الانتفاضة الفلسطينية، ان انتصار فلسطين كفيل يتحرر المنطقة وتقدمها


ابراهيم حجازين
2021 / 5 / 19 - 22:03     

فقدان البوصلة وتراجع مكانة قضية فلسطين قاد الى تراجع الأوضاع العربية بطريقة غير مسبوقة، طيلة الثلاثة عقود الماضية كان العمل على قدم وساق لتنفيذ مخطط طمس الهوية العربية عملت عليه مراكز أبحاث، صاغته بذكاء وحولته الى خطوات قابلة للتنفيذ المرن قابل للانتقال بين سيناريوهات متعددة دون فقدان الهدف النهائي رأيناه يطبق بأكثر الطرق دموية بما فيها الحرق وحز الرقاب والتطهير العرقي مرافقا مع تعبئة إعلامية تبرر الوحشية عبر الياف ضوئية.
وإذا كان الهدف النهائي باعلاء شأن الكيان المقام على ارض فلسطين كقوة إقليمية مسيطرة غير قابلة للمنافسة من دول الاقليم العربية وغير العربية، عبر تفتيت بلادنا العربية وانهاء دور المراكز الاقليمي منها بالاحتواء والاحتلال والغزو كمصر والعراق وسوريا وإضعاف البقية بوسيلة مناسبة تجعلها قابلة للطي والانحناء، كان مطلوبا لتنفيذ المخطط جعل الكيان المحتل دولة طبيعية مقبولة من المحيط العربية ضمن بنية جيوسياسية طارئة، من هنا كان لا بد من إيلاء الموقع الذي تحتله فلسطين في الإستراتيجية والسياسة والوعي والوجدان العربي الأهمية القصوى، واستخدمت تلك المخططات استراتيجيات متعددة ومتنوعة، من الخطابات الدينية التي تلغي المكانة الفلسطينية في التراث إلى جانب زرع الشقاق الطائفي والمذهبي ليتحول أولوية في وعي وسلوك الجماهير خاصة خلال مرحلة العشر سنوات الأخيرة، واعتمد تنفيذ هذا المخطط وبتنسيق وثيق بين الصهاينة وأجهزتها مع دول خليجية لتغييب قضية فلسطين من وعي الاجيال وخاصة الجديدة، وفرض السردية الصهيونية على تاريخ المنطقة وقضيتها الاولى، بما فيها زحزحة الثوابت الجغرافية والمواقع وتزوير الآثار لتمرير سردية مزيفة مخادعة، رفضها جل علماء التاريخ غربيين و"إسرائيليين" وعرب من غير المرتهنين لمعاهد الاستشراق.
إلى جانب ذلك تم العمل على تسويق خطاب مخادع اخر بأن سبب تأخر العالم العربي وتخلفه هي القضية الفلسطينية والإلتزام بهاد وان تجاوزها وإدارة الظهر لها حسب ترويجهم ستهبط النهضة علبه ويدخل مرحلة التنوير، خطاب متهافت يقفز عن حقيقة ان التخلف والتاخر وغياب التنمية التي يعاني منها العرب أسس لها الاستعمار من خلال التمهيد لإقامة الكيان منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وخلق أنظمة معاندة للتاريخ مهمتها إجهاض النهضة وكان هذا ديدنها طوال المئة عام السالفة.
نجحت الانتفاضة الفلسطينية والتصدي لعدوانية العدو في إعادة القضية الفلسطينية الى واجهة الأحداث العالمية والى أجندة الشعوب العربية بعدما كانت قد تراجعت وحل محلها عدو عملوا على وضعه في تلك الخانة بكل ما اوتوا من قوة واعلام واثارة الفتن والحروب وصل إلى درجة عقد اتفاقيات مع العدو الصهيوني، نجحت الانتفاضة في إفشال وهدم المخطط المعتمد وكل ما حققوه فصفقة القرن أصبحت في خبر كان وضم القدس ياتي بنتائج معاكسة. وعادت القضية الفلسطينية التي شكلت على الدوام عماد الوعي السياسي في العالم العربي لتحوز على المكانة ذاتها في نفوس الأجيال الجديدة حتى الأطفال منهم الذين تابعوا الأحداث عبر الشاشات وأجهزة التواصل وصاغوا روايتهم الخاصة بلغتهم مع أبناء جيلهم.
بعد الانتفاضة ليس كما قبلها رغم الصعوبات التي ستواجه أمال الشعب الفلسطيني والعرب الذي انتفضوا انتفاضاتهم الخاصة بواقعهم دعما ووقوفا الى جوانب الشقيق الفلسطيني فإنهم يأملون ان تستدير عقارب الساعة نحو الربيع الحقيقي، فهم ادركوا عبر التجربة ان مستقبلهم وثيق الصلة بانتصار شعب فلسطين.