سعدي يوسف...زفرات حَرىَ في اخر الطريق...؟


طلال شاكر
2021 / 6 / 17 - 20:54     

لن اكرر اهمية سعدي ومكانته الادبية والثقافية وريادته الكفاحية كشاعر ومثقف وانسان في تاريخ العراق فهي نافذة وملهمة ناهيك عن سطوعه كشيوعي تحمل وزر انتمائه الثقيل..فهذا الشاعر الكبير كان يحظى باحترام وتقدير حتى خارج الوسط اليساري. وبدات شهقة الوجع والغرابة من سعدي يوسف بعد2003يوم سقوط النظام الدكتاتوري وما تلاه من احداث واحتدامات عندما اظهر الشاعرموقفه دون مواربة في منحى غريب وملتبس منه ومن زاوية محددة تشي بنزوع متحفز وكوامن مزمنة في نفسه اظهرتها ظروف الاحتدام الطائفي وجعلته حادا ومتطرفا ومنحازا خارج ميزان التوازن ومقتضيات الموقف الموضوعي.كان هذا التحول بدا صادما ومؤلما للكثيرين كيف ولماذا. في المشهد السياسي العراقي الجديد والمعقد تهاوت الكثير من القامات التي بدت كبيرة، وعاد كل الى هويته الفرعية يتلمس خطاه وهذا ليس غريبا في المحطات التاريخية الفاصلة.بكل اسف لم يتخطى سعدي يوسف ما كان علقا سايكلوجيا في نفسه خاضعا، له فشتت توازنه وافقده صواب الموقف المتوازن وعبر به نحو ضيق الهوية الفرعية وتداعياتها. في هذه الحالة الاستثنائية هل نعبر محطات التاريخ دون تدوين او وقفة تحت دواعي العاطفة او اغراض اخرى. ونجعل من مسيرة الشاعر كلها ىسفرا مجيدا ام نتوقف امام صفحة صنعها الشاعرواودعها انفاسه وضمنها هويته الصغيرة على حساب الرحاب الانساني الممتد. التاريخ يجب ان يدون والنقد الموضوعي مفتاح الموقف العقلاني ينبغي قوله. فالامر لايتعلق برمز اوجيل او وطن اودين بل بكلمة نقد يجب ان تقال وتسمع في كل زمان ومكان وبدونها يصبح التاريخ مجرد خرافات ترسم اقدارنا. وداعا سعدي يوسف كنا امناء على كل ماقلته وحددته وعشقنا كل ماكان وديا وزاهرا واعرضنا عن ماتنافر عن انسانيتنا...