ثماني سنوات على مقتل حسن شحاته


عبدالله محمد ابو شحاتة
2021 / 6 / 5 - 20:45     

اقتربنا من الذكرى الثامنة لحادثة مقتل الشيخ الشيعي حسن شحاته وثلاثة من مرافقيه على أيدي أهالي قرية زاوية أبو مسلّم بالجيزة، تلك الحادثة التي كان لها بالغ الأثر على منظومتي الفكرية ونظرتي للأمور، أثر مازال ممتداً إلى الآن.
لقد تزامنت تلك الواقعة مع فترة بدأ ينتابني فيها الشك في الموروث الديني بأكمله، ولقد كانت بمثابة إثبات واقعي لما خلصت إليه من نتائج وأفكار.
والحادثة باختصار لمن لا يعلمها، هي جريمة قتل وإرهاب متفردة ومنفرده من حيث طابعها الشعبوي؛ ففي العام ٢٠١٣ وأثناء حكم الإخوان المسلمين، زار إمام الشيعة في مصر حسن شحاته وثلاثة آخرين قرية زاوية أبو مسلّم بالجيزة لإحياء إحدى الاحتفاليات الدينية، ولقد سبقت زيارته حشد وتحريض من التيار السلفي لأهل القرية ضده وضد الشيعة بشكل عام، وبمجرد أن علم أهل القرية بوجوده في أحد المنازل هاجموا المنزل وقتلوه هو ومرافقيه ضرباً وسحلاً قبل أن يقوموا بسحل جثته وجثث مرافقيه عبر طرقات القرية.
ولم تكن حادثة القتل هي الأكثر إثارة للاشمئزاز والتعجب، بل كان ما استحق التوقف أكثر من الحادثة نفسها هو ما تلى الحادثة من تأييد وابتهاج وتفاخر سواء من أهل القرية أو أعلام السلفية والإسلاموية السياسية أو حتى الكثير من عامة المسلمين المصريين.
ففي تقرير لفرانس24 وثقت فيه مشاهدات و شهادات لأهل القرية جاءت على المنوال التالي.
واستخدم اهالي القرية، ومعظمهم لا تبدو عليهم مظاهر التدين، كلمة "كفار" لوصف الشيعة اثناء حديثهم عنهم امام مراسل فرانس برس الذي زار القرية.
ولم يظهر الاهالي اي ندم او خجل من الواقعة، لا بل ان شباب القرية راحوا يتبادلون في ما بينهم مقاطع فيديو لسحل الشيعة الاربعة بفخر وحماس واضح.
وقال المدرس محمد اسماعيل وهو يجلس امام منزله "نحن سعداء بما حدث. وكنا نتمنى ان يحدث منذ زمن...(نهاية الاقتباس)
هذا طبعاً بالإضافة لتأييد بالإجماع من قبل إعلام السلفية ومشايخها والكثير من الأخوانجية و الأزاهرة.
الكثير من علامات الاستفهام وضعت أمامي بعد تلك الحادثة، والكثير منها أصبح واضحاً ذو إجابة جلية، فليس من المستغرب أن تجتمع قرية كاملة لقتل بضعة أشخاص لمجرد خلاف مذهبي، طالما أن المحرك هة فكر ديني لا يعرف العقلانية ولا يعترف سوى بالعواطف والاندفاعات الغريزية الدنيا، فتلك الحثالة المؤدلجة دينياً ذات سلوك حشري في الفتك بمعارضيها، فغريزة الدودة أو مستعمرة النمل هي الفاعلة ها هنا، ولا مكان لعقلانية الهوموسيبان. فالتاريخ التطوري للإنسان قابع بأكمله في داخلنا، من الدودة إلى الإنسان العاقل، وكل منظومة ثقافية تُخرج ما يتلاءم معها والفكر الديني المتطرف لن يخرج دائماً إلا الدودة، سواء أكانت الضحية هيباتيا أو برونو أو مشعل خان أو حسن شحاتة.