فلسطين دولة القوميين اليهود الصهاينة أم فلسطين دولة كل مواطنيها


بشير الحامدي
2021 / 6 / 3 - 19:50     

ماذا حققت حرب صواريخ حماس ضد الدولة الصهيونية؟؟؟
ما هو النصر الذي تتحدث عنه حماس بعد وقف إطلاق النار بعد أسبوعين من والقنابل والصواريخ والتدمير وحرب شاملة على قطاع غزّة؟؟؟
هل أوقفت حرب صواريخ حماس أوهي تقدر على إيقاف القمع والترهيب الذي تتمادي فيه إسرائيل ضد فلسطيني أراضي 48 الذين وقفوا ضد الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وقاموا بالمسيرات والمظاهرات والمصادمات كما هبوا لنصرة لسكان حي الشيخ جراح قبل ذلك؟؟؟
أين هي اليوم انتفاضة الداخل الفلسطيني بعد حرب صواريخ حماس؟؟؟
ألا يدفعنا كل ذلك للتساؤل عن جدوى استراتيجية حماس لتحرير فلسطين وهي تتجلّى أمامنا اليوم مجرد استراتيجية "إجهاض" للانتفاضة الفلسطينية المنشودة التي وحدها بمقدورها تحرير فلسطين من العصابات الصهيونية ومن سيطرة الآلة العسكرية للدولة الصهيونية؟؟؟
بعد وقف إطلاق النار في غزة وبعد أن حققت الآلة العسكرية الصهيونية جزءا جديدا من مخططها الإبادي للشعب الفلسطيني في إطار استراتيجية حروب الردع الدورية التي دأبت عليها وكانت تهدف من ورائها دائما إلى تدمير كل قدرة للمقاومة العسكرية هذه المقاومة التي بقيت باستمرار تراوح في إطار المواجهة العسكرية غير المتكافئة: حرب فدمار شامل للمساكن وللبنى التحتية ومئات الشهداء والجرحى لتبدأ مرحلة جديدة من المعركة السياسية التي هي بدورها غير متكافئة ومن الحديث عن إعادة الاعمار وهكذا...
فهل بحرب صواريخ حماس تمكن الفلسطينيون من فرض واقع جديد على الدولة الصهيونية جعلها تغير سياساتها الاستيطانية العنصرية سواء مع فلسطيني الداخل أو مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بعد 1967 أو كانت الشرارة التي يمكن أن تطلق انتفاضة الشعب الفلسطيني المعممة المنشودة على شاكلة انتفاضة 1988 التي بإمكانها توحيد المقاومة الفلسطينية في وجه الدولة الصهيونية ودحرها وتغيير موازين القوى لصالح المقاومة التي تسعى لتحقيق هدف "فلسطين دولة كل مواطنيها ".
على العكس من ذلك لقد أجهضت حرب صواريخ حماس إمكانية تحوّل نحو مقاومة شاملة وانتفاضة بدا يظهر فيها دور كبير للمقاومة الفلسطينية في الأرضي المحتلة سنة 1948.
مثل هذا الأمر لا يمكن التغافل عنه ونحن نحاول أن نستخلص الدروس التي يجب استخلاصها من الحرب الأخيرة على غزة ونتبين طريق المقاومة التي يمكن أن تتقدم بالنضال الفلسطيني خطوة في الاتجاه الذي يمكّن من تغيير موازين القوى ضد الدولة الصهيونية وآلتها العسكرية الهمجية لصالح الحق الفلسطيني.
فكيف يمكن للانتفاضة الشعبية الفلسطينية النهوض من جديد بعد الحرب الأخيرة على غزة وما هي الاستراتيجية المقاومة الممكنة التي عبرها يمكن بناء هذا النهوض الجديد؟
لا شك أن كل مقاومة فلسطينية اليوم مطروح عليها معالجة هذا الأمر بعيدا عن استراتيجيات "الإجهاض" التي دأبت عليها سلطة حماس في غزّة واستراتيجية التعاون التي تتبناها سلطة رام الله وعموما سياسات كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي أوصلت أوضاع المقاومة الفلسطينية لما هي عليه اليوم.
لابد للنهوض من أن يكون مشغل كل الفلسطينيين مسلمين ويهود ومسيحيين داخل الأراضي المحتلة سنة 1948 وفي بقية كل فلسطين هؤلاء الذين جاؤوا إلى المقاومة بعنوان تناقضهم مع الدولة الصهيونية ومروعها الاستيطاني العنصري ومن أجل فلسطين دولة لكل مواطنيها هذا التحت الذي يغلي داخل دولة إسرائيل وفي الأراضي المحتلة سنة 1967 وعبر عن نفسه عبر نشاط قاعدي ضد التهويد كما جرى في حي الشيخ جراح أو بالتضامن مع "شعب غزة" كما رفضه لمجمل أوضاع القمع والاستغلال والميز الذي تمارسه الدولة الصهيونية تجاه الطبقات المسحوقة في دولة إسرائيل فلسطينيين مسلمين كانوا أو يهود أو مسيحيين.

03 جوان 2021