مظاهرة 25/ شهر مايس عام/ 2021 وأسبابها ونتائجها


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 5 / 29 - 11:51     

إن أية حدث في التاريخ تكمن وراء حدوثه أسباب وعوامل إما أن تكون سلبية أو إيجابية فإذا كانت سلبية يجب معالجتها بسرعة لأن إهمالها وتركها يؤدي إلى مرض عضال يصعب معالجته وشفاءه ويؤدي إلى مضاعفات لا تحمد عواقبها، أما إذا كانت إيجابية فيؤخذ بها وتصبح قاعدة وتجربة يستفاد منها في المستقبل. والمظاهرات التي انطلقت في محافظات وسط وجنوب العراق في 25/ تشرين أول عام/ 2020 أفرزتها أسباب وعوامل سلبية لفترة طويلة من الحكم تعرضت فيها تلك المحافظات إلى ظروف معيشية صعبة جداً تحولت فيها المظاهرات إلى انتفاضة وقدمت أكثر من خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح واستمرت بعنفوانها وقوتها لمدة زمنية أكثر من سنة واحدة وعند مجيء السيد الكاظمي واستلامه منصة رئاسة الوزراء هدأت بعد التطمينات والوعود التي قدمها لجماهير الانتفاضة ثم أصبح أملهم ورجائهم ميزانية عام / 2021 إلا أنها خيبت أملهم وجاءت بعكس ما كانوا يتمنون ويرغبون به وبقي جمر نار الانتفاضة تحت الرماد وفجرتها في يوم 25/ مايس/ 2021 استمرار مسلسل الاغتيالات لنشطاء الانتفاضة وبشكل خاص اغتيال الناشط القيادي (الوزني) بعد مرور أكثر من عشرة أيام ولم تتوصل لجنة التحقيق إلى معرفة الجناة ومحاسبتهم ومعاقبتهم .. كما أن الأسباب التي أدت إلى تفجير المظاهرات في 25/ مايس عام/ 2021 تكرار الوعود وتراكمات لجان التحقيق التي تؤدي إلى مجهولية الفاعل بالرغم من معرفتهم من قبل ذوي الضحايا وغيرهم من المتظاهرين وانفجار المظاهرات طابعه سلمي ودعم ومطالبة للدولة من أجل كشف الجناة ومحاسبتهم لأن الشعب مقبل على انتخابات نيابية في 10/10/2021 وعدم الكشف ومحاسبة ومعاقبة القتلة تؤدي إلى التشجيع والاستمرار في مسلسل الاغتيالات مما يؤدي إلى ردة فعل لدى كثير من المرشحين والناخبين إلى الانسحاب من عملية الانتخابات حفظاً على سلامتهم وحياتهم مما يؤدي إلى فشل الانتخابات التي اعتبرها السيد الكاظمي عندما استوزر لمنصبه وتسلم المسؤولية أنها المهمة الرئيسية في وزارته .. وتوجد ملاحظة عند تكوين لجان التحقيق من المفروض أن تكون عدم اختصارها على رجال من الحكومة فقط لأن المتهمة في الحادث هم شرطة مكافحة الشغب أو عناصر أخرى فالمفروض أن يشارك في لجنة التحقيق أفراد من جماهير الانتفاضة من أجل أن تكون قراراتها تنال موافقة الجميع .. كما توجد ملاحظة أخرى على انفجار مظاهرات يوم 25/ مايس/ 2021 ليس فقط مطالبة الحكومة بتنفيذ وعودها عن محاسبة ومعاقبة القتلة وإنما مطالبة الحكومة بتنفيذ وعودها في انعاش مستوى معيشتهم وتقديم والاهتمام بالخدمات لهم من ناحية الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات إضافة إلى مستوى المعيشة. وتعتبر مظاهرات 25/ مايس دعم وتذكير ومطالبة للدولة وإذا لم تبادر إلى تنفيذ مطاليب المتظاهرين سوف تكون النتائج في المستقبل عكسية وأشد عنفاً وقوة.