الناخبون يعاقبون اليمين واليمين المتطرف / اليسار في تشيلي يحقق انتصارا استثنائيا


رشيد غويلب
2021 / 5 / 20 - 00:19     

على عكس كل التوقعات، حققت قوى اليسار في تشيلي فوزا انتخابيا شاملا مساء الأحد 16 أيار الجاري. وجاء انتصار اليسار المفاجئ في انتخابات أعضاء الجمعية التأسيسية وكذلك في انتخابات برلمانات المناطق، والانتخابات البلدية، واستطاعت شخصيات يسارية اشغال مراكز متقدمة في العديد من المناطق.
حصلت “قائمة المدينة” التي تضم نشطاء الحركة الاحتجاجية الأخيرة في تشرين الأول 2019 على 27 مقعدا في الجمعية التأسيسية التي ستعد مشروع دستور جديد يحل محل دستور الليبراليين الجدد الموروث من عهد الدكتاتورية الفاشية بزعامة بينوشية. وكانت التوقعات التي سبقت يوم التصويت منحت القائمة، 9 مقاعد لا أكثر.

الشيوعيون يعودون بقوة إلى الواجهة
وحقق تحالف “ثابتون على الكرامة” الذي يضم الحزب الشيوعي وجبهة أمبليو اليسارية نجاحًا مفاجئًا. لقد حصل التحالف على 28 مقعدًا في الجمعية التأسيسية. وهكذا، حققت القوى المناهضة لليبرالية الجديدة نسبة الثلث المعطل، التي طال انتظارها، وسيكون لها دور حاسم في صياغة مشروع الدستور، وتثبيت المزيد من مطالبها في تعميق الديمقراطية والحقوق الاجتماعية الأساسية وحماية البيئة.
وعلى المستوى المحلي. تولى رؤساء البلديات اليساريون مناصبهم في عدة بلديات مهمة. وفي العاصمة سانتياغو، انتصرت المرشحة الشيوعية إيراجي هاسلر على خصمها اليميني فيليبي أليساندري. وهذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها الشيوعيون المركز السياسي في البلاد. يذكر ان الحزب الشيوعي ومنظماته الطلابية والشبابية لعبت دورا مؤثرا ليس في الحراك الاحتجاجي الأخير في تشرين الأول 2019، بل أن كوادره الطلابية تصدرت الاحتجاجات الكبيرة التي اجتاحت البلاد منذ عام 2013.
وقال مرشح الحزب الشيوعي لانتخابات الرئاسة دانييل جادو، مساء الأحد، “اليوم بدأت إمكانية حدوث تغيير حقيقي في تشيلي”. وتعتبر نتيجة الانتخابات مؤشرا قويا لنتائج انتخابات الرئاسة المقبلة التي ستجري في تشرين الثاني المقبل والتي يعتبر فيها المرشح الشيوعي الأوفر حظًا وفق آخر استطلاعات للرأي.

ونجاحات يسارية أخرى
وفي منطقة فالبارايسو، فاز الناشط البيئي رودريغو مونداكا بموقع حاكم المنطقة بعد حصوله على 43,7 في المائة، وفي جولة الانتخابات الأولى. وأصبح معروف عالميًا، بسبب دوره في النضال ضد خصخصة المياه، وضد ملاكي مزارع الأفوكادو الكبار. ويعد انتصاره إعلان حرب على ما يسمى ببارونات الأفوكادو، الذين استولوا على قرى ووحدات إدارية بأكملها وشوهوا السياسات المحلية.

معاقبة اليمين واليمين المتطرف
تعرضت أحزاب اليمين واليمين المتطرف إلى هزيمة قاسية. ولم يحققوا هدفهم في الحصول على نسبة الثلث المعطل. وخسروا البلديات المهمة خارج أحياء الطبقة العليا في العاصمة سانتياغو. لقد حصلوا على 37 مقعدًا فقط وهم معزولون داخل الجمعية التأسيسية الجديدة.
وعوقبت أحزاب التحالف الحكومي السابق بشدة، وحصل الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي كان لديه عدد من رؤساء البلديات، على مقعدين فقط. واعترف أعضاء الحزب الواحد تلو الآخر بفشل حزبهم. وبعد إعلان النتائج، انسحبت المرشحة الديمقراطية المسيحية خيمينا رينكون من السباق الرئاسي المقبل. لقد اختفى المركز الليبرالي الجديد عمليا من المشهد السياسي. وبلغ عدد من يحق لهم التصويت قرابة 14 مليون ناخب، لاختيار اعضاء الجمعية التأسيسية البالغ عددهم 155 عضوا، منهم 17 مقعدا مخصصة لممثلي السكان الأصليين. وتوزع مقاعد الجمعية التأسيسية مناصفة بين الرجال والنساء.
ويفترض أن تتم صياغة الدستور الجديد في غضون تسعة أشهر، قابلة للتمديد لمدة أقصاها ثلاثة أشهر. وسيتم إقرار مشروع الدستور الجديد في استفتاء عام 2022.
وتعد النتائج أكبر الانتصارات التي يحققها اليسار منذ فوز الجبهة الشعبية الموحدة بقيادة الزعيم اليساري سلفادور اليندي، الذي استشهد في القصر الرئاسي وهو يقاوم انقلاب 11 أيلول 1973 الفاشي.