(حول المشكلة اليهودية) ليون تروتسكي 4مقالات

.ننشرها ردا على الموجة الجديدة للعدوان الصهيونى على الفلسطينين فى الذكرى 53 للإحتلال -فى زمن الكورونا "كوفيد19
.. تتضمن تلك الورقة أربعة تصريحات لتروتسكي خلال السنوات الأخيرة من حياته يعبر فيها عن آرائه حول المسألة اليهودية. الأول في شكل مقابلة أجريت مع مراسلي الصحافة اليهودية عند وصوله إلى المكسيك. والثاني مقتطف من مقال عن "ثيرميدور ومعاداة السامية" كتب في عام 1937. والثالث هو رسالة وجهها تروتسكي إلى اليهود المهددين بالموجة المتزايدة من معاداة السامية والفاشية في الولايات المتحدة ومطالبتهم بدعم النضال الثوري للأممية الرابعة باعتباره الطريق الوحيد لخلاصهم.
البيان الرابع من أرشيف ليون تروتسكي.
• أولا
..قبل أن أحاول الإجابة على أسئلتك ، يجب أن أحذرك من أنه للأسف لم تتح لي الفرصة لتعلم اللغة اليهودية ، التي تم تطويرها فقط منذ أن أصبحت بالغًا. لم يكن لدي ، وليس لدي إمكانية متابعة الصحافة اليهودية ، مما يمنعني من إعطاء رأي دقيق حول الجوانب المختلفة لمشكلة بالغة الأهمية ومأساوية. لذلك لا يمكنني المطالبة بأي سلطة خاصة في الرد على أسئلتك. ومع ذلك سأحاول أن أقول ما أفكر فيه. خلال شبابي كنت أميل إلى التكهن بأن يهود الدول المختلفة سيتم استيعابهم وأن المسألة اليهودية ستختفي بالتالي بطريقة شبه آلية. لم يؤكد التطور التاريخي للربع الأخير من القرن هذا المنظور. لقد تحولت الرأسمالية المتدهورة في كل مكان إلى قومية متفاقمة ، جزء منها معاداة السامية. كانت المسألة اليهودية تلوح في الأفق الأكبر في ألمانيا ، الدولة الرأسمالية الأكثر تطوراً في أوروبا.من ناحية أخرى ، أنشأ يهود البلدان المختلفة صحافتهم وطوروا اللغة اليديشية كأداة تتكيف مع الثقافة الحديثة. لذلك يجب على المرء أن يحسب حسابًا بحقيقة أن الأمةاليهودية ستحافظ على نفسها لعصر كامل قادم. الآن لا يمكن للأمة أن توجد بشكل طبيعي بدون منطقة مشتركة تنبع الصهيونية من هذه الفكرة بالذات. لكن حقائق كل يوم يمر تبين لنا أن الصهيونية غير قادرة على حل المسألة اليهودية. يكتسب الصراع بين العرب واليهود في فلسطين طابعًا مأساويًا أكثر فأكثر وأكثر خطورة. وكيف تسألني هل يمكن للاشتراكية أن تحل هذا السؤال؟ في هذه النقطة لا يسعني إلا أن أقدم الفرضيات. بمجرد أن تصبح الاشتراكية سيدة كوكبنا أو على الأقل أقسامه الأكثر أهمية ، سيكون لها موارد لا يمكن تصورها في جميع المجالات. لقد شهد تاريخ البشرية حقبة هجرات عظيمة على أساس البربرية. ستفتح الاشتراكية إمكانية هجرات كبيرة على أساس أكثر التقنيات والثقافة تطوراً. وغني عن البيان أن ما ينطوي عليه الأمر هنا ليس عمليات تهجير إجبارية ، أي إنشاء أحياء جديدة لبعض الجنسيات ، ولكن عمليات التهجير تمت الموافقة عليها بحرية ، أو بالأحرى تطلبه جنسيات أو أجزاء من جنسيات معينة. سيجد اليهود المشتتون الذين يريدون إعادة تجميعهم في نفس المجتمع مكانًا واسعًا وغنيًا بدرجة كافية تحت أشعة الشمس. نفس الاحتمال سيكون مفتوحا للعرب ، كما لجميع الأمم الأخرى المشتتة. ستصبح التضاريس الوطنية جزءًا من الاقتصاد المخطط. هذا هو المنظور التاريخي الكبير الذي أتخيله. إن العمل من أجل الاشتراكية العالمية يعني أيضًا العمل من أجل حل القضية اليهودية. تسألني إذا كان السؤال اليهودي لا يزال قائما في الاتحاد السوفياتي. نعم إنه موجود ، مثلما توجد الأسئلة الأوكرانية والجورجية وحتى الروسية هناك. إن البيروقراطية المطلقة تخنق تطور الثقافة الوطنية كما تفعل الثقافة برمتها. والأسوأ من ذلك أن بلد الثورة البروليتارية الكبرى يمر الآن بفترة رد فعل عميق. إذا أعادت الموجة الثورية إحياء أرقى مشاعر التضامن البشري فقد أثار رد الفعل التيرميدوري كل ما هو منخفض ومظلم ومتخلف في اإتحاد الجمهوريات الأشتراكية الذي يضم 170 مليون شخص. ولتعزيز هيمنتها ، لا تتردد البيروقراطية حتى في اللجوء بطريقة مموهة بشكل نادر إلى الميول الشوفينية ، وفي مقدمتها النزعات المعادية للسامية. محاكمة موسكو الأخيرة ، على سبيل المثال نُظِّمت بتصميم يكاد يكون مخفيًا لتقديم الأمميين على أنهم يهود غير مؤمنين وغير قانونيين قادرين على بيع أنفسهم للجستابو الألماني. منذ عام 1925 وقبل كل شيء منذ عام 1936 ، كانت الديماغوجية المعادية للسامية ، المموهة جيدًا ، وغير القابلة للهجوم تسير جنبًا إلى جنب مع المحاكمات الرمزية ضد المذابح المُعلن عنها.تسألني ما إذا كانت البرجوازية الصغيرة اليهودية القديمة في الاتحاد السوفياتي قد اندمجت اجتماعيا في البيئة السوفيتية الجديدة. أنا في حيرة من أمري لأعطيك إجابة واضحة. الإحصاءات الاجتماعية والوطنية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية مغرضة للغاية. إنهم لا يخدمون في إظهار الحقيقة ، ولكن قبل كل شيء تمجيد القادة والرؤساء ومبدعي السعادة. جزء مهم من البرجوازية الصغيرة اليهودية استوعبته الأجهزة الهائلة للدولة والصناعة والتجارة والتعاونيات إلخ. قبل كل شيء في الطبقات الدنيا والمتوسطة. هذه الحقيقة تولد حالة من المشاعر المعادية للسامية والقادة يتلاعبون بها بمهارة ماكرة من أجل توجيه وتوجيه السخط الموجود ضد البيروقراطية ضد اليهود بشكل خاص. في (بيرو بيدجان - عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا)لا أستطيع أن أقدم لك أكثر من تقييماتي الشخصية. أنا لست على دراية بهذه المنطقة ولا أطلع على الظروف التي استقر فيها اليهود هناك. على أي حال ، لا يمكن أن يكون أكثر من تجربة محدودة للغاية. سيظل الاتحاد السوفياتي وحده فقيرًا للغاية بحيث لا يمكنه حل مشكلته اليهودية ، حتى في ظل نظام أكثر اشتراكية من النظام الحالي. أكرر أن المسألة اليهودية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتحرر الكامل للبشرية. كل ما يتم القيام به في هذا المجال يمكن أن يكون فقط مسكنًا ، بل وفي كثير من الأحيان حتى نصل ذو حدين ، كما يتضح من مثال فلسطين.
(18 ينايركانون- ثان (1937)
• ثانيًا
اتهمني بعض "النقاد" المحتملين بأنني قد أثرت "فجأة" "المسألة اليهودية" وبأنني عازم على خلق نوع من الغيتو لليهود. لا يسعني سوى هز كتفي تعبيرا عن الشفقة. لقد عشت حياتي كلها خارج الدوائر اليهودية. لقد عملت دائما في الحركة العمالية الروسية. لغتي الأم هي الروسية. لسوء الحظ لم أتعلم حتى قراءة اللغة اليهودية. لذلك لم تشغل المسألة اليهودية مركز اهتمامي قط. لكن هذا لا يعني أنه من حقي أن أتجاهل المشكلة اليهودية الموجودة والتي تتطلب حلاً. "أصدقاء الاتحاد السوفياتي"راضون عن إنشاء (بيرو بيدجان - عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا). لن أتوقف عند هذه النقطة لأفكر فيما إذا كان قد تم بناؤه على أساس سليم وما هو نوع النظام الموجود هناك (بيرو بيدجان - عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسياأن تساعد في عكس كل مساوئ وأخطاء الاستبداد البيروقراطي) لكن لن يعترض أي فرد من ذوي التفكير التقدمي على تخصيص الاتحاد السوفياتي لمنطقة خاصة لمواطنيها الذين يشعرون بأنهم يهود ، الذين يفضلون اللغة اليهودية على الآخرين ويرغبون في العيش ككتلة متماسكة. هل هذا أم أنه ليس غيتو؟ خلال فترة الديمقراطية السوفيتية عن الهجرة الطوعية بالكامل ، لم يكن هناك حديث عن الأحياء اليهودية. لكن المسألة اليهودية والطريقة ذاتها التي حدثت بها الاستيطان اليهودي تأخذ جانبًا دوليًا. ألسنا محقين في قولنا إن اتحادًا اشتراكيًا عالميًا سيتعين عليه أن يجعل من الممكن إنشاء (بيرو بيدجان - عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا) لهؤلاء اليهود الذين يرغبون في أن تكون جمهوريتهم المستقلة ساحة لثقافتهم؟ قد يُفترض أن الديمقراطية الاشتراكية لن تلجأ إلى الاستيعاب الإجباري. قد يكون من الجيد جدًا أنه في غضون جيلين أو ثلاثة جيلين ترسم حدود الجمهورية اليهودية المستقلة ، كما هو الحال في العديد من المناطق الوطنية الأخرى ، سيتم محوها. ليس لدي وقت ولا رغبة في التأمل في هذا. أحفادنا سيعرفون أفضل منا ماذا يفعلون. إنني أفكر في فترة تاريخية انتقالية كانت فيها "المسألة" اليهودية في حد ذاتها ما زالت حادة وتتطلب تدابير مناسبة من اتحاد فيدرالي عالمي للدول العمالية. نفس الأساليب لحل المسألة اليهودية التي سيكون لها في ظل الرأسمالية المتدهورة طابع طوباوي ورجعي أقصد(الصهيونية) في ظل نظام فيدرالية اشتراكية تأخذ معنى حقيقيًا ومفيدًا. هذا ما أريد أن أشير إليه. كيف يمكن لأي ماركسي أو حتى أي ديمقراطي ثابت أن يعترض على ذلك؟ (1937)
• ثالثا
صديقي العزيز: الأب كوغلين ، الذي يحاول على ما يبدو إثبات أن الأخلاق المثالية المطلقة لا تمنع الإنسان من أن يكون الوغد الأعظم ، أعلن عبر الإذاعة أنني تلقيت في الماضي مبالغ طائلة من المال للثورة من البرجوازية اليهودية في الولايات المتحدة. لقد أجبت بالفعل في الصحافة: أن هذا غيرصحيح على الإطلاق. لم أتلق مثل هذه الأموال ، ليس بالطبع لأنني كنت سأرفض الدعم المالي "للثورة" ، ولكن لأن البرجوازية اليهودية لم تقدم هذا الدعم. تظل البرجوازية اليهودية وفية للمبدأ: لا تعطي حتى الآن عندما يتعلق الأمر برأسها. تخنق الرأسمالية تناقضاتها ، وتوجه ضربات غاضبة ضد اليهود ، البرجوازية على الرغم من كل "خدمتها" السابقة للرأسمالية. التدابير ذات الطبيعة الخيرية للاجئين تصبح أقل فاعلية بالمقارنة مع البعد الهائل للشر الذي يثقل كاهل الشعب اليهودي. الآن جاء دور فرنسا. إن انتصار الفاشية في هذا البلد من شأنه أن يدل على تعزيز واسع لرد الفعل ، ونمو هائل في معاداة السامية العنيفة في جميع أنحاء العالم ، وخاصة في الولايات المتحدة. عدد الدول التي تطرد اليهود ينمو بلا توقف. عدد البلدان القادرة على قبولها يتناقص. في نفس الوقت اشتدت حدة النضال. من الممكن أن نتخيل دون صعوبة ما الذي ينتظر اليهود بمجرد اندلاع الحرب العالمية المستقبلية. ولكن حتى بدون حرب فإن التطور التالي لرد الفعل العالمي يدل على وجه اليقين على الإبادة الجسدية لليهود. تبدو فلسطين سرابًا مأساويًا ، و(بيرو بيدجان - عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا)مهزلة بيروقراطية. الكرملين يرفض قبول اللاجئين. المؤتمرات "المناهضة للفاشية" للسيدات المسنات!!! و جيل الشباب ليس له أدنى أهمية. الآن أكثر من أي وقت مضى ، فإن مصير الشعب اليهودي - ليس فقط مصيره السياسي ولكن أيضًا مصيره المادي - مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنضال التحرري للبروليتاريا العالمية. فقط التعبئة الجريئة للعمال ضد "الرجعية-الصهيونية" ، وخلق ميليشيا عمالية ، ومقاومة جسدية مباشرة للعصابات الفاشية ، وزيادة الثقة بالنفس ، يمكن للنشاط والجرأة من جانب كل المضطهدين إحداث تغيير في علاقة القوى ، وإيقاف موجة الفاشية العالمية ، وفتح فصل جديد في تاريخ البشرية. كانت الأممية الرابعة هي أول من أعلن خطورة الفاشية وأشارت إلى طريق الخلاص.
تدعو الأممية الرابعة: الجماهير الشعبية اليهودية إلى عدم توهم أنفسهم بل مواجهة الحقيقة المهددة علانية. الخلاص يكمن فقط في النضال الثوري. إن "أوتار" النضال الثوري ، كما في الحرب تكلف أموال. مع العناصر التقدمية والمثيرة للإعجاب من الشعب اليهودي يقع على عاتقها واجب مساعدة الطليعة الثورية. الوقت يضغط. اليوم يعادل الآن شهرًا أو حتى عام. ما تفعله ، افعله بسرعة!
( 22ديسمبر-كانون أول (1938)
• رابعا
يمكن الآن رؤية محاولة حل القضية اليهودية من خلال هجرة اليهود إلى فلسطين على حقيقتها ، استهزاء مأساوي للشعب اليهودي. مع اهتمامها بكسب تعاطف العرب الذين هم أكثر عددًا من اليهود ، قامت الحكومة البريطانية بتغيير حاد في سياستها تجاه اليهود ، مع اهتمامها بكسب تعاطف العرب الذين هم أكثر عددًا من اليهود ، قامت الحكومة البريطانية بتغيير حاد في سياستها تجاه اليهود ، وتخلت بالفعل عن وعدها بمساعدتهم في العثور على "وطنهم الخاص" في أرض أجنبية. إن التطور المستقبلي للأحداث العسكرية قد يحول فلسطين إلى فخ دموي لمئات الآلاف من اليهود. لم يكن من الواضح أبدًا كما هو اليوم أن خلاص الشعب اليهودي مرتبط بشكل لا ينفصم بالإطاحة بالنظام الرأسمال (يوليو-تموز1940 )
( القاهره 17مايو-ايار2021)
.........................................................
النص بالانجليزية
Leon Trotsky
On the Jewish Problem
We publish herewith four statements by Trotsky during the last years of his life expressing his views on the Jewish question. The first is in the form of an interview given to correspondents of the Jewish press upon his arrival in Mexico. The second is an excerpt from an article on “Thermidor and Anti-Semitism” written in 1937. The third is a letter which Trotsky addressed to the Jews menaced by the mounting wave of anti-semitism and fascism in the United States, calling upon them to support the revolutionary struggle of the Fourth International as the only road to their salvation. The fourth statement is from the archives of Leon Trotsky.
I
Before trying to answer your questions I ought to warn you that unfortunately I have not had the opportunity to learn the Jewish language, which moreover has been developed only since I became an adult. I have not had, and I do not have the possibility of following the Jewish press, which prevents me from giving a precise opinion on the different aspects of so important and tragic a problem. I cannot therefore claim any special authority in replying to your questions. Nevertheless I am going to try and say what I think about it.
During my youth I rather leaned toward the prognosis that the Jews of different countries would be assimilated and that the Jewish question would thus disappear in a quasi-automatic fashion. The historical development of the last quarter of a century has not confirmed this perspective. Decaying capitalism has everywhere swung over to an exacerbated nationalism, one part of which is anti-semitism. The Jewish question has loomed largest in the most highly developed capitalist country of Europe, in Germany.
On the other hand the Jews of different countries have created their press and developed the Yiddish language as an instrument adapted to modern-culture. One must therefore reckon with the fact that the Jewish nation will maintain itself for an entire epoch to come. Now the nation cannot normally exist without a common territory. Zionism springs from this very idea. But the facts of every passing day demonstrate to us that Zionism is incapable of resolving the Jewish question. The conflict between the Jews and Arabs in Palestine acquires a more and more tragic and more and more menacing character. I do not at all believe that the Jewish question can be resolved within the framework of rotting capitalism and under the control of British imperialism.
And how, you ask me, can socialism solve this question? On this point I can but offer hypotheses. Once socialism has become master of our planet´-or-at least of its most important sections, it will have unimaginable resources in all domains. Human history has witnessed the epoch of great migrations on the basis of barbarism. Socialism will open the possibility of great migrations on the basis of the most developed technique and culture. It goes without saying that what is here involved is not compulsory displacements, that is, the creation of new ghettos for certain nationalities, but displacements freely consented to,´-or-rather demanded by certain nationalities´-or-parts of nationalities. The dispersed Jews who would want to be reassembled in the same community will find a sufficiently extensive and rich spot under the sun. The same possibility will be opened for the Arabs, as for all other scattered nations. National topography will become a part of the planned economy . This is the grand historical perspective that I envisage. To work for international socialism means also to work for the solution of the Jewish question.
You ask me if the Jewish question still exists in the USSR. Yes, it exists, just as the Ukrainian, the Georgian, even the Russian questions exist there. The omnipotent bureaucracy stifles the development of national culture just as it does the whole of culture. Worse still, the country of the great proletarian revolution is now passing through a period of profound reaction. If the revolutionary wave revived the finest sentiments of human solidarity, the Thermidorian reaction has stirred up all that is low, dark and backward in this agglomeration of 170 million people. To reinforce its domination the bureaucracy does not even hesitate to resort in a scarcely camouflaged manner to chauvinistic tendencies, above all to anti-semitic ones. The latest Moscow trial, for example, was staged with the hardly concealed design of presenting internationalists as faithless and lawless Jews who are capable of selling themselves to the German Gestapo.
Since 1925 and above all since 1926, anti-semitic demagogy, well camouflaged, unattackable, goes hand in hand with symbolic trials against avowed pogromists. You ask me if the old Jewish petty bourgeoisie in the USSR has been socially assimilated by the new soviet environment. I am indeed at a loss to give you a clear reply. The social and national statistics in the USSR are extremely tendencious. They do not serve to set forth the truth, but above all to glorify the leaders, the chiefs, the creators of happiness. An important part of the Jewish petty bourgeoisie has been absorbed by the formidable apparatuses of the state, industry, commerce, the cooperatives, etc., above all in their lower and middle layers. This fact engenders an anti-semitic state of feeling and the leaders manipulate it with a cunning skill in order to canalize and to --dir--ect especially against the Jews the existing discontent against the bureaucracy.
On Biro-bidjan I can give you no more than my personal evaluations. I am not acquainted with this region and still less with the conditions in which the Jews have settled there. In any case it can be no more than a very-limit-ed experience. The USSR alone would still be too poor to resolve its own Jewish question, even under a regime much more socialist than the present one. The Jewish question, I repeat, is indissolubly bound up with the complete emancipation of humanity. Everything else that is done in this domain can only be a palliative and often even a two-edged blade, as the example of Palestine shows. January 18, 1937
II
Some would-be “pundits” have accused me of “suddenly” raising the “Jewish question” and of intending to create some kind of ghetto for the Jews. I can only shrug my shoulders in pity. I have lived my whole life outside of Jewish circles. I have always worked in the Russian workers movement. My native tongue is Russian. Unfortunately, I have not even learned to read Jewish. The Jewish question, therefore, has never occupied the center of my attention.
But that does not mean that I have the right to be blind to the Jewish problem which exists and demands a solution. “The friends of the USSR” are satisfied with the creation of Birobidjan. I will not stop at this point to consider whether it was built on a sound foundation and what type of regime existed there (Birobidjan cannot help reflecting all the vices of bureaucratic despotism). But not a single progressive thinking individual will object to the USSR designating a special territory for those of its citizens who feel themselves to be Jews, who use the Jewish language in preference to all others, and who wish to live as a compact mass.
Is this´-or-is this not a ghetto? During the period of Soviet democracy, of completely voluntary migration, there could be no talk of ghettoes. But the Jewish question and the very manner in which settlements of Jews occurred, assumes an international aspect. Are we not correct in saying that a world socialist federation will have to make possible the creation of a Biro-bidjan for those Jews who wish to have their own autonomous republic as the arena for their own culture?
It may be presumed that a socialist democracy will not resort to compulsory assimilation. It may very well be that within two´-or-three generations the boundaries of an independent Jewish republic, as of many other national regions, will be erased. I have neither time nor desire to meditate on this. Our descendants will know better than we what to do. I have in mind a transitional historical period when the Jewish “question” as such, is still acute and demands adequate measures from a world federation of workers’ states.
The very same methods of solving the Jewish question which under decaying capitalism will have a utopian and reactionary character (Zionism) will, under the regime of a socialist federation take on real and salutary meaning. This is what I want to point out. How could any Marxist´-or-even any consistent democrat object to this?
1937
* * *
III
Dear Friend: Father Coughlin, who apparently tries to demonstrate that the absolute idealistic moral does not prevent man from being the greatest rascal, has declared over the radio that in the past I received enormous sums of money for the revolution from the Jewish bourgeoisie in the United States. I have already answered in the press that this is false. I did not receive such money, not, of course, because I would have refused financial support for the revolution, but because the Jewish bourgeoisie did not offer this support. The Jewish bourgeoisie remains true to the principle: not to give, even now when its head is concerned. Suffocating in its own contradictions, capitalism --dir--ects enraged blows against the Jews, moreover a part of these blows fall upon the Jewish bourgeoisie in spite of all its past “service” for capitalism. Measures of a philanthropical nature for refugees become less and less efficacious in comparison with the gigantic dimension of the evil burdening the Jewish people.
Now it is the turn of France. The victory of fascism in this country would signify a vast strengthening of reaction, and a monstrous growth of violent anti-semitism in all the world, above all in the United States. The number of countries which expel the Jews grows without cease. The number of countries able to accept them decreases. At the same time the exacerbation of the struggle intensifies. It is possible to imagine without difficulty what awaits the Jews at the mere outbreak of the future world war. But even without war the next development of world reaction signifies with certainty the physical extermination of the Jews .
Palestine appears a tragic mirage, Biro-bidjan a bureaucratic farce. The Kremlin refuses to accept refugees. The “anti-fascist” congresses of old ladies and young careerists do not have the slightest importance. Now more than ever, the fate of the Jewish people—not only their political but also their physical fate—is indissolubly linked with the emancipating struggle of the international proletariat. Only audacious mobilization of the workers against reaction, creation of workers’ militia, --dir--ect physical resistance to the fascist gangs, increasing self-confidence, activity and audacity on the part of all the oppressed can provoke a change in the relation of forces, stop the world wave of fascism, and open a new chapter in the history of mankind.
The Fourth International was the first to proclaim the danger of fascism and to indicate the way of salvation. The Fourth International calls upon the Jewish popular masses not to delude themselves but to face openly the menacing reality. Salvation lies only in revolutionary struggle. The “sinews” of revolutionary struggle, as of war, are funds. With the progressive and perspicacious elements of the Jewish people rests the obligation to come to the help of the revolutionary vanguard. Time presses. A day is now equivalent to a month´-or-even to a year. That thou doest, do quickly!
December 22, 1938
The attempt to solve the Jewish question through the migration of Jews to Palestine can now be seen for what it is, a tragic mockery of the Jewish people. Interested in winning the sympathies of the Arabs who are more numerous than the Jews, the British government has sharply altered its policy toward the Jews, and has actually renounced its promise to help them found their “own home” in a foreign land. The future development of military events may well transform Palestine into a bloody trap for several hundred thousand Jews. Never was it so clear as it is today that the salvation of the Jewish people is bound up inseparably with the overthrow of the capitalist system.
July, 1940
(أرشيف ليون تروتسكى)