سعدي يوسف بين نرجس الأدب الرفيع وتضحياته الشيوعية الباسلة


احمد صالح سلوم
2021 / 6 / 18 - 09:51     

سعدي يوسف وداعا امتعتنا ترجماتك كمتشردا بين باريس ولندن وكما امتعنا ما اطلعنا عليه من شعرك فمهما اتفقنا او اختلفنا في السياسة فهذا لا يقلل من شأنك وحتى وانت تحتضر لم تسلم بخرافات الناس في بلادنا التي سموها أديان يستخدمها الغزاة فكان ان انكرتك سلطة بلدك و اعتبرت وهي السلطة التي جاءت على تفصيل دستور بريمر وعنصريته الدينية والقومجية انك لا تملك حقا في أموال العراق وثرواته لعلاجك فهي محجوزة لخراب العراق ومقاولات لحى الفساد السني والشيعي والكردي مع الاحتلال الأمريكي.. انت من جعل اسم العراق عاليا شامخا و طيفا ساحرا بالبال.. جلست على مقعدك الذي غادرته فيما يسمى دائرة او وزارة الاعلام للانتفاضة الفلسطينية او منظمة التحرير بتونس بالميتيالفيل شارع عبد القادر الجزائري وسكنت فوق البيت الذي سكنته في حي المنزه الجميل وكنت أتمنى أن أراك فإذا بك راحل ابدي في المنافي تاركا عائلتك في بقعة وانت في مكان آخر.. ولكن الانتفاضة وفلسطين التحرير اليسار حمتك كما حميتها بادبك الإنساني المقاوم الى ان غدرت بها عصابة أوسلو فتهت في المنافي والقفار.
كما تاه الكثير من امثالك. . مسطرة ألفاشية الأمريكية التي كرستها بحكم عصابات الإسلام السياسي تبرأت منك فالخرافة وأشخاص لا تشتريهم بقشرة بصلة عبروا في التاريخ اهم منك فلتمت فلا حق لك بأموال العراق ولا حق لك بالعلاج فأنت الكافر الذي بز كل ما كتبوه في ادابهم الدينية في كل العصور وحوله إلى مسخرة و ركام..
تزلفت له جائزة سلطان العويس فاعتبرته جديرا بها والأمر عكس ذلك.. وسعدي كعادته فضحها بأن هاجم شيوخ محمية الإمارات الصهيونية وعلى رأسهم زايد الذي ازاح شخبوط التقليدي ليطور أنابيب النفط للمزيد من النهب الاستعماري وهنا كشفت العريس عن وجهها التنميطي العنصري الاستعماري بأن سحبتها منه فهو لم يستجب لشروطها غير المعلنة بأنها رشوة ليسكت عن اسرائيل الأولى التي اسمها محميات الخليج وتقاسمها المهمات الاستعبادية للمنطقة من سلطة رأس المال الأمريكي.. سعدي غير قابل للتطويع ولو شبه لهم وهذا ما يتطلب فهم شخصيته الشيوعية المركبة والإنسانية التي لا تأبه بمساطر التنميط الاستشراقي المعكوس لمحميات الخليج
كنت اصادف ابنه في مصعد البناية التي أسكنها بحس المنتزه بتونس واسمها نرجس وكانت بيننا تحية وكأنه ذكرى طيبة من الرفيق الشاعر و المترجم الشيوعي سعدي يوسف..
جمع جميل هلال شخصيات مهمة في فصليته المهمة جدا الفكر الديمقراطي وكان من اهمهم سعدي يوسف ومن بعد الشاعر والكاتب السياسي والمورخ زكريا محمد وعندما اخذت مكاني بتحرير إعدادها القادمة التي كلفني بها جميل غير البيرقراطي والذي تحملني وربما تحمل شخصية سعدي النزقة و الفريدة من حسن حظنا ان جميل هلال يملك حسا إبداعيا خاصا للإشراف عليها ولسوء الحظ كانت أوسلو قد اقتربت بكارثيتها فلا اعرف ان صدرت إعدادها من بعد رغم توفر اربعة اعداد من الفصلية المهمة بل الأهم عربيا لخطها التحريري الاعمق و المترف فكريا والتي تغوص برؤية تفكيكية وتجريدية مشاكلنا العربية وتحدياتنا..وكأن توقف الفكر الديمقراطي كانت نهاية مرحلة انتفاضية صاعدة وبداية مرحلة انحطاط عربي أوسلو جديد
كعادتها لندن وبريطانيا كدولة استعمارية لم تستقبل سعدي يوسف كما يليق به وكما جرى في حضرة المفكر الشيوعي جميل هلال فكما سرد الشاعر ورفيقنا بمجلة الحرية عواد ناصر سلمته شقة صغيرة للمشردين لا تستوعب بالكاد ثلاثة ضيوف جلوسا لضيق مساحتها رغم انه افضل من ترجم الأدب الإنكليزي وان لكتاب انكليز فضحوا همجية الرأسمالية والنيوليبرالية ما بين باريس ولندن وتبناهم سعدي ليضيف لابداعهم إبداعه الساحر الفريد لتحسبها قطعة أدبية صنعها بحرفية عالية سعدي لتكون من عيون الأدب العربي.. اي استكملت عصابة بريمر العنصرية الاستعمارية بغداد مع عصابة النيوليبرالية في المركز من تاتشر وبلير و جونسون مهمة تهميش سعدي الرائع الذي يتقبل دفع الأثمان بطيبة شيوعية خاصة
وداعا سعدي يوسف لن أطيل في الكتابة كما فعلت بتدوينة الراحل عزالدين المناصرة الذي ذهبت ادراج الرياح لأنني كنت اقتصد ما تبقى من انترنيت محدود في الهاتف بين إطفاء واشغال ففاتني انني في حالة غياب فلم تسجل وذهبت ادراج الحصار.. وداعا ونحن الكفار والشيوعيين المحاصرين من مجتمعات تحتفل باديان المحتلين الامريكان ولحاهم الإسلامية وغير الإسلامية والكردية..لست الشيوعي الاخير فسيكون مستقبل غرب اسيا شيوعيا كما العالم لان ليس من احد يحب البلاد والكون ويقدم ارفع الآداب والأفكار ويبذل عمره مضحيا من أجلها سوى الشيوعي.. وداعا سعدي يوسف ولروحك السلام