على هامش تخليد الذكرى الثالثة لاستشهاد الرفيق بضري عبد الرحيم


إبراهيم محمد عالي لحبيب
2021 / 5 / 19 - 08:12     

[من جهة الرفض يجيء الصبح جميلا "مهدي عامل-حسن حمدان"]

"19 من ايار /ماي سنة 2018 تاريخ امتجز في الدم الصحراوي بالدم الصحراوي بدم مهدي عامل وسلسلة الرفض اللامتناهي على كافة اشكال الاستبداد والخنوع والبديهيات"

مجددا وحين يقترب 19 ايار/ماي يحملني القلم الاحمر متلهفا ليس كعادته مخاطبا اياي بحمله كالسيف فوق رقبة المرتدين.

ايار/ماي الرافض لكل اشكال النسيان، ايار/ماي الذي تسطع فيه الحقيقة واضحة منجلية كي تقول:
الاعداء القتلة معروفون
وحلفاء القتلة معروفون ايضا
من غيره.!؟
نظام فاشيستي وحلفاءه [عازله الطبي، وعاهرته] داخل الجامعة المغربية..

لا زلت اتذكر جيدا ذاك اليوم من سنة 2018 كان شهر رمضان قد هل ووصل يومه الثالث، ونحن نعد وجبة الافطار استعدادا لانهاء يومنا الشاق داخل الزنزانة، ليسقط خبر/فاجعة بكل المقاييس، اتذكر حينها اتى احد الرفاق مسرعا لينقل لنا التحاق الشهيد بضري عبد الرحيم بركب الشهداء والمضحين لاجل الوطن المغتصب.
والله لا اعرف حقيقة ولا استطيع جرد كل ما وقع حينها، حالة من الصمت المطبق والهيستيريا في البكاء وغضب عارم جراء تلكم المصيبة، جعلتنا كل يرتكن لزاويته هربا من تصديق ما يقع....
ولا اخفيكم سرا انني وليومنا هذا ما زلت آمل ان ينبعث بضري من زاوية ما كالعنقاء ويعانقني ليقول مازلت لم امت كنت فقط خلال مهمة ثورية، واعتذر لانني تركتكم تحزنون لاجلي، ااااه لعلها تتحقق.....
اتذكر ايضا يومها احد سجناء الحق العام الصحراويين الذي كان يشاركنا الزنزانة (م.د) والذي دعى الرفاق الى الصمود ومحاولة الوقوف لصلاة الغائب لاجل لرفيقنا.
صلاة تمنيت ان لا تنتهي حينها _ولعل هذا الشعور راود جل الرفاق_ بل تمنيت ان يقبظ الله روحي حينها لعلي اتخلص من ذلك العذاب خصوصا ونحن نتلقى خبر ان الرفيق كان في طريقه لتعليق صورنا ببهو الكلية.
فما اصعبه من شعور، وهل كنا نستحق يا بضري كل هاته التضحية..!!؟؟
مرت ثلاث (03) سنوات يا بضري ولا زلنا نتجرع سم فقدانك وفراقك، لكن دعني اقول لك اليوم لعله يعزيك شيءا ويجعلك تبتسم من خلف الجدار

نعم ايار وفي يومه 19 من كل سنة تاتي لتذكرنا بأحد اكبر جرائم الفاشية بالمغرب، جريمة اغتيال الشهيد بضري عبد الرحيم، ايار المثقل بدماء الشهداء وقرابين الحرية لم يرضى بضري غيره شهرا كي يرتقي تاركا لنا مسارا معبدا بتضحيات لاجل وطن طالما حلم به حرا عبر نافذة الكفاح المسلح.

هاته الذكرى يا رفيق التي لم تسعفك ايادي الغذر ، ان تعيش نشوتها، فازف لك خبر ان جيشنا الباسل لبى النداء واطلق عنان الرصاص ليلعلع في سماء الصحراء الغربية، تلكم الغصة التي رافقتك في حياتك وعند موتك لفك ان تسعد الان فحلمك يسير نحو التحقق، في ظل انتصارات يوميا يحققها جنود تخلصوا من صدأ البندقية التي رافقتها لاكثر من ثلالثة عقود ونيف.

رحل بضري "الجسد على الاقل" ذلك الرفيق الذي كان بمثابة [صيدلية متنقلة] يضمد جراحنا ويندفع نحو جمع شتات الرفاق كلما تسلل لنا السبات والفشل.
ذاك الرفيق الملتزم، المنتصر لقناعاته، الوفي لمبادئه، المنضبط والثوري حتى النخاع.....
نعم قد غيبتك عنا قسرا تلك الايادي الدموية التي الفت ان تقتطف كل سنة وبالتحديد ايارها المليئ بالدماء، زهرة من الزهور، لكن ما يعزينا في فراقك اليوم يا رفيق الانظباط الثوري مسألتان لا غير هما:
*وجود رفاق لا زالوا على جمرة النضال متمسكين بعهدك وما بدلوا تبديلا
*استئناف الكفاح المسلح الذي ناديت به وصدحت به حنجرتك طوالا بساحة سعيدة المنبهي وانت تقول "بالبندقية تتحرر الشعوب"....

ستظل ذكرى وداعك من داخل الزنزانة يا شهيد ويا عريسنا راسخة تشاكس الذاكرة عند كل فترة تيه ايديولوجي لتذكرنا بالمسار الحقيقي والسليم لاجل تحرر هذا الوطن.

الوفاء الوفاء // لدماء الشهداء


رفيقك: ابراهيم محمد عالي لحبيب (الموسييح)