يا ثوار فلسطين الماركسيين اللينينيين ارفعوا راية المقاومة عاليا !


الأماميون الثوريون
2021 / 6 / 1 - 14:16     

شكلت الانتفاضة الأخيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية قفزة نوعية ضد الكيان الصهيوني، ووحدت صفوف الشعب الفلسطيني، وأثارت تضامنا شعبيا عالميا كبيرا، زعزع أركان الإمبريالية والصهيونية في ظل أزمة الرأسمال الإمبريالي، وأفشلت تاريخا طويلا من محاولات تصفية المقاومة الثورية الفلسطينية، التي شكلت فيه حرب أكتوبر 1973 بداية مرحلتها الخطيرة، أعطت الشرعية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، بدعم من الدول العربية الرجعية، شكل فيها النظام الملكي الدموي بالمغرب أحد أعمدة مخططها التصفوي.
ذلك ما أكد أطروحة الماركسيين اللينينيين بالمغارب حول فشل الأنظمة الاشتراكية القومية العربية، بعد تنحية الجيش المصري عن دوره التاريخي في مقاومة العدو الصهيوني، وبقاء الجيشين العراقي والسوري مكتوفي الأيدي، واحتلال الجولان ودخول النظام المصري العميل في مفاوضات حول سيناء، وتوريط منظمة التحرير الفلسطينية في مسار تفاوض مجهول المصير، بعد خطاب ياسر عرفات بجامعة الأمم المتحدة في 1974، ودخولها في مسار من التنازلات تستهدف القضاء على المقاومة الثورية المسلحة، وشن مخطط تخريبي في صفوف الحركة الماركسية ـ اللينينية بالبلدان العربية، وإشعال الحرب الطائفية بلبنان في 1975، وتمرير إتفاق كامب ديفيد في 1978، وعزل المقاومة الفلسطينية بجنوب لبنان، وطرد مقاتليها بعد الحرب العدوانية عليهم من طرف العدو الصهيوني في 1982.
هكذا قامت الإمبريالية والصهيونية بحبك مسار تصفية الثورة الفلسطينية، تم تتويجه باتفاق أوسلو في 1993 بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، نتج عنه الاعتراف بالكيان الصهيوني من طرف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد إخماد انتفاضة أطفال الحجارة، وترديد وهم الدولتين من طرف السلطة الفلسطينية الوهمية، وتنصيبها لتلعب دور البوليس السياسي ضد الثوار الفلسطينيين، وقمعهم واعتقالهم وحرس مصالح الكيان الصهيوني، وتركيز دورها المخابراتي علانية منذ 2005، واحتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية واضطهاد الشعب الفلسطيني.
هذا التاريخ الطويل من التصفيات التي قادها النظام العميل بمصر، فتح الأبواب أمام أمريكا للإنفراد بالقضية الفلسطينية، وحاول تغيير النظر لأمريكا من عدو إلى صديق، ذلك ما أكدته انتفاضة الشعب الفلسطيني الأخيرة، بعد إفشال أمريكا لاجتماعات مجلس الأمن، حتى لا يتخذ قرارا ضد العدوان الصهيوني مهما كان نوعه، لفسح المجال أمام استشهاد مزيد من النساء والأطفال وإسكات أصوات الثوار، ورد الاعتبار للكيان الصهيوني الذي فقد سيطرته على الانتفاضة.
وتجرعت الأحزاب التحريفية والإصلاحية هزيمة انتهازيتها في صمت أمام مواقف السلطة الأمريكية الجديدة، التي علقت عليها آمالها الوهمية حول إمكانية تغيير مواقفها الاستعمارية، بعد إشهار الإمبريالية الأمريكية والأوروبية دعمها المكشوف للعدو الصهيوني، والموقف الخجول للإمبريالية الروسية والصينية تجاه العدوان الصهيوني، وفشل الصين في رئاسة اجتماعات مجلس الأمن من أجل صياغة موقف كيفما كان نوعه، مما يؤكد فشل انتهازية التحريفية والإصلاحية، رغم عويلها في الحركات الاحتجاجية للجماهير الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.
ذلك ما فسح المجال أمام الرجعية العربية لاحتواء المقاومة الفلسطينية من أجل إفراغها من مضمونها الثوري، وعملت التحريفية والإصلاحية على تقديم الظلامية الإيرانية على أنها تقود محور المقاومة ضد الإمبريالية، في الوقت الذي يبحث فيه النظام الظلامي الإيراني عن مخرج من ورطته مع الإمبريالية فيما يسمى الملف النووي، وتورطه في الحرب على العراق منذ احتلاله في 2003، بحثا عن موقع بين الإمبرياليات الصاعدة روسيا والصين، ودخوله في الحرب على الشعب السوري، التي حولها إلى بورصة لمساومة الإمبريالية، التي حولت ما يسمى الربيع العربي إلى مجال للسمسرة بالبيع والشراء في ثروات العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتكبيل المقاومة الفلسطينية وجعلها بين ختيارين إما الظلامية الإيرانية أو الرجعية العربية، بعد تدمير البعثية بالعراق وسوريا، والناصرية بليبيا واليمن، وتأليب النظام المصري ضد المقاومة الفلسطينية الثورية، وفتح مسلسل التطبيع العلني بباقي الدول العربية الرجعية، في ظل انبطاح الأحزاب التحريفية والإصلاحية والتفافها حول المشاريع السياسية لهذه الأنظمة.
هذا التاريخ الطويل من المؤامرات ضد الثورة الفلسطينية وحرب أمريكا والناتو على الشعوب العربية المضطهدة، عزل المقاومة الفلسطينية بين غزة والقدس مدة طويلة، وحول المقاومة إلى نقيض للسلطة الفلسطينية، وبقيت الحرب داخلية بين الفلسطينيين، وبقي الكيان الصهيوني حارسا على مصالح أمريكا بالخليج العربي وشمال إفريقيا، وبقيت المقاومة الفلسطينية مستمرة في اتجاه المجهول، الذي خططته الإمبريالية والصهيونية، وبقي أفقها الثوري مجهولا، بعد عزلها عن القوى الثورية بالبلدان العربية، وباقي البلدان المضطهدة بأفريقيا وأمريكا اللاتينية، لكن الانتفاضة الأخيرة كسرت هذا المخطط مما جعل الرجعية والظلامية تتسارع لاحتوائها حتى لا تنبعث منها الشرارة الثورية.
إن الأماميين الثوريين باعتبارهم تيارا ماركسيا لينينيا بالمغرب، ومن أجل بلورة التصور الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، في استراتيجيتها الثورية حول دور الثورة الفلسطينية في بلورة الثورات بالبلدان العربية، نرى أنه على المقاومة الفلسطينية الثورية بقيادة الماركسيين اللينينيين الفلسطينيين، انطلاقا من موقعا الاستراتيجي في الثورة عالميا، العمل على الواجهة السياسية والعسكرية في اتجاه القوى الثورية بالبلدان المضطهدة عامة والعربية خاصة، من أجل تشكيل حلف للماركسيين اللينينيين عالميا، يناهض الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية والظلامية الحزبية، يلعب فيها الماركسيون اللينينيون الفلسطينيون دورا فعالا، في ظل وحدة الماركسيين اللينينيين باختلافاتهم بعيدا عن الخلافات التي عرقلة تأسيس الأحزاب الماركسية ـ اللينينية، وكبلت معها ثورات الشعوب المضطهدة بالبلدان العربية والإفريقية وأمريكا اللاتينية، من أجل دعم الحروب الوطنية الثورية ضد الحروب الإمبريالية، وضد الحروب الأهلية التي تمولها الرجعية العربية وتدعمها الظلامية الإيرانية باسم المقاومة، التي تعرقل تطور الثورة الفلسطينية وتشكل خطرا على الشعب الفلسطيني، عبر إعداد مخطط الحرب الأهلية الفلسطينية من طرف العدو الصهيوني.

المغرب فاتح يونيو 2021