نداء..... للشهيد مصطفى المعلق على جسر


عباس علي العلي
2021 / 6 / 17 - 23:55     

صديقي أنت الجالس فوق عرشك
هناك
كما يقال
بعيدا عن أعين الناظرين لتلهو بي
أرجوك
جعلتني طويلا مع هؤلاء
الذين يزعمون أنك رفيقهم
وها أنا على وجه الرحيل
ساعدني مرة
كي أدفن بعيدا عنهم
فرائحتهم تقلق الموتى في القبور
أرجوك هذا طلبي الأخير
أجعلها واحدة من أوامرك التي لا تعصى
في أرضك القصية
التي ليس فيها أنبياء
ولا أولياء
ولا حتى معابد للدين
أتركني
مع رفاقي الأولين
أولئك الطبيعيون
حتى لو يأكلوا لحمي
فهم محقون
أو يحرقوا جسدي لينثر في الهواء
أسامحهم
أنهم يدركوا الحقيقة كاملة
أن الأرواح وحدها من تعيش
هل تسمعني أيها الصديق
أنتظر جوابك قبل أن أشد الرحال.....
*****
وهو ذا الجسر الذي علق فيه
قابيل
أبانا ... أخينا .... فلذة كبدنا
هابيل ....
مهلا
الرب اليوم يقتص لك.....
لجرحك
لغربتك الغريبة
ليس من الجسر
بل من مر من هناك .....
ورأى مصلوبا بلا صليب
وصمت فرحا بجبنه
ثم نام قرير العين
السماء وحدها تتذكر المشهد
والنوارس تذرف الدموع
جيئة وذهابا
مصفى ... يا بن أم ... أخلع نعليك
أخلع جرحيك
أخلع ضمادك ودع الدم يغسل عار الأرض
وسلم
على النجوم التي تنتظر ..................
هناك
في أول المعراج
تحمل زهرا وعطرا وبعض من فاكهة الجنة
سيدي العزيز مصطفى
اليوم فقط
نحتفل برحيلك الجميل
والمثير والمدهش
إلى الحياة
عندما جاء رجال أباك وعشيرتك الأقربين
ليردوا السلام
للأرض التي تنكرت لمائها
وأرتكبت خطيئة النسيان..............