دوام الحال من المحال


وصفي أحمد
2021 / 5 / 21 - 02:09     

في البداية , لابد لي من القول كيف يقبل البعض لأنفسهم أن يلوموا الضحية عندما تحاول ابعاد السكين عن رقبتها , كيف يلام شعب تنتهك حرماته وتداس مقدساته بأحذية الجيش والمستوطنين الإسرائليين , ومن ثم العمل على تشريد عوائل برمتها بذريعة أنهم متجاوزين . كيف يمكن لشعب يحاصر حد الجوع والموت وتمنع عنه أبسط مقومات الحياة أن يبقى يشرب الذل والهوان ؟
إن المواجهة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية , بكل أطيافها اسلامية كانت أم علمانية , نجحت في قلب الموازين لصالح قضية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره , وقد ظهر ذلك جلياً من خلال عجز المجرم نتنياهو من اجتياح غزة كما كان يحصل في المواجهات السابقة , ويرجع ذلك إلى رفض الجيش الإسرائيلي القيام بمثل هذه الحماقة لأنه يعرف القدرات العسكرية الجديدة للفصائل الفلسطينية , وتجلى ذلك أيضاً بتبدل الموقف الدولي لصالح المقاومة الفلسطينية حيث تحرك المجتمع الدولي لإيقاف الجرائم الإسرائيلية , بالإضافة إلى التصريحات التي خرجت من روسيا والصين وفيها ادانة واضحة لإسرائيل ووقوف صريح إلى جانب الشعب الفلسطيني , ويبقى المتغير ألأهم موقف شعبنا الفلسطيني في الداخل الإسرائيلي الإيجابي في وقوفه ضد الانتهاكات التي تعرض لها اخوانهم في عموم التراب الفلسطيني إلى الحد الذي اشعر العديد من الدوائر الإسرائيلية باحتمال حصول حرب أهلية في عقر دارهم .
على اسرائيل أن تفهم أن لا سلام ما لم تستجب للثوابت العربية في اعترافها بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة , وهذا لن يتحقق ما لم تسعى المنظمات الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية من خلال الابتعاد عن مصالحها الضيقة , وأنا هنا احمل فتح والسلطة الفلسطينية المسؤولية الكبرى عن ذلك .
الرحة للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
الخزي والعار لنتنياهو ولليمين الإسرائيلي المتطرف .