لم الانتفاضات الفلسطينية المسلحة والشعبية كانت اكثر جذرية في مناطق بعيدة عن سلطة معازل اوسلو


احمد صالح سلوم
2021 / 5 / 20 - 17:36     

ليس غريبا ما تتخذه سلطة المعازل العرقية في مقاطعة رام الله من مواقف وهي تعبر عن موقعها الطبقي الذي ينسجم مع استفادتها من الريع الذي تقدمه سلطة الاحتلال على شكل تحوير الضرائب الفلسطينية من خدمتها للشعب الفلسطيني وتنميته الى بعد ريعي يخدم تموضع البرجوازية المنسجم من موقع دوني مع التقسيم الدولي للعمل ..
فهي تدرك ان وظيفتها هي حماية المغتصبات الصهيونية وتكريس المشروع الصهيوني مقابل ما يرمى لها فتات الضرائب والرشوات التي تقدمها المفوضية الاوروبية غير المنتخبة والولايات المتحدة و محميات الخليج ..فلو امتدت المحادثات او طق الحنك بينها وبين كيان الاحتلال لقرن فانه لايعني لها شيئا فهي تستفيد من ريع وتقوم من خلاله بتشكيل طبقة كومبرادور عميلة تؤدي مهمة حارس الاحتلال او بلطجي الاحتلال المسلح ضد الشعب الفلسطيني ..فما نلاحظه ان الانتفاضات الفلسطينية المسلحة والشعبية كانت عارمة وقوية وجذرية في المناطق التي لا يكون فيها تمثيل للعصابات الفاشية الاوسلوية التي يديرها الاحتلال من خلال بيادق كعباس وفرج والشيخ..فالقدس حيث لا وجود فعلي لسلطة المعازل العرقية الفلسطينية العميلة قدمت وتقدم مشاركة باسلة وكذلك فلسطين المحتلة عام 1948 وايضا غزة اذا وضعنا في حسابنا ان قوى موضوعية جذرية معادية للاحتلال قد استلمت زمام الامور نسبيا بدعم من ايران وسوريا و حزب الله ممثلة بالضيف والسنوار في مواجهة الكومبرادور الذي لايقل عمالة للاحتلال عبر خدمته لمحمية العيديد القطرية ومحمية انجيرليك التركية ممثلا بمشعل وابو مرزوق وابو زهري والنونو..
اذا الشرائح الفلسطينية لاغلبية الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة والشتات تجد نفسها موضوعيا مع حل جذري ضد الاحتلال ومع مقاومة طويلة الامد وبما يحقق معادلات الربح والخسارة على النمط الفيتنامي وان كانت لاتملك حتى الان وعيا اجتماعيا طبقيا يحقق ما انجزته فيتنام من قفزات تنموية بعد تصفية الاحتلال الفرنسي ثم الامريكي مع ملاحظات معينة عليها
وينبغي الاشارة الى نقطة في غاية الاهمية ان خطاب الدين هو الخطاب الكومبرادوري لحماس القطرية التركية كما هو الخطاب الكومبرادوري لحركة فتح السعودية بفئاتها المتنفذة والتي تحقق سرقات شخصية من بيزنس القضية الفلسطينية في خدمة الاجندات الاستعمارية ممثلة ممثلة بأموال محميات الخليج وتركيا سواء كانت عصابة عباس او دحلان..
وهذا الخطاب الذي يترك الصراع مفتوحا الى ما لانهاية بين يهود من جهة ومسلمين ومسحيين من جهة اخرى اي بين اقصى وهيكل وهو الخطاب الايديولوجي الخادم للامبريالية الامريكية ومحمياتها بينما هو صراع بين مشروع تحرر وطني ضد ارخص حاملة طائرات للناتو كما صرح احد الامناء السابقين لهذا الحلف الامريكي..اي انه لاعلاقة للصراع بأي بعد ديني بل هو توظيف للخطاب الديني الاستشراقي لخدمة الاجندات الاستعمارية في اضعاف مصر ونهب النفط والغاز والمعابر الاستراتيجية الدولية وتنصيب انظمة جاهلة و فاسدة كومبرادورية عميلة
لم يكن صدفة ان بحث عرفات اول وصوله الى غزة ورام الله الى احتكار الوكالات التجارية الاسرائيلية وما تابعه عباس بطريقة اشد وحشية من عرفات الذي ادرك نسبيا ان لامكان له الا كعبد ذليل للاحتلال فقد دمرت سلطة المعازل العرقية عن عمد القطاع الانتاجي الذي كنا نركز في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة عليه بكل اجنحتها ورهن هذه السلطة الهزيلة والفاسدة لرأس المال الصهيوني والغربي وشارك في تلك السلطة اي المنظمات غير الحكومية فباتت مهمة سلطة عباس الوحيدة هي حماية المغتصبات ومنع اي مقاومة تحررية لللاحتلال وهو ما كان لو شعب اخر غير الشعب الفلسطيني لاعتبرها سلطة كما سلطة سايغون وقضى عليها ومعها الاحتلال الامريكي الا ان عدم توفر بعد مساند لها من دول الطوق المباشر الاردني والمصري تركها تصول وتجول لتؤدي دورا اجراميا فاق كل ما قام به الاحتلال الانكليزي والصهيوني
اذا تدمير القطاع الانتاجي كان هدفا طبقيا للكومبرادور الفلسطيني الذي جاء من محميات الخليج او اقام بها وتشرب بقيمها الريعية الاستهلاكية وتخيلاتها الدينية الخائنة بينما سعت كل القيادة الموحدة الى تنمية القطاع الانتاحي قبل اوسلو ومن ضمنها بعض العبارات التي وردت كما نشرتها في دراسة عن الاقتصاد السياسي للانتفاضة الفلسطيني من ضرورة التركيز على الاقتصاد الانتاجي عبر الاقتصاد المنزلي للوحدات الصغيرة الزراعية في احد بيانات القيادة الموحدة للانتفاضة..
طبعا يعيد الكومبرادور توجهاته الخيانية الى موازين القوى وانه ادخل بعض الفلسطينيين الى الضفة محاولة لتمويه ان حزب الله حرر جنوب لبنان وحرر الحزب الشيوعي اللبناني وانصاره بيروت وما حولها في الموازين السلطوية نفسها وكما لايشير ان البعض ممن عاد يحملون عقلية الكومبرادور خلافا لاهل الضفة وغزة الجذريين بسبب تعارض مصلحتهم الموضوعية مع الاحتلال