مقايضة الوطن بمقاولات بالباطن مع الاحتلال.. تجربة المعازل والرد عليها بانتفاضات ايار


احمد صالح سلوم
2021 / 5 / 25 - 18:12     

تدرك سلطة الاقلية الاوليغارشية المالية ان خلافة حماس لحركة فتح في الحكم الفلسطيني مسألة ممكنة لان فتح فقدت مكانها وانتهت صلاحيتها بعد أكثر من ربع قرن من التنسيق الخياني مع المحتل وحماية مستوطنية وهكذا كشفت انتفاضات أيار الفلسطينية الصاروخية و الشعبية في فلسطين التاريخية يشفيها أن فتح تحتاج فقط رصاصة الرحمة لتسليم مقادير الأمور لخدمة الاستعمار الصهيوني لعصابات معينة من حماس كمشعل وابو زهري والنونو ومن على شاكلتهم عبر أموال إعادة الأعمار الاماراتية و الرشاوي الاوروبية الألمانية الأمريكية التي بسهولة ستتحول من جيب فتح الي جيب حماس و الكفيل جاهز فهو قطري تركي او حتى إماراتي..
حماس كحزب الله لا تملك وعيا اجتماعيا طبقيا لهذا لن تشكل اي تهديد فعلى لمصالح الغرب الاستعماري فحزب الله يطالب بحكَومة يقودها بيدق ال سعود المتصهين سعد الحريري ابن السعودي رفيق الحريري وكل آليات استقطاب الثروة اللبنانية كانت شغالة في لبنان خلال حكم الحريري الاب والابن بل ازدادت وتيرتها بعد تحرير الجنوب..
ليس لدي الغرب اي مشكلة مع عصابة حماس كما لم يكن له مشكلة مع عصابة فتح الاوسلوية فكلتاهما على استعداد للقيام بدور كومبرادور عميل ما يمنع بعض حماس وحزب الله من الاندماج التام مع الكومبرادور العميل الحريري السعودي أو القطري التركي هو أن مصالح الناس فيهما تتعارض موضوعيا مع الاحتلال وسياساته وهذا يتقاطع مع أطراف حاكمة في إيران ترفض معادلة تمسكها بالقومية الفارسية تحت غطاء ايديولوجي اسمه شيعة ان تكون بيدقا امريكيا كمحميات الخليج بل تعتبر نفسها مؤهلة لتكون شريكا وهذا ما ترفضه سلطة الاوليغارشية الغربية وتحاول الالتفاف عليه لأنها لا تقبل الا بالعبيد ولا وجود المفهوم شريك لديها الا بمفهوم معين لتقسيم العمل ادولي الاستعماري اي خادم فعلى ولكنه مفوض ببعض السياسات الإقليمية.. ارتباط إيران باتفاقيات مع الصين وروسيا و الانتقال إلى ايديولوجية شيوعية هو المنقذ الوحيد من غرق التجربة الإيرانية كما غرقت تجربة مصر عبد الناصر في َهم الاندماج الرأسمالي و مهادنة الإسلام السياسي الخادم للامبريالية.. فهل إيران مؤهلة لتغيير حذري يضمن لها مستقبلا تنمويا صاعدا.. الي حد الآن دخولها على خط محاربة قوى الإرهاب الأطلسي من العصابات الإسلامية والمسيحية كداعش وجعجع والإخوان المسلمين والقاعدة يؤكد الى انها اختارت الافق التنموي الصاعد بهذا الفهم الإقليمي
فهل تتمه بعملية تحول في المفاهيم على مستوى الوعي الاجتماعي الطبقي الشيوعي وهي العملية الوحيدة التي تنقذها من مصير التجربة المصرية الناصرية التي تحولت إلى سادات خائن واشباهه مبارك ومرسي وجر
ونلاحظ انه لم تخرج ولو مظاهرة واحدة مع إسرائيل في كل العالم حتى في نيويورك نفسها والمظاهرات مع فلسطين ومقاومتها الصاروخية ومسارها التقدمي ضد النيوليبرالية الهمجية الاوليغارشية المالية و ربيبتها اسرائيل وسلطة المعازل الفلسطينية العميلة كانت عارمة و قد رفضت بعض الطلبات لمظاهرات بسبب الاعداد الهائلة لمن يشارك بها وهذا غير مبرر ولكنه مؤشر كاشف .. مؤشر ارعب ويرعب وسيرعب سلطة رأس المال الغربي.. ويجعل اسرائيل عبئا ينبغي التخلص منه ومن سلطة المعازل العميلة الفلسطينية ومحمية الإمارات الصهيونية المتحدة وجر.. هذا المناخ الدولي يكشف ان البعد اليساري يمكن أن يقيد الاوليغارشية ويغير تركيبها في مرحلة قادمة حتى في البيت الأبيض وهو وعي اشتراكي ببعد عالمي قد يقدم إمكانية لتحرير وطني واقليمي فلسطيني وسوري وايراني..
كانت الانتفاضات الفلسطينية الشعبية و الصاروخية والمسلحة في أيار تدل على احساس ووعي عميق ان سلطة المعازل العرقية لا علاقة لها باي مشروع دولة ولا بأي وطن بل انها مجرد تحالف كومبرادور عميل ومتعاقد بالباطن مع الاحتلال لتكريسه ومنع السيطرة على الموارد والمعابر و ولم تقدم سلطة معازل الابارتيد لا هي رسميا ولا بقطاعها الخاص خلال اكثر من ربع قرن من العبث الخياني ي أسس لاقتصاد وطني مستقل عن الاحتلال.. بل مناطق تجارية مشتركة خادمة للاحتلال..
التحالف مع إيران وسوريا والمقاومة في العراق واليمن ولبنان مسألة وجودية لان التهديد الاستعماري واحد لكل شعوب غرب اسيا وأفريقيا ولا مكان للصغار. ولكن ان يتسلح هذا التحالف بوعي اجتماعي طبقي شيوعي فهو افضل حصانة لمستقبل مشرق نلاحظه بالتجربة الصينية اليوم