حول اللحظة الراهنة للعولمة الامبريالية وبشاعة تركز الثروات النفطية في بلادنا


غازي الصوراني
2021 / 6 / 1 - 09:45     


نحن أمام ظاهرة تَعَمُّق ديكتاتورية السوق عبر العولمة أو عبر الأممية الراهنة لرأس المال المعولم (الشركات المتعددة الجنسية)، وما يعنيه ذلك من تركز الثروة واتساع الفروق بين البشر والدول اتساعاً لا مثيل له بالتعاون الوثيق مع كل من البنك والصندوق الدوليين ومنظمة التجارة العالمية.
إن تسارع عمليات العولمة سيؤدي إلى تغيير مضامين الكثير من المفاهيم مثل "العالم الثالث" "التقدم" "العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية" وحوار الشمال والجنوب" إذ أن هذه المفاهيم لم يعد لها معنى مع تزايد البطالة والفقر وتحرر الأسواق والانفتاح والتخلي عن كل الضوابط التي أدت إلى تحكم 20% من سكان الكوكب بمقدرات 80% من سكانه، يؤكد على هذا الاستنتاج حجم الناتج الاجمالي العالمي البالغ 79.9 تريليون $ تستحوذ عشر دول كبرى على 58.5تريليون $ بنسبة 73.2% من الناتج الاجمالي العالمي ، في مقابل 150 دولة أو بالاحرى بقية دول كوكبنا تمتلك فقط 21.4 تريليون دولار ، منها 22 دولة عربية ناتجها الاجمالي السنوي لا يزيد عن 2.1 ترليون دولار تستحوذ دويلات الخليج والسعودية والكويت وعمان والبحرين ( مجموع سكانها حوالي 42 مليون نسمة)على اكثر من 60% من الناتج الاجمالي العربي بحيث يتراوح دخل الفرد فيها بين 30 ألف دولار في السعودية والكويت والبحرين وعمان فيما يرتفع الى حوالي 50 ألف دولار في ابو ظبي ليصل الى 140 ألف دولار للفرد سنويا في قطر مقابل ثبات دخل الفرد في مصر وفلسطين والسودان واليمن وسوريا والمغرب وتونس والاردن ولبنان والجزائر والعراق عند ثلاثة الاف دولار او أقل من هذا المبلغ ما يؤكد على ضرورة التحريض الواعي على الثورة لاسقاط انظمة الاستغلال .
ففي إطار العولمة تكرست مظاهر التبعية والاستغلال والانحطاط في مجتمعاتنا العربية إلى جانب التطبيع والاعتراف بشرعية الدولة الصهيونية والعمل على تصفية حقوق شعبنا الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.
وتأتي "جائحة كورونا" لتضيف على الطبقة العاملة العالمية، معاناة فوق معاناتها، حيث جاءت في الوقت الذي يتوقع زيادة البطالة العالمية بنهاية العام 2021 لنحو 220 مليون شخص، وأن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم.
إن تطور العولمة في صيغتها الأكثر وحشية " الأمركة " خلق نوعاً من الحراك الاجتماعي الجديد على مستوى العالم، لكن للأسف ، لا تزال القوى الاجتماعية والحركات السياسية اليسارية الماركسية في بلداننا العربية عاجزة وضعيفة او معزولة في بلادها ، وهي عاجزة أيضاً عن الانخراط في الحركة العالمية المناهضة للعولمة .....الثورة الاشتراكية او استمرار بربرية القهر والاستغلال.