بعد سنة من قتل جورج فلويد و التمرّد الجميل و الثورة التي نحتاج : دروس حيويّة ثلاثة


شادي الشماوي
2021 / 5 / 25 - 23:42     

جريدة " الثورة " عدد 701 ، 24 ماي 2020
https://revcom.us/a/701/one-year-later-murder-of-george-floyd-the-revolution-we-need-en.html

قبل سنة من الآن ، في 25 ماي 2020 ، خنقت عصابة من شرطة مينيسوتا الخنازير جورج فلويد حدّ الموت عقب العذاب طوال تسع دقائق إلاّ أنّ هذه العصابة لم تتوقّع الإحتجاجات و الإلتماسات اليائسة لمن شاهدوا تلك الإحتجاجات.
أثناء 401 سنة من حياة السود في شمال أمريكا ، كان ذلك أمرا عاديّا . و عند الحديث عن جريمة قتل أخرى إقترفها شرطي خنزير في حقّ أسود لم يكن يحمل سلاحا – في هذه المرّة في حقّ شاب عمره 18 ربيعا ، غراهام راميراي الذى قُتل في منزلهم الخاص ، قال بوب أفاكيان – مهندس إطار جديد تماما لتحرير الإنسانيّة :
" بالطريقة التي بنيت بها البلاد و بالنسبة إلى السلطات القائمة في هذه البلاد ، لم تكن قط لإنسانيّة السود أيّة أهمّية – لم يثمّنوا قط على أنّهم بشر و إنّما كان يتمّ النظر إليهم على أنّهم أشياء تستغلّ و تضطهد و تُقمع . "
لكن ما جدّ عقب تلك الجريمة النكراء لم يكن عاديّا – كان قويّا و مرحّبا به و منتظرا منذ زمن و له تبعات عميقة على إمكانيّة إنجاز ثورة فعليّة في هذه البلاد . فقد غصّت الشوارع عبر البلاد بآلاف المحتجّين على تلك الجريمة . و لمّا وُوجهوا بالإيقافات و العنف الوحشيّ على يد الشرطة و الفاشيّين الرجعيّين ، رفضوا الإستسلام و بذلك صار الآلاف عشرات الآلاف و إنتشرت الإحتجاجات عبر العالم . و زمن التموّج النهائيّ موجة للنضال و النقاش و التمرّد فى سبتمبر ، كان ملايين الناس قد شاركوا و قد تعرّض الآلاف للإيقاف و خسر البعض حياتهم على يد الشرطة الخنازير أو على يد الفاشيّين .
و هناك دروس ثلاثة نستخلصها من ذلك التمرّد الجميل :
الدرس الأوّل : يجب الإطاحة بالنظام :
لقد تعلّم الكثير من الناس أنّ تفوّق البيض الذى ظهر بوجهه القبيح أثناء قتل جورج فلويد يسري متشابكا في كلّ شريان من شرايين مجتمع الولايات المتّحدة . و حتّى الذين شهدوا أو علموا بشأن التاريخ العنصريّ لهذه البلاد تعلّموا المزيد من الأشياء – كيف أنّ ذلك عنيد و كيف أنّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي نفسه ولّد تفوّق البيض.
لكن التعمّق حتّى اكثر ، حيثما أردنا التوجّه ، علينا أن نعترف بأنّ هذا النظام الذى ولّد تفوّق البيض لا يمكن إصلاحه . لقد وضع بوب أفاكيان الأمر على النحو التالى :
" كان تفوّق البيض و الرأسمالية – متداخلان تماما و " مترابطان " وثيق الإرتباط طوال كامل تطوّر هذه البلاد ، إلى يومنا هذا ؛ و محاولة وضع نهاية حقّا لتفوّق البيض بينما يتمّ الحفاظ على النظام الرأسمالي سيمزّق مصنع البلاد بأكمله . إنّ تفوّق البيض و الرأسماليّة لا يمكن في نهاية المطاف تجاوز الواحد دون الإطاحة و في الأخير القضاء على الآخر . "
يجب الإطاحة بهذا النظام و تعويضه بنظام جديد كلّيا – الجمهوريّة الإشتراكية في شمال أمريكا – مجتمع مغاير و أفضل سيسمح لنا بإجتثاث كافة أشكال الإضطهاد .
وقد حاجج بوب أفاكيان بقوّة وعلميّا من أجل ذلك في سلسلة من المقالات التي نعيد نشرها هنا [ في هذا العدد من جريدة " الثورة " ] في ذكرى التمرّد . و هذا طريق أعسر من الطريق الإصلاحي - بيد أنّه الطريق الوحيد الذى يمكن أن يضع نهاية لهذه الفظائع و هذا ممكن .
الدرس الثاني : الحاجة إلى القيادة :
شرع العديد من الناس في إدراك أنّ تجاوز و تخطّى تفوّق البيض – و تخطّى نظام بأسره يهين و يضطهد و يستغلّ الناس بطرق متنوّعة ، و الآن ينزع هذا النظام بإتّجاه تحطيم العالم الطبيعي ذاته – يقتضى قيادة .
لكن ما هو نوع القيادة التي نحتاج إليها ؟ هل هي تقوم على عديد الأشكال المتباينة للإضطهاد الذى عشناه ؟ أم هي تقوم على مدى نجاحها في تصميم إصلاحات " تترك هذا النظام في مكانه و في السلطة ، بينما تستفيد منه فئة قليلة لا غير ؟ (1)
( 1- أنظروا " بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة " ).
ويضع " بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة " الأمر كما يلى :
" لتحقيق هذه الثورة ، نحتاج إلى قيادة تملك منهجا علميّا و إستراتيجيا و برنامج يمكن أن يضيئوا الطريق عبر هذا الجنون و هذه الفوضى اللذين يفرزهما بلا هوادة هذا النظام و يمكن أن يؤدّيا إلى نحت طريق التقدّم للخروج من هذا الجنون نحو عالم جديد جذريّا الإنسانيّة في أمسّ الحاجة إليه . و لدينا هذه القيادة – مجسّدة في بوب أفاكيان . و بوب أفاكيان هو مهندس إطار جديد تماما لتحرير كافة المضطهَدين و تحري الإنسانيّة جمعاء : الشيوعيّة الجديدة . نحن أنصار بوب أفاكيان و أنتم أيضا يجب أن تكونوا من أنصاره . لم يوجد قط قائدا مثله في هذه البلاد و لا وجود لقائد مثله في عالم اليوم . و ليس بوسعنا ألاّ نتّبع هذه القيادة إذا أردنا أبدا التحرّر و وضع نهاية لهذا الجنون . "
و إبّان التمرّد نشر موقع أنترنت revcom.us مقالات هامة تتعمّق في هذا و نعيد نشرها هنا الآن ، إلى جانب مقال هام نشرناه في بداية 2020. طالعوا هذه المقالات و تعرّفوا على بوب أفاكيان و تاليا فكّروا في كيف أنّ الفقرة أعلاه التي إقتطفنا تختم ب :
" ليس بوسعنا ألاّ نتّبع هذه القيادة إذا أردنا أبدا التحرّر و وضع نهاية لهذا الجنون ."
الدرس الثالث : قوى الثورة الكامنة موجودة :
لقد بيّن التمرّد أنّ هناك قوّة في هذه البلاد يمكن في نهاية المطاف تشكيلها و توجيهها من أجل الثورة . و يسجّل " بيان و نداء " نقطة أنّ :
في الصائفة الفارطة ، عندما الملايين منّا ، من كافة الأجناس و الأنواع الإجتماعيّة ، نهضوا عبر البلاد بأسرها في تمرّد عادل شرعيّ ردّا على الجرائم الخبيثة فى حقّ جورج فلويد و بريونا تايلور على يد الشرطة ، بيّن ذلك القوّة الكامنة للثورة. و قد ساندنا و إلتحق بنا الملايين من بلدان العالم ، و فى أوج ذلك ، كامل البلاد ،و كامل العالم ، إضطرّا إلى الإعتراف و إلى الحديث عن السلسة المديدة و و المستمرّة للجرائم العنصريّة و القضايا الكبرى المتّصلة بكافة تاريخ و طبيعة هذه البلاد . أجل ، على المدى المنظور ، وقع سوء توجيه هذا التمرّد القويّ و قيادته إلى طرق مسدودة من قبل أناس يسعون إلى إدخال إصلاحات صغيرة لا معنى لها و عن تمويلات لأنفسهم و مواقعهم ضمن هياكل هذا النظام . لكن ذلك لا يغيّر واقع أنّ ما تجلّى هو الإمكانيّة و القوّة الكامنة لشيء أكبر بكثير و أفضل بكثير – ثورة فعليّة .
و هذه ليست القوى الوحيدة للثورة – ثمّة أناس معنيّون بهذا و يعملون في سبيل إيقاف تدمير البيئة و إضطهاد النساء و إهانتهنّ و إضطهاد و إهانة المتحوّلين جنسيّا و قمع المهاجرين و رحوب الإمبراطوريّة و غيرها من الأشياء المبنيّة في أسس هذا النظام .
و في الوقت نفسه ، الطريقة توجّه بها صفعة قويّة لتفوّق البيض توسّع أكثر الإنقسامات في صفوف من يحكمون المجتمع ؛ إنقسامات بين الذين يرغبون في حجب تفوّق البيض و الذين يرغبون في تكريسه حتّى بصفة أحدّ و أكثر سطوعا . و يظلّ الفاشيّون – ترامب و الذين يدعمونه و منهم الأغلبيّة الغالبة من قوّات الشرطة الخنازير – الذين ردّوا الفعل ضد الإحتجاجات و مارسوا ضدّها منتهى العنف ، يظلّوا يمثّلون تهديدا قويّا .
و يتوغّل البيان النداء في كيف يتعيّن فهم هذا :
كلّ هذا مرجّح لأن يصبح حادا أكثر فأكثر ، ممزّقا الروابط التي وحّدت الأشياء في ظلّ هذا النظام و أن يعمّق الإنقسامات في صفوف المجتمع ، بما في ذلك في صفوف مؤسّسات الحكم . و " قد تؤدّى إلى شيء شنيع حقّا ، من الممكن كذلك أن نتمكّن من إنتزاع شيء إيجابي حقّا من الوضع – ثورة – لوضع نهاية لهذا النظام و إنشاء نظام أفضل بكثير . "
و يشرح أنّ " التصرّف بالطريقة التي نحتاج إليها " يتمثّل في إمكانيّة القيام عمليّا بالثورة و في كيفيّة القيام بذلك – بواسطة التنظّم حسب ما ينادى به البيان إيّاه . عندها و عندها فحسب ، يمكن في ألخير تحقيق النظرة و الهدف الذين ظهرا في التمرّد الجميل لتجاوز عالم تفوّق البيض ، عالم أين يعامل مليارات البشر عبر الكوكب قاطبة على أنّهم أقلّ من البشر.
إن كنتم شاركتم في المسيرات ...
إن كنتم شاركتم في المسيرات و ناضلتم و ألهمكم ذلك النضال ، فهناك حاجة إليكم الآن . و قد مضت سنة ، العمل الحقيقيّ لا يزال ينتظر الإنجاز . القيام بالثورة – و التنظّم الآن من أجل القيام بالثورة . و هذا ممكن . و بالفعل ، ظروف اليوم – على خطورتها – يمكن أن تتحوّل إلى وضع فيه نضع نهاية في الأخير لنظام يدوس بركبته على عنق مليارات الناس يوميّا.
مقتطفين جملة لبوب أفاكيان وردت في بيانه في نهاية ألسبوع الأوّل من التمرّد الجميل :
الثورة ، لماذا علينا القبول بأي شيء أقلّ من ذلك ؟
-----------------------------------
ملاحظة للمترجم " يتضمّن العدد 701 من جريدة " الثورة " عدّة مقالات أخرى بهذا المضمار ، نقترح هنا علي من يتطلّع إلى المزيد عناوينها و للإطلاع عليها بوسعكم إتّباع رابط أنترنت المقال المترجم أعلاه :
• One Year Later: The Murder of George Floyd, The Beautiful Rising, And the Revolution We Need
THREE CRUCIAL LESSONS
• In Pictures: A Beautiful Rising Against Police Murder and White Supremacy – Across the U.S. and Around the World
• One Year After the Murder of George Floyd:
Bob Avakian On the Beautiful Rising and the Revolution We Need
• A statement from Bob Avakian:
NOTHING LESS!
• RACIAL OPPRESSION CAN BE ENDED— BUT NOT UNDER THIS SYSTEM —by Bob Avakian
• Defund the police? NAW, NOT NEARLY RADICAL ENOUGH—“We need a real revolution..."
• Excerpt from NEW YEAR’S STATEMENT BY BOB AVAKIAN, Part 3:
“Since the end of World War 2 (75 years ago), the situation of Black people has dramatically changed...”
• To Those Rising Up and Awakening: It Takes Science and Leadership to Truly Get Free
• Check It Out: Report by International Commission of Inquiry
Systematic Police Violence against Black People in the U.S. Amounts to Crimes against Humanity
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++