1990 ، و حرب التحالف ضد العراق عام 1991 . فضلاَ عن كل الحروب و عدم الإنصياع لمباديء الأمم المتحدة ، لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باسم الإحتلال بإقتحام العراق عام 2003 ، كما أن هنالك حروب بالوكالة ، أي الحروب القائمة في اماكن محددة و يقوم بإدارة هذا الحرب أشخاص آخرون نيابة عن القوى العظمى و ذهبت الآلاف من الأشخاص ضحايا لهذه الشاكلة من الحرب .
2- التأكيد على اعتقاد الشعوب بالحقوق الأساسية للبشرية .
3- خلق التسامح و التآخي و العيش بسلام و احترام حق الجيرة بين الدول .
4- توحيد القوات لحماية السلام و الأمن الدولي .
5- وضع الأسس و التخطيط لضمان عدم استخدام القوات المسلحة لوقوع الضرر بالمصالح المشتركة.
6- استخدام الإدارة الدولية بغرض رفع مستوى الضمان الإجتماعي و الإقتصاد العام للأمم. (60)
لكن كل ذلك كان حبر على الورق و لم ينفذ، و ان القوى العظمى في الأمم المتحدة بغرض حماية مصالحهم يقومون بالمناورة و يتعاملون كيف ما يشاء أهوائهم. كل ذلك اسباب جمّة من المعاملات غير القانونية و عدم المساواة مع الأمم. معظم الذين يحملون أفكار و معتقدات طبقية مختلفة ، من الأدباء و ما يسمى بالباحثين يقومون بتعريف ذئاب العالم بأنهم خراف، و بأنهم منجيون و حماة مصالح الأمم، بل أنهم اساساً يدافعون عن المصالح و الأجندة السياسية و الإقتصادية للدول العظمى في سائر بلدان العالم و في داخل الأمم المتحدة ، و سوى هذه العملية لا يثمر منهم شيء ، و كذلك يعتبر بمثابة منح الثقة لطرق معالجات الرأسمالية العالمية و سياسات دول القوى العظمى لمعالجة القضية القومية، فكل ذلك ليست الا كذبة و عناوين رنانة عارية من الصحة. فأي قضية يتم التدخل فيها من قبلهم بغرض المعالجة ، لم يتم معالجتها ، بل ستزداد تعقيداً. على سبيل المثال الأستفتاء الذي جرى في جنوب سودان عام 2011 م ، حيث يعيش المواطنون هناك حياة بدائية و متخلفة و دون ادنى مستوى العيش. اذن المعالجات و الإعتقاد بالنتائج النهائية للإستفتاء يتم التعامل معها حسب مقياسهم , و اذا لم يكن لدى المجتمعات قوة و ان لم يكونوا متمسكين بالتغيرات ، سوى ان يكون مصيرهم على شاكلة مصير سكان جنوب سودان ، او سيقفون ضد الإنفصال حتى لو جرت الإستفتاء كالّلتي حدثت في كتلونيا الإسبانية ، و حتى الدول الأوروبية لم يبدوا بالإرضاء لإنفصال كتلونيا عن اسبانيا، و ذلك فضلاً عن تهديدات رئيس وزراء اسبانيا لهذه الإقليم اذا أصرت على الإنفصال عن طريق الإستفتاء. في جميع الأحيان شريعة المعالجة لدى الدول الرأسمالية سيكون حسب مصالحهم و يتم المعالجة على هذا النحو .
لذا اذا تمت اجراء استفتاء في اي بلد تحت اشراف الأمم المتحدة ، فمن الصعب الاعتقاد بأن الإستفتاء سيتم بصورة نزيهة و خالية من الغش، لأن هذه المنظمة الدولية ليست مستقلة و لا ينفذ قراراتها في معظم الأحيان، او ستكون تحت تأثير القوى الفاعلة من داخل المنظمة، و ذلك من خلال السلطة المهيمنة على المنظمة من قبل الدول المساندة لها مادياَ ، لا سيما الدول الخمسة حيث لهم حق النقض (الفيتو ). يفعلون ما يشاؤون ، و هكذا يتم اصدار القرارات أو منعها من الغباء الإعتقاد بأن الأمم المتحدة ستعالج القضايا القومية بصورة تامة .
يرى اليسار بأن احدى طرق المعالجة عبارة عن استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة لإنفصال اقليم كردستان عن العراق ، هذه الرؤية مطابقة لإعتقاد الأوليكارشيين في الأقليم . ليست هنالك اختلاف ملموس بين الأحزاب اليمين و اليسار حول المسائل المصيرية، و منها مسألة انفصال اقليم كردستان عن العراق.
يتطابق رؤية الأحزاب الأوليكارشية التي تحمل شعار الحكم الذاتي و حق تقرير المصير الكاذبة مع رؤية الأحزاب اليسارية.
من جهة اخرى كانت لليسار في ايران سابقاً نفس الرؤية ، و ارادوا ان يكون مصير الشعب الكردي مطابقاً لرؤية القائمين بالإستفتاء، و يقولون الحزب الشيوعي العمالي يرغب معالجة المسألة الكردية بأسرع وقت، وذلك عن طريق استفتاء حُرّ في المناطق الكردية في غرب ايران و ان يكون باشراف المصادر و المؤسسات الدولية . (61)
اذا قمنا بتحليل هذه الصفحة من الرؤية يعتبر النفسة الماركسية ، سنجد أنها بعيدة كل البعد عن الرؤية و النظرة الماركسية، بل انها رؤية و معتقد ليبرالي رأسمالي . لأن الإستفتاء الحر يتجسد فقط في نظام يضمن الحرية و المساواة في المجتمع، و إلا عملية بهذه النوعية في مجتمع دكتاتورى و تحت اشراف منظمة دولية كالأمم المتحدة لا يستطيع ان يعلن الناتج كما هي بدون تلاعب في النتيجة و من دون خلق مشاكل ، لأن هذه المنظمة قد شكلت من اجل تلك المباديء . و لكن لم يكن باستطاعتها ان يكون لها دور و فاعلية ايجابية لغاية الآن، و يعمل لتغيير أوضاع المجتمعات نحو الأفضل و ينهي المآسي و المعانات.
و خير دليل لعدم تنفيذ جميع مباديء الأمم المتحدة ، العدد المخيف للعبيد في ربوع بلدان العالم حيث تقدر ب (46 ) مليون شخص ، و قام باجراء هذه الإحصائية و المسح حول العالم منظمة ( Walk Free ) ، و مقارنة بالعام 2014 , ازدادت النسبة فقر و امتدت الى 28 % في العالم 2016 ، و تم اعداد هذا التقرير من قبل مندوبين عن المنظمة اعلاه في 167 دولة مختلفة و من خلال اللقاء المباشر مع 42 الف شخص و ( 53) لغة مختلفة ، و هكذا تم تحديد الرق في العالم. المقياس المعمول به من قبل المنظمة للرق عبارة عن: خطف الأشخاص و المتاجرة بهم، العمل بالغصب ، تسليح الأطفال و أخذهم كجنود ، الزواج المبكر و بالإكراه ، القروض، الخداع و المتاجرة بالنساء و استخدامهن في الأعمال الإباحية ، و كذلك القوانين المخالفة لحقوق الانسان الصادرة من قبل الدول . ( 62 )
ما زالت العملية مستمرة ، علماً فقد تم اتفاقية انهاء معاملة الإنسان كعبيد في 25/ ايلول 1926 في الجنيف من قبل عصبة الأمم ، و كانت تحت عنوان ( الاتفاقية الخاصة بالرق ) .
في السابع من كانون الأول عام 1953 و للمرة الثانية تمت الإقرار على نفس الإتفاقية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث طالت على الإتفاقية القليل من التغيير و التعديل في الصياغة، و تمت اعدادها من اثني عشر مادة، و في السابع من تموز عام 1955 تمت المباشرة بتنفيذ الإتفاقية . (63)
الإحصائيات تتحدث عن الواقع الملموس ، منظمة بهذه الحالة، كيف لها ان تكون مصدراً لمعالجة المسائل، و يقوم بالإشراف على عمليات الإنفصال أو الإستفتاء ؟ !
لو كان باعتقاد اليسار بأن باستطاعة الأمم المتحدة الإشراف على الإستفتاء و لها القدرة على اصدار القرارات حول انفصال القوميات او الأقاليم عن الدول، فانها رؤية غير منطقية. الإستفتاء الذي يجري في عصر الراسمالية و تحت اشراف الأمم المتحدة سوف لن يكون أفضل حالاً من جميع عمليات الإستفتاء في الأنحاء المختلفة من العالم ، و كانت تحت اشراف الأمم المتحدة، لأن شتى انواع التضاليل المتبعة من قبل الدول الأعضاء في المنظمة سيكون في مصلحة الدول العظمى المهيمنة على المنظمة.
حق الأمم في التقرير عن مصيرهم، بالمعنى السياسي له الدلالة و المعنى التام لحقوق الأمم في الإستقلال و الحرية و الإنفصال السياسي عن القومية التي تقوم بأعمال الإضطهاد و تمتلك السلطة المطلقة. المطلب الذي يقوم الديمقراطية السياسية بالإعلان عنها، تكمن المعنى الفعلي له في الحرية المطلقة في التفويض و التشجيع بغرض الإنفصال و معالجة المسألة عن طريق استفتاء للقومية المطالبة بها. بهذه الصورة تلك المطلب ليست مطابقة مع مطلب الإنفصال و الإنقسام و انشاء الدول الصغيرة. بل انها تعبير صحيح و متفق مع النضال ضد جميع انواع الإضطهادات و القمع القومي . (64)
يبين رأي لينين حول الإستفتاء بأن منهاج و رؤية اليسار و اليمين يتمثل بنفس الهدف و المحتوى.
في هذا الأقليم ليس لليسار منهاج و مبدأ ثوري لمعالجة القضية القومية كما ليس لأطراف اليمين الإسلامية و العلمانية محاولة جدية من اجل حل القضية القومية ، لذا من الصعب تحديد اليسار و اليمين.
المعالجة باجراء استفتاء و تحت اشراف الأمم المتحدة و التي تتطالب بها اليسار ، ستكون النتيجة الرأي ذاتها للأحزاب الأخرى، و التي يظنون بأن الإستفتاء الطريق الأفضل لمعالجة القضية القومية و انشاء الدولة. يثبت تأريخ هذه المنظمة بأنها غير متزنة في معالجة المسائل القومية في سائر بلدان العالم .
بعد تفكك البلوك الشرقي و انتهاء الحرب الباردة ، ارادت الأمم المتحدة بأن تكون المنظمة و المؤسسة التي تسعى لمعالجة و انهاء القضايا القومية، و لكن لم تكن باستطاعتها اداء هذا الدور، و على سبيل المثال دورها في معالجة قضية البوسنة و الهرسك، لقد تعاملت مع هذه القضية بصورة غير انسانية، و جرت الإتفاقيات بتهجير مليون شخص عن ديارهم. قضية الشيشان مع الروس ، فقد تمت المعالجات امام أنظار الأمم المتحدة و انتهت بالدمار و التعصب القومي بين الشيشان و الروس. لاشك هذه المسألة مرتبطة بالسلطة التي تمتلكها احدى الدول العظمى من القوى الخمسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و لها حق النقض ( الفيتو ) و تمتلك السلاح النووي.
و قضية اخرى و هي قضية جنوب السودان حيث قامت عن طريق الإستفتاء بالإعلان عن انفصالها عن السودان، الا انها لم تكن الرد المناسب لحياة كريمة لأفراد و سكان جنوب السودان.
هذا لا يعني اذا كانت الدلائل و الوضع الراهن يشير بانجاح الإستفتاء و يكون معالجة للقضية لا نقوم بإجرائها، بل اذا كانت الحل الأنسب للمعالجة فيجب اجراء عملية الإستفتاء ، و لكن الأمم المتحدة و القوى السياسية في الإقليم يدّعون و يعلنون معالجة القضية القومية عن طريق الإستفتاء ، ليست الا كذبة كبيرة على المواطنين و سياسة ديماغوجية باتجاه التهرب من القرار النهائي لمعالجة القضية القومية.
انها تضليل و محاولة لإثبات المواطنين في ظرف ضبابي من اجل خدمة الرغبة والمطلب الأوليكارشي على جميع المستويات.
في معظم الأحيان و في الأوضاع المختلفة من الصعب تمييز منهاج اليسار و اليمين في المجتمعات الكوردية ، العراقية و الإيرانية , و يظهر ذلك في المعتقد السابق لليسار، كما في الفترة الحالية لهم نفس المعتقد و يرتبطون بالإستراتيجية القائل ( سيكون هذا الإستفتاء بمثابة اخراج جيش الدولة و ضمان مدة زمنية أطول للقيام بنشاط حر لجميع الأحزاب السياسية حتى يتسنى للجماهير في تلك الفترة التعرف على منهاج و سياسة الأحزاب و رؤيتهم للقضية ). ( 65 )
هذا الرأي لليسار في ايران ، توأم و متطابق مع رأي اليسار في العراق و كردستان، كما اصبحت مصدراً لآراء جزء من اليساريين في كردستان. في الوقت الراهن يتطابق هذا الرأي مع سياسة و منهاج النخبة الأوليكارشية الحاكمة في اقليم كردستان .
لا يختلف محتوى الاراء مع سياسة الأوليكارشيون و الطفيليون العسكريين المهيمنين على السلطة.
يملك احزاب العائلة الأوليكارشية السلطة و يقعون خارج الهدف المشترك و السياسة الواقعية تجاه الإقتناع أو الغير إقتناع بعملية الإستفتاء .
كما يقول لينين عن الإستفتاء انه تعبيير صحيح و مناسب مع النضال ضد جميع انواع الإضطهاد القومي، لذا لا يعتبر موقفا و فعل ضد التمييز العنصري و المعالجة التامة للمسألة .
لا يستطيع الإستفتاء ان ينهي الإضطهاد القومي، كما ليس بإمكانه إنهاء التمييز الطبقي الذي يعتبر مصدراً لخلق الإضطهاد القومي، و ذلك لأنه غير قادر على انهاء السلطة الرأسمالية ، كما لا يمكن أن يكون سبباً لإزالة أجهزة القمع و الإضطهاد التابعة للدولة. ينظر للإستفتاء كصراع ناعم بين المصالح السياسية و العسكرية المختلفة للسلطة الأوليكارشية في جميع الأمم، و ذلك من أجل الربح الوفير، و ليس اعتباره رداً لمطالب و حقوق المساواة للأمم. تكمن مصدر القناعة المفرطة في الظن بأن من دون العمل الثوري سيكون بإستطاعتك تحقيق رغبة و مطلب القومية المضطهدة. في جميع الأوضاع لا يمكن اجراء عملية الإستفتاء من دون وضع العقبات و اخافة المواطنين من قبل السلطة و أجهزتها القمعية ، كما لا يمكن ان ينظر اليه كموقف فعلي فيما مضى و في الوقت الراهن. لم يتم تنظيم المسلحين التابعين للأحزاب ضمن اطار قوة تحت اشراف الحكومة. و يهدف الأحزاب السياسية بابقاء المسلحين التابعين لهم على هذه الشاكلة كي يتسنى لهم استخدامهم في حالات الصراع بين بعضهم البعض. لذا ليس باستطاعة الأمم المتحدة تنظيم المسلحين و وضعهم تحت إمرة و اشراف الحكومة و ضمن مؤسسة عسكرية ، و كذلك الأحزاب السياسية لايريدون أن تتم هذه العملية. جميع القوى المنطوية تحت إمرة الأحزاب يتم استخدامهم من أجل مصالح النخبة الأوليكارشية السياسية العسكرية و قادة الأحزاب. و كذلك يعتبرون ظهراً و أملاً للدول الأمبريالية الكبرى لدحر و قمع الحركة الطبقية العمالية و الحركة الشيوعية العلمية اذا ظهرت، لأن الهدف السياسي و الإقتصادي لذوي السلطة الأوليكارشية في الإقليم من اجل حماية انفسهم سيكونون بحاجة لمُدافع اقليمي و دولي كي يحميهم و يساندهم عند الضرورة. و هكذا يصبح الطرفان كاللازم و الملزوم لبعضهما، كما حصلت في عهد إمارات ( اردلان، بابان ) حيث ذاع صيتهم في بلدان أردلان و موكري.
ثم عهد الإمارات لم يحتوي على هاتين الإمارتين فقط، بل كانت هنالك الكثير من الإمارات: أمراء بالنكان ، مايدشت ، بانه ، زنكنة ، دونبولي ، شيروانة ، ميافارقين ، ..... الخ.
و كذلك حكام برادوست ، الجزيرة ، بهدينان ، اللور ، شهرزور ، دينور ، دياربكر ، و مجموعة أخرى. كانت الإمارات المذكورة موجودة و لكل مجموعة و عائلة في منطقتها شُهرة واسعة و كانت لبعضهم خطابات باسمائهم، و لكن لم يكن فترة حكمهم لمدة طويلة, و كانت الحكومات و الإمارات مرتبطة بالحكومات الكبيرة في تلك الحقبة الزمنية حيث كانت الحكومة الصفوية و الحكومة العثمانية ، و كانت الأحاسيس في تلك الفترة الزمنية يبين بأنه من الفخر ان تكون مرتبطا باحدى الطرفين ، و ذلك لأن في تلك الفترة كانت الغاية ان تكون السلطة فردانية، و ليس السلطة الجمعية. يكفي للأمير اللقب و تسلطه على مجموعة من الأشخاص ، و كانت هذه التسمية بمثابة حصول الأمير على كل مبتغاه . ( 66)
في الوقت الراهن لم يتخطى سياسة و رغبة القوى الكردية الرغبة و المطلب السابق للإمارات و أمرائهم، و ما زال الحال على سابقته و لم يتغير.
جميع المعالجات في منهاج الأحزاب القومية و الأوليكارشية و البرجوازية لحقوق القوميات ليس بإمكانهم تجسيد حقوق المساواة للقوميات، و الحصول على الرغبة و المطلب السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي للقومية المضطهدة.
لم يعمل اليسار لتضييق الدرب على الإمبريالية و الراسمالية عن طريق القناعة و الإعتقاد بمعالجتهم ، بل عمل العكس و مهد لهم الدرب و فرش السجاد الأحمر للأمم المتحدة و الراسمالية و نخبتهم الأوليكارشية . لأن احزاب اليسار و اليمين و كل بذريعة و تحت مسمى و سبب ما يؤخرون رغبة المواطنين، فقد تم تعليق هذه المسألة و وضعها جانباً و الى مستقبل مجهول، و يقومون بالمتاجرة السياسية و الإقتصادية بهذه المسألة ، لذا المسألة القومية في العراق و تركيا و ايران و سوريا لا يجدي معها شيئاً سوى الإنفصال، لأن كل التصادمات و الحالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية التي مرت على هذه القضية لا يقبل سوى الإنفصال ، و تنظيمها تحت ضل نظام حيث يكون فيها الناس سواسية.
منهاج اليسار سابقاً متطابقة مع بعض الأحزاب الأخرى، و في بداية الألفية الثانية يقول ( في أي مرحلة سيبدي الحزب الشيوعي العمالي رأيها على انفصال كردستان اذا ضمن بأن هذا الموقف سيكون من شأنه توفير الحقوق و المكانة الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية المتساوية للعمال و الكادحين في كردستان ). ( 67 )
الزمن الوحيد و التي ستتوفر فيها حقوق المساواة للأمم هي نظام الإشتراكية و الشيوعية العلمية .
لكن عندما المسألة القومية يشد العناق على النضال الطبقي و يسحب إدراكها و طموحها نحوها، سوف لن يكون أي شيء ذات أهمية ، حيث سينال تلك القومية استقلالها و حريتها .
هل سيقوم البرجوازية و احزابها القيام بهذه العملية ، أو سيتم القضاء عليها من خلال نضال العمال و لا يبقى أثراً لهذه المسألة في المجتمع . اذن القضية التي بصورة واضحة يصبح حاجزاً امام النضال الطبقي و العداء الطبقي بين العمال البرجوازيين و الرأسماليين ، سيفقد مكانتها و يحل التضاد الأساسي للمجتمع محلها، بل سيكون في القمة .
صحيح بأن العمال و الكادحين و الفقراء تحت حكم البرجوازية و الرأسالية و في دولة حديثة الإنشاء و ذو صيغة قومية لن ينالوا الحياة المستحقة و الكريمة، و لكن على الأقل لن يكون مسار كفاحهم و نضالهم حسب اهواء الرأسمالية، و يقومون بخدمة نضالهم و واجبهم التأريخي، و لن يكونوا تحت طاحونة القومية البرجوازية المتسلطة و البرجوازية التي تكون تحت امرة القومية الحاكمة .
و لن يكونوا عبيداً لأفكار و مصالح السلطة و الأحزاب السياسية الأوليكارشية الإقتصادية و العسكرية , و لم يكونوا اضحوكة و يصبح مقدراتهم و مصيرهم و أفق حياتهم مجهولاً و يتم التلاعب بهم تحت عنوان الوطنية و القومية لمدة اطول و يلقى بهم في وهم العنصرية و المصالح المتقلبة. عندما يتم انشاء الدولة على يد الرأسمالية و البرجوازية أو يحدث انفصال في دولة ، سوف لن يكون افضل حالا من اوكرانيا التي انفصلت عن الإتحاد السوفييتي السابق عام 1991 و اعلنت عن استقلالها ، حيث بانت أوضاع المواطنين في تلك الدولة الحديثة بأسوأ حال ، و مجموعة و نخبة سياسية اوليكارشية صغيرة تسيطر على زمام امور البلاد ، قامت هذه المجموعة الإنفصالية الحاكمة بتحويل جميع جوانب الحياة الى الجحيم و تسوية حياة المواطنين مع اللاشيء, و جعلوا من الدولة و المواطن جزءاً من المخططات السياسية و الهدف الإقتصادي للدول العظمى كروسيا و امريكا ، و من اجل تحقيق مصالحهم جعلوا مواطنيهم ضحايا .
بإنشاء الدولة الحديثة يجب ان يغير العلاقة الإجتماعية و السياسية للطبقة العاملة، و يصبح العداء و التضاد بين عمال القوميات المختلطة تنسيقاً و عمل مشترك ، و يكون النضال العالمي للعمال نضالآً ضد الراسمالية و أنضمتهم .
الإجابة بنعم او كلا على اية مسألة انفصال أي قومية ، فانها بصورة تامة مطلب فعلي و ظاهر، و لكن من الناحية النظرية فانها مطلب بلا قيمة فيزيائية ، حيث من الناحية العملية يجعل من البروليتاريا أسيراً للسياسة البرجوازية من دون شرط أو قيد.
دوماً يجعل البرجوازية المطالب القومية في أولوية الأهداف ، و تلك المطالب من رؤية البروليتاريا خاضعة لمصالح النضال القومي. من الناحية النظرية لا يمكن الإثبات مسبقاً بأن انفصال هذه القومية أو تلك و مساواتها في الحقوق ، سيصبح عاملاً لقيام الثورة البرجوازية الديمقراطية، و تكمن الأهمية لدى البروليتاريا بأن يكون في كلتا الحالتين وجود الضمان لتنمية النضال الطبقي، و لكن يهتم البرجوازية بوضع العراقيل أمام هذه التنمية، و ذلك عن طريق الممارسات التعسفية و وضع اهداف البروليتاريا الى ما بعد المطالب القومية .
لذا يرى البروليتاريا نفسها في صورة سلبية في مطالبتها بحق تقرير المصير ، سيكون صائباً، اذا لم يضمن اي شيء ، و من دون ان يبعث برسالة لإعطاء شيء بحيث يكون ذلك من حق قومية أخرى. (68)
لن ينال القوى الدولية و منظمات العمال للأمم الحقوق المتساوية و التنسيق السياسي و الطبقي و الإجتماعي في ظل المعالجة التي يعمل لها الإمبريالية ، و يخلقون لهم مكانة سياسية و اقتصادية و اجتماعية مختلفة، و يحاولون دوماً بأن يكونا ضد بعضهم البعض.
آراء و افكار اليسار و اليمين في اقليم كردستان مليئة بالأحاديث الرنانة و التعابير المطاطية، و مواقفهم متطابقة مع مواقف و رؤى الليبرالية الأوروبية و الأمريكية و بعيدة كل البعد عن المعالجة التامة للمسألة القومية. أوصلت تلك المواقف و الرؤى ، اليسار الى تلك مستوى بأن يقوم بتسليم قضية نزع السلاح من مسلحي القوى الحاكمة الى الأمم المتحدة، و لا يتم التفكير في العمل و الموقف الثوري للجماهير و القوى الكادحة, و ذلك يعني تسليم حركة و فعل ثوري لطبقة عاملة ثورية في المجتمع للقوى العالمية العظمى و سياساتهم. يحاول القوى العظمى و عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو باتباع افعال و سياسة الطرف الواحد بأن تكون مسار سياسة المنطقة في صالح هدفهم و سياستهم الإقتصادية، و يكون حركة مسارهم عكس اتجاه الرغبة و المطلب القومي . يقف القوى العظمى في معظم الأحيان ضد الرغبة و المطلب القومي، و لن يعملوا لتغيير تقسيم العمل و الرأسمال من اجل قومية واحدة أو عدة قوميات. لا شك أن نضال و كفاح الطبقة العاملة و ثوراتهم و تأثير و فاعلية ، مما جعلت الأمم المتحدة بأن لايعلن عن غاياتها بصورة مباشرة، و الا كانت اهدافها و سياساتها ذات الهدف و السياسة المتبعة من قبل البنك الدولي و صندوق العملة الدولية. انها منظمة للتجارة العالمية هدفها و سياستها القمع و التجويع في شتى بلدان العالم من أجل تكوم الرأسمال الأكثر للرأسماليين الكبار أصحاب الأسهم في التجارة العالمية و تلك المنظمة الدولية.
ما يحتاجها أية برجوازية في القوميات المختلفة هي الإهتمام بمصالحها دون أي اعتبار لشأن و وضعية القوميات الأخرى حتى ولو كانت مسؤولياتها على عاتقها .
الشيء الخاص و المهم بالنسبة للبرجوازية عبارة عن نيل مطلب محدد، و هذه الخاصية تدفعها دوماً لإتخاذ موقف التنازل فيما بينهم، و كل ذلك على حساب البروليتاريا، و لكن تكمن الأهمية للبروليتاريا في تقوية نضال طبقتها ضد البرجوازية، و يعمل كي يكون المجتمع ذو طبع ديمقراطي و روح اشتراكي .
يجوز أن لا يكون عملياً حسب آراء الطفيليين ، فليكن كذلك فالحقيقة أنها الضمان الوحيد للحصول على المساواة و السلام القومي بنسبة عالية، و كذلك عدم تواجد الإقطاعية البرجوازية المتغذية بروح التعصب القومي. ( 69)
لذا يُعد شورى العمال المؤسسة الديمقراطية الوحيدة للسلطة العمالية من اجل ادارة دكتاتورية البروليتاريا لمكافحة الذات و جميع القوى التي اصبحت مصدراً لإنشاء الطبقات المختلفة في المجتمعات. عندما يتم تنفيذ عملية ثورية من قبل دكتاتورية البروليتاريا و يصبح واقعاً، سوف لن يكون نظيراً لأية سياسة و هدف اقتصادي و اجتماعي للبرجوازية و الرأسمالية ، و لا يتعاون مع منظماتهم.
الشاكلة التي تعبر عنها اليسار في العراق و الإيران على انها شورى العمال ، ليست سوى ظاهرة العصر و تعامل الليبرالية الحديثة، انها فكرة الإشتراكيين الليبراليين، و ليست بفكرة الماركسيين. هدف هذه النوعية من اليسار التقرب أكثر و أكثر من ذوي نادي النظام البرلماني و جعل محتوى شورى العمال نظيراً لها، و يعتبر بمثابة اعطاء الشرعية لمحتوى سياسات البرجوازية في المجتمعات ، كل ذلك ليست باستطاعتها معالجة القضية القومية الكوردية في كل من العراق و ايران تحت اسم و عنوان آخر. جميع الأفكار الواردة تقع ضمن مباديء الإصلاحيون و البرجوازيون الصغار، و يعد من صميم العمل السياسي الأوليكارشي. يقومون بهذه الأفعال من اجل تضليل العمال و الكادحين لصالح البرجوازيين و الرأسماليين.
الدولة التي يطالب بها اليسار في العراق و ايران ، هي دولة برجوازية كوردية مستقلة، دولة اضطهاد العمال و الكادحين الكورد ، و يطالبون بالضمان لحرية التجارة و التبادل التجاري و الإقتصادي، حيث يعتبر هذه المطالبة مصدراً لإضطهاد المواطنين في اطار الدولة.
يجب عدم تكرار تراجيدية الحياة و المعاناة التي نالت منها الكادحين الكورد، و لكن نوعية الدولة التي يطالبون بها لا تستطيع ان يمحو الحياة التراجيدية للعمال.
عندما يتم اقتراح انفصال كوردستان من قبل الشيوعيين ، ليست من الجانب المتغير بأنها مخيف و محزن، بل يجب ان يكون فقط لإنهاء الإضطهاد القومي التي تمارس من قبل القومية المتسلطة ، و ينتهي معها الممارسات المتبعة من قبل البرجوازيين و الرأسماليين تحت عنوان الحقوق القومية ، حيث أصبحت هذه القضية مكسباً لهم و ازدادت رأسمالهم ، لأن العمال قد نالوا الكثير من المآسي و أصبحت حياتهم تراجيديا في ضل السلطة الراسمالية لقومياتهم ، لذا إنشاء الدولة المستقلة لا ينهي جميع المعاناة و الأحداث اليومية التي تواجه العمال .
عندما ينهار مناجم الفحم على العمال في الدول الأوروبية ، الصين ، كوريا ، روسيا ، و أمريكا يكون ذا ربح و مصلحة للرأسمالية ، لأنهم وضعوا الربح و الكسب قبل توفير السلامة للعمال، و لا يهمهم سلامة و صحة العمال امعهم.
لا يجوز كي نحصل على الضمان الدولي لإنفصال كوردستان عن العراق ، ان نعمل على شد الإنتباه و الإعتبارات الإقتصادية و التبادل التجاري لكوردستان مع دول العالم الجزء الغالب للضمان الدولي يعتمد على قوة و امكانيات المواطنين في داخل البلد، حيث يتضمن مدى اصرارهم على الإنفصال و ما مدى اعداد الإمكانيات للدفاع عن الإنفصال، و ما مدى الإرادة على مطلب و رغبة انشاء الدولة المستقلة و الدفاع عن اهدافها ؟ !
و يتجسد ذلك في قوة و امكانيات الجماهير ، والا لايتم الإنفصال عن طريق القوى و الأحزاب المرتبطة بدول المنطقة و العالم و عن طريق السياسيين الأوليكارشيين. لا يزال للدول و الشركات الكبرى للنفط و التجارة مصالح في جنوب كوردستان و دولة العراق ، و لغاية الآن لم يقتنعوا بانفصال اقليم كوردستان عن العراق و دوماً يدافعون و يقرون بوحدة العراق.
اذا لم يكن هنالك ارادة من قبل المواطنين للإنفصال ، يقوم الأمم المتحدة أحيانا بانشاء الدولة التي تخدم مصالحها و مصالح القوى الإمبريالية العالمية، و كذلك من اجل اهدافهم السياسية، و الا في معظم الأحيان سيقفون ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة ، و يقوم ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة الدول التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . بخلاف الإنفصال الذي يتمناه اليسار في العراق و ايران و القوى و الأحزاب الأوليكارشية، انفصال الكورد و انشاء دولتها المستقلة يتم بتعاون و مساندة العمال العرب و الفرس و الترك، و كذلك اذا ساندت عمال العالم هذه الرغبة و المطلب ، سوف يتحقق ، و حتى لو كانت الحكومة غير عمالية و يكون حسب اهواء الراسمالية، سيكونون بحاجة الى الدعم ضد الهجمات الخارجية، لأن المطلب الذي يجب على العمال و الكادحين العرب و الفرس و الترك بأن يضعوه نصب اعينهم و ينفذونها، باستطاعتها أن يكون افضل و اكبر ضمانة لعدم مهاجمة الدولة المستقلة و الحديثة الإنشاء ، كما يعتبر جزءاً من مكافحة روحية التعصب و الشوفينية التي تمت خلقها من قبل القوى المذكورة ، و سيكون ايضا محاولة لإندماج العلاقة الدولية بين عمال العالم .
لا يستطيع الأمم المتحدة توفير العلاقة الدولية لعمال العالم ، و ما يقوم بها آغوات اليسار في ما يسمى بالإصلاح القومي، ليست الا تفعيلاً لسياسات البرجوازية العالمية، و انهم نظير الأحزاب الأوليكارشية في السياسة والهدف، لعدم جديتهم في العمل و ترسيخ الأجواء لإستقلال جنوب كوردستان . لأن استقلال جنوب كوردستان بمثابة فناء السياسيون الأوليكارشيون و الواعضون اليساريين ، تلك هي المعالجة الفعلية و الهامة بالنسبة للبرجوازية ، و لكن ما يهم العمال هي ان يتم من البداية الإختلاف بين هاتين الطريقتان : دوماً يناضل البرجوازية القومية المضطهدة ضد القومية المتسلطة .
نحن دوماً معها في جميع الظروف بالعزم و الإرادة ، حيث انها أعلى و أقوى من مساندة الآخرين ، لأننا مصممون و نعادي الإضطهاد بلا خوف و بصورة جادة و مباشرة سنقضي على الإضطهاد.
اذا لم يقف برجوازية القومية المضطهدة عن عملها لأجل التطرف القومي ، سنقف ضدها ، بمعنى سنتصدى لإمتيازات القومية المتسلطة و لا نسمح لها بالبحث و الجري عن امتيازاتها.
اذا لم نرفع شعار الإنفصال، و اذا لم نجعلها موضوعاً للتشجيع ، عند ذلك سنكون في خدمة المقاصد المتعفنة للبرجوازية، بل سنكون ايضاً خادمين لأهداف الإقطاعيين و القائمين على الإضطهاد.













الـمـصـادر :
59 – نجم الدين فارس : الدورة ( 70) للأمم المتحدة و الأعلان المتعددة الأقطاب ، ( تشرين الأول 2015) و التي نشرت باللغة الكردية في ( بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثينوسةكان ) .
60- نفس المصدر.
61- محلة انترناشيونال ، الناطق باسم الحزب الشيوعي الإيراني ، 1995 ، العدد (17) ص 11. تصدر هذه المجلة باللغة الكردية .
62- الإتجاه برس / تقارير ، 26/9/2016 : http://eletejahtv.org
63- الإتفاقية الخاصة بالرق ، منظمة عصبة الأمم/ منظمة الأمم المتحدة .
64- لينين : مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 172 – 173 .
65- مجلة انترناشيونال – العدد (17) ص 11 .
66- علاء الدين سجادي : ثورات الكورد و كورد جمهورية العراق. اعداد و طبع احمد محمدي ، (اطلس جاب ) للطبع و النشر ، طهران ، 2005 ، ص 38 . باللغة الكردية.
67- مجلة انترناشيونال ، العدد (17) ص 11 .
68- لينين : مسائل السياسة والقومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 88 -89
69- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 89-90 .
70- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية، دار التقدم، موسكو، 1969، ص91.