العراق الرابع عالميا في حرق الغاز وهدره


عادل عبد الزهرة شبيب
2021 / 6 / 10 - 09:20     

في العشرين من آذار 2016 أعلن عن تصدير العراق لعشرة آلاف قدم مكعب قياسي من الغاز السائل نوع (C5 PLUS ) ولأول مرة في تاريخه بواسطة الناقلة البنمية (كورا) من أرصفة الغاز السائل في البصرة. ويعد ذلك نتيجة الجهود المشتركة للكوادر الوطنية في شركة غاز البصرة وبالتعاون مع شركتي ( شل وميتسوبيشي ).
ويأتي أول تصدير للغاز العراقي بعد أن ظل يحرق غازه منذ اكتشاف النفط في بابا كركر عام 1927 والى اليوم حيث أن هذا التصدير لا يشكل رقما مهما قياسا بالاحتياطي الكبير الذي يمتلكه العراق والذي يقدر بـ (112) ترليون قدم مكعب من الغاز محتلا المرتبة (11 ) عالميا , يحرق منه 700 مليون قدم مكعب يهدر بسبب عدم وجود البنية التحية وسوء الادارة والتخطيط لهذه الموارد الكبيرة , وتشير التقارير الى تعرض العراق لخسارة نحو ( 15 ) مليون دولار يوميا بسبب احراق الغاز وهدره حيث يحتل العراق المرتبة الرابعة عالميا من بين الدول الاكثر حرقا للغاز حسب احصائيات مشروع احراق الغاز العالمية لعام 2011 بعد روسيا ونيجيريا وايران , وقد شهد العالم انخفاضا بنسبة الحرق وبنسبة 22%.
منذ تدفق النفط العراقي من أول بئر في بابا كركر عام 1927 صاحب ذلك انبعاث غاز قابل للاشتعال والذي يعد ثروة كبيرة لم يتم الاهتمام بها كما هو الحال بالنسبة لإنتاج النفط حيث ظلت شعلة الغاز المهدور الى اليوم .
مصادر الغاز العراقي :
هناك مصدران للغاز العراقي أولهما الغاز المصاحب للنفط كناتج طبيعي والذي يتميز استثماره بقلة التكاليف اذ لا يحتاج الى عمليات التنقيب والحفر والاستخراج كونه يأتي مصاحبا للنفط المستخرج ولايحتاج الا الى مد الانابيب والتسويق وان 70% من الغاز العراقي من هذا النوع .
أما المصدر الثاني للغاز فهو الغاز الحر الذي يتميز استثماره بالتكاليف العالية وذلك للحاجة الى عمليات التنقيب والحفر والاستخراج ويشكل 30% من الغاز العراقي .
عوامل عدم تشجيع استثمار الغاز العراقي :
1. افتقار العراق الى البنى التحية لاستثمار الغاز والتي تتطلب توفر رؤوس اموال كبيرة .
2. عدم استقرار النظام السياسي وعدم اهتمام السلطات المتعاقبة باستثمار الغاز.
3. غياب البحوث والدراسات العلمية الخاصة بإنتاج الغاز .
4. عدم تشجيع شركات الاستثمار على انتاج الغاز في العراق , وحتى ان جولات التراخيص الاولى لم تلزم الشركات النفطية على استخلاص الغاز المصاحب .
5. الارهاب والتفجيرات والعمليات العسكرية التي يقوم بها تتطلب تامين حماية لأنابيب النفط والغاز والتي تحتاج الى مبالغ كبيرة .
6. غياب القوانين الخاصة بالاستثمار وآلياته .
7. تفشي ظاهرة الفساد المالي والاداري
سبق وان انشأ العراق شركتين للغاز الجاف والسائل في كركوك والبصرة وبطاقة محدودة لا تتناسب مع احتياطي الغاز. لقد وعدت وزارة النفط من خلال وزيرها على ايقاف حرق الغاز نهائيا خلال العامين المقبلين وايقاف استيراد الغاز السائل والعمل على التصدير آملين أن لا يكون ذلك مجرد وعود كما هو حال وعود الوزارات الاخرى .
أهمية تصدير الغاز العراقي :
لتصدير الغاز العراقي أهمية كبيرة للاقتصاد العراقي كمورد مالي يعزز الموارد المالية للعراق في ظل الازمة المالية الخانقة التي يعيشها بسبب انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية ,وبعد اعلان العراق عن تصدير شحنة من غازه توافدت عليه عدد من الشركات كشركة بلغار غاز البلغارية وترانس جاز الرومانية وشركة ( او . ام. في ) النمساوية والمجرية ( ام .او. ال ) وشركتي الهلال ودانة غاز الاماريتين اضافة الى شركة بوتاش التركية والالمانية (ار.دبليو.اي ) معلنة عن اهتمامها بالغاز العراقي لغرض التزود به وتوقيع العقود الغازية. مما يتطلب الاهتمام بتطوير انتاج الغاز والزام الشركات النفطية العاملة في العراق ضمن جولات التراخيص سيئة الصيت على استخلاص الغاز المصاحب اذ ان جولات التراخيص الاولى لم تلزم الشركات باستخلاص الغاز, وان يرسم العراق مرحلة جديدة في حاضر ومستقبل العراق الاقتصادي بعد القضاء النهائي على الفساد المستشري وتنويع مصادر دخله القومي .