خُضرة سعدي يوسف.


عبداللطيف الحسيني
2021 / 6 / 14 - 00:04     

في أغلب ما كتبتُه وأكتبُه,سعدي يوسف لا يتركني وحدي,معي في أسفاري,هروبي من سوريا الخراب يشبه هروبَه من جحيم العراق,كنتُ منظّماً في الحزب الشيوعي السوري وتركتُ الحزب مثله,وبقيتُ ـ لا مثله ـ ماركسيّاً(لا شيوعيّاً).أحاولُ مثله أن أكتب النصَّ الذي يُشمُّ لا النصّ الذي يُقرأ و يُسمع.مثلُه أحملُ أوراقي وأطوّفُ في المدن مستمتعاً بها وكاتباً عن معذَّبيها,...مثلُه أتأبطُّ زادي(خبزاً وتمراً ونبيذاً) لألتقط مشهداً غريباً هنا,وحكاية أغربَ هناك, مثلُه أحاول أن أجعل المكانَ المدمّرَ بهيجاً وأضخَّ فيه ماءً بلّوريّاً,مثلُه نبرتي خفيضة إلى درجة أنّ المرءَ يقرّبُ أُذنيه ليسمعني,حين وفاة الجواهري الكبير كنتُ في دمشقَ مثله,وحين التقيتُ به فوجئتُ بصوتِه الخفيض أكثر مما كنتُ أظنّ.
رحم الله سعدي يوسف,عزائي لأهله ومحبّيه,وأنا منهم.
عبداللطيف الحسيني.هانوفر.ألمانيا.