إلى الذين يكتبون بدمائهم ملحمة النصر


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 5 / 26 - 12:01     

من أين انحدرت هذه الجموع الهادرة ؟ وكيف انحدرت هذه الأمواج ؟ ومن أين اندفع السيل ؟ هم المنتظرون بلا ملل وهج الصبح ..هم الأذرع المختومة بالشمع الأسود .. المسحوقون تحت غبار الأرض وفيء الظلمة .. من أين تحدر هذا السيل وكيف استوعبه المجرى ؟ ولاية قافلة هفت الطرقات. فجاوزها المسرى .. هم الفرسان على صهوات المجد إلى شرفات الغد .. جماهير يتملكها شوق أما أن تفنى أو تسعد، بصمات خطاها أوسمة ومدارجها قدم أخضر، وتجيء الأيام وتمضي الأيام ونحن على موعد المنتظر، كأني أحس خطاهم وراء الليالي وراء العذاب برغم العثار وجهد السفر والمحهم من خلال الدموع وفي قسمات الوجوه، أراهم يجيئون من كل فج ومن خلف كل جدار، الحو برغم السرى وفاقوا برغم العذاب، في يقظة الشمس يقتحمون الردى في روعة الانتصار على كل منعطف في خطاهم وسام يزيحون ثقل السنين ويقتحمون غفوة الانتظار، بيرق النصر يرف على شرفات العراق. وسيلاً تطامى فالوى شموخ القدر وصوتاً يرن فيدرك من في القرار ويبعث من في قبور الشهداء الصدى المدخر ويقتحمون الردى بشموخ الجباه وسخط الجراح، وإن القلوب التي اثقلتها هموم الليالي وشاخت لديها جذور السأم أطلت لتشدو بعرس الحياة ومست وجوم الشفاه لكي تبتسم، رأتكم جراحي فكنتم ضماد الجراح وكنتم عيون الضحايا، وقد أقسمت أنها لن تنام وكنتم إذا ران ليل كثيف الظلام، وسد الطريق أمام الزحوف وطوح بالركب صوت الضلال وشق على المتعبين المسير، ولاحت عيون الذئاب، نذرتم دماء الشهيد، فكان الطريق وكان السلام. وكنتم هداة المغذين في وحشة الدرب والموغلين إلى حيث يلتئم الشمل يوماً، ونصحو على فجر جديد، وكنتم رفاق الطريق برغم العثار لميلاد يوم جديد، وكنتم شهود الحياة وصوت الحياة إذا ما استفز الجموع عتو الحديد وقفتم على صخرة المستحيل حتى انحنى واندحر، وكنتم إذا التاع جرح، سألتم جراحكم أن تنفجر، وما كان للشعب لولا دماءكم أن ينتصر.