أتعلم أم أنت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم ؟


فلاح أمين الرهيمي
2021 / 5 / 25 - 12:16     

وإنما أولادنا بيننـــــــــــــــا ---- تمشي علـــــــــــى الأرض
إن هبت الريح على بعضهم ---- لامتنعت عيني من الغمض
والشاعر الشعبي الراحل الحاج زاير يقول عن الابن : (بكلبي وأخاف عليك جا وين أضمك).
الشهداء الأبطال والجرحى الشجعان لكل واحد منهم والد ووالدة وإخوان وأخوات وأبناء وزوجة إذا كانوا متزوجين وإذا رحل عنهم أب أو ابن أو أخ أو أخت أو زوج ليس من السهولة فقدانه ورحيله وإنما تبقى أثاره كما يقول الشاعر : إذا أنت تريد أنساك أخذ صورتك من عيني وأخذ ذكراك من كلبي .. وأعتقد جازماً أن أي أب أو أم أو زوجة حينما يتأخر أحد الأبناء أو الإخوان أو الزوج تبقى القلوب في لهفة وسؤال أين هم ولماذا لم يحضروا إلى البيت إلى الأن ؟ فكيف إذن إذا رحل عنهم شهيداً أو مجروحاً فكيف حالهم يكون وهو قبل ساعات كان بجوارهم يضحك ويتكلم معهم .. ألا يستحق مثل هذا الإنسان الذي أصبح كما يقول الشاعر :
يجود بالنفس إن ظن الجواد بها ---- والجود بالنفس أسمى غاية الجود
ألا يستحق مثل هؤلاء الأبطال الذين تصدوا للرصاص الحي بصدور مؤمنة ومخلصة ومتفانية بحب وطنهم وسعادة شعبهم .. ألا يستحق هؤلاء الضحايا من الدولة رد الاعتبار إليهم بالقبض على الجناة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاء أعمالهم.
إن الدولة مسؤولة ليس أمام الأرواح التي ترفرف وتصرخ أين حقي .. أين حقي .. وإنما أمام الرسالات السماوية والتاريخ. إن الدولة مسؤولة عن حماية أرواح الشعب وهؤلاء الضحايا لو يرتكبوا جريمة سرقة أو اعتداء وإنما تظاهروا ومدوا أيديهم المسالمة من أجل رغيف الخبز وعوضاَ أن تقدم لهم الدولة رغيف الخبز توجه نحو صدورهم العارية إلا من الإيمان الرصاص الحي .. أسأل نفسي والآخرين لو أن أي إنسان يقتل ألم يبادر المسؤولين في الدولة ملاحقة الجاني ومحاكمته لينال جزاء عمله .. إذن لماذا هؤلاء يطلق عليهم الرصاص وهم عزل ويسقطون على الأرض وهم يهتفون عاش العراق عاش الشعب ومضى على استشهادهم أشهر وأيام والجناة يسرحون ويمرحون بأمان وبرودة أعصاب ؟
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ---- وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.