بحريون يعملون في صحراء الرميلة


كاظم فنجان الحمامي
2021 / 6 / 3 - 22:06     

في نهاية الحرب الباردة زرعت الولايات المتحدة عنصراً لها في قلب الكرملين ليعمل مستشارا للرئيس الروسى، وكان يتظاهر بالحرص والإخلاص، لكنهم اكتشفوا فيما بعد ان مهمته التخريبية كانت مقتصرة على وضع الرجل المناسب فى المكان الخطأ، فكان يأتى بالمهندس الزراعى ويضعه فى وزارة الصناعة، ويرسل الأطباء للعمل في حقول البطاطا، ويضع خبراء الكيمياء في معامل صناعة الأحذية والقمصان. والأمثلة كثيرة. .
ولكننا في العراق كنا نتعامل مع رجل كسر الأرقام القياسية، وتجاوز حدود المعقول في التفريط بأصحاب المؤهلات البحرية، فأرسلهم الى صحراء الرميلة للتنقيب عن النفط، وأرسلهم الى مطار البصرة للعمل في الخدمات الأرضية. .
شباب أمضوا أربع سنوات في الكلية البحرية، وفي عرض البحر، وحصلوا على الإعفاء من الخدمة العسكرية لكي يتولوا إدارة أسطولنا البحري، فجرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وانتهى المطاف بطواقم شركة ناقلات النفط وطواقم شركة النقل البحري في المكان الخطأ وعلى يد الشخص نفسه. وهذا لعمري من أكبر معاول الهدم، وضياع الوقت، وتبذير المال، وسوء الإدارة، والتردي في الاداء، وتعطيل المصالح.
لسنا هنا بصدد التشهير والشخصنة، لكن واجبنا النيابي في لجنة مراقبة التنفيذ يحتم علينا تشخيص هذه الزوابع التي عصفت بقواعد التوصيف الوظيفي، وتسببت في حرمان العراق من أصحاب المؤهلات البحرية العالية. .
ومن نافلة القول نذكر ان السيد (عين) عندما كان مديرا لشركة الناقلات هو الذي أفرغ هذه الشركة من محتواها البحري وارسل الملاحين للعمل في الصحراء، وان السيد (عين) نفسه هو الذي أفرغ شركة النقل البحري من محتواها التخصصي وارسل طواقمها للعمل في خدمة المسافرين عبر المطارات. .
خذو على سبيل المثال دفعات الدورات في الكلية البحرية من الدورة (21) إلى الدورة (26)، نذكر منهم:-
- فرات فياض فيصل.
- علي زعيان جارالله.
- عاطف عبدالستار عبدالجبار.
- ظافر حميد حسين .
- حيدر مؤيد عبدالرضا.
اقتلع جذورهم السيد (عين) من النقل البحري، عندما كان وزيرا للنقل، وأرسلهم للعمل في المطارات.
وقد قمنا بمخاطبة الجهات المعنية بكتب رسمية معززة بأوامر تلك التنقلات القسرية خارج الاختصاص.