حوار متمدن ام (علم!) الساحرة غاغول؟


طلال الربيعي
2021 / 5 / 16 - 23:40     

الحوار المتمدن, كما افهمه, يعني اعتماد العلم والمصداقية والمنطق وليس الخرافات والأكاذيب. وإلا ليس هنالك من معنى لأي حوار, متمدن ام خلافه!

واعتقد اني لا ابالغ اذا قلت انه ليس هنالك من حضارة وتقدم ويسار او شيوعية اذا لم تكن كلها منسجمة مع معطيات العلم والمصادر التوثيقية. واني دعوت الحوار المتمدن مرارا عدة الى اعتماد التوثيق, حتى بالحد الأدنى الممكن, في معالجة الأمور التاريخية والعلمية, وبالأخص في ما يتعلق بتاريخ الحركة الشيوعية لفصل الآراء الشخصية عن الحقائق العلمية. واذا كانت هناك مصادر ومعطيات علمية دامغة, فان أي رأي شخصي مناقض سيجعل صاحبه عرضة للأتهام بالجهل وعدم الاطلاع او بنشر الخرافات تعظيما للأنا (كما سيقول فيلسوف العلم ثوماس كون), وليس خدمة للعلم والحقيقة. ونحن سوف لن نعترض اذا نشرت الآراء المناقضة للعلم والتوثيق في محور جديد يستحدثه الحوار المتمدن بعنوان, مثلا,
"محور الخرافات والأكاذيب"!
وبالتالي ستزاد شعبية-شعبوية الحوار المتمدن (اذا كان هذا هو هدفه او احد اهدافه), وقد يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأستحداثه اول محور من هذا النوع, خصوصا في الصحافة اليسارية!), التي ينبغي عليها ان تتجنب الشعبوية ونشر الخرافات كسمة بارزة في الصحافة اليمينية-شعبوية, وان ترفض الانصياع لمنطق الرأسمال الجهنمي المتلون تلون الحرباء, لزيادة عدد قراءها او انصياعا الى مبدأ حرية التعبير-حرية التعبير لا تعني مطلقا نشر الأكاذيب والخرافات المناقضة لكل ما هو معروف موثق. ان قيام الحوار المتمدن بنشر الخرافات المناقضة للعلم قضية تضر افدح الضرر بقضية العلم والمصداقية والحقيقة واليسار والشيوعية-الشيوعية يجب ان تكون منسجمة بالكامل مع الحقيقة والعلم والا انقلبت الى نقيضها: ستكون الشيوعية اذن علم الحيل الكلامية الاكروباتيكية واحد تفرعات (علم!) الساحرة غاغول!

واني ساتكلم هنا عن خرافة واحدة رغم تعدد الخرافات.
الخرافة هي ان ستالين مات بتأثير تسميمه من قبل "عصابة بيريا – مالنكوف – خروشتشوف!", كما يزعم احد الستالينينن, بدون اي توثيق او مصادر, والذي اصبح هو احد أبواق الرأسمالية المتعفنة وخدمها الأذلاء, متجلببا زورا وبهتانا, جلباب الشيوعية, والشيوعية منه براء براءة الذئب من دم يوسف, بإعلانه المضحك, وكأنه يستعرض قدراته كبهلوان فاشل او مهرج بائس, -موت الرأسمالية وانتهاء الصراع الطبقي-- انه يعني شاء, شاء ام ابى, انتهاء الماركسية ضرورة وضمنا. وبذلك ان ادعاءه الماركسية هو تناقض قاتل مخالف بالكامل للمنطق. ولكن متى كان للمهرجين والشعبويين والديماغوغين ذرة من المنطق؟ انه يدعو الشيوعيين, يا لسذاجته ووقاحته المنقطعيّ النظير, الى رفع اياديهم الى السماء تضرعا الى الله عز وجل كي ينزل عليهم جنة الشيوعية من السماء بدون عمل ونضال وكفى الله الشيوعيين شر القتال! و هم يزعم ان بابا الفاتيكان هو الشيوعي الحقيقي الوحيد! وما علينا سوى انتظار غودو-المسيح-المهدي-لتحقق المجتمع الشيوعي-واذا لم يسارع هؤلاء بالظهور فان كوكبنا ستكون في خبر كان بسبب الكارثة البيئية المحتملة. والستالينيون حالهم حال الشعبويين اليمينين المتطرفين اما يصمتون صمت القبور على الكارثة البيئية او ينكرونوها. ويفضل الستالينيون فقط, لصغر عقولهم, بادعاءات بخصوص تسميم ستالين ويهملون وبتجاهلون اكبر خطر تواجهه اليشرية قاطبة, تسمم البيئة بفعل جشع الرأسمالية الذي لا يمكن اشباعه للربح, خطر الكارثة البيئية المحتملة. ان الستالينيين رسل الموت, ولكن ما الذي يحمل صفحة الحوار المتمدن ان ترفع رايتهم ايضا؟ ليس لي من تفسير سوى ذلك المستمد من سردية فيلم
Invasion of the Body Snatchers
https://the-take.com/watch/was-invasion-of-the-body-snatchers-intended-as-political-allegory
ولكنه المنطق الذي هو وجه العملة الآخر لمنطق الفيلم!

وخزعبلات عقل مريض لا يجوز التهوين مطلقا من خطورتها بزعم انها نتاج عقل مريض! واذا كانت هي فعلا فقط نتاج عقل مريض, فلماذا يقوم أصحاء العقل بنشرها وترويجها؟ ما هي الأسباب وما هي البواعث؟!

ففي مقالتي المنشورة قبل ايام, باكثر توثيق ممكن, عن الحالة الصحية, الجسدية والنفسية, لستالين, وضمن ذلك اسباب وفاته. كتبت
-عانى ستالين وحده في منزله الريفي خارج موسكو في 1 مارس 1953 من سكتة دماغية شديدة، وعثر عليه حراسه ملقى على الأر ض، شبه واعي، وقد بلل نفسه. تم إبلاغ أعضاء المكتب السياسي، الذين زاروا المكان في الساعات الأولى من يوم 2 مارس واستدعوا الطبيب الذي وصل في الساعة 09:00. تم تشخيص شلل نصفي كامل من الجانب الأيمن بمستوى متفاوت من الوعي وفقدان القدرة على الكلام، بالإضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب ذات الطبيعة غير المؤكدة. كان ضغط دمه 210/110 ملم زئبق، ولوحظ تنفس تشيني ستوكس الدوري. تكون العلاج من أدوية مثل الديجيتال والكافيين ومستحضرات الكافور والبنسلين. تم وضع العلقات على رأسه ورقبته، وأعطي حقنة شرجية، وتم إعطاء الأكسجين المتقطع لضائقة تنفسية واضحة. ممرضة أطعمته بملعقة صغيرة. واصل أعضاء المكتب السياسي مراقبة حالته على مدار 24 ساعة، وتم إخطار أطفاله. بقيت سفيتلانا معه حتى وفاته. في البداية، ظلت حالة ستالين دون تغيير نسبيًا. أظهر تخطيط القلب ECG علامات احتشاء عضلة القلب مؤخرًا. ومن المعروف، بالطبع، أن النزيف الدماغي قد يتسبب، في حد ذاته، في عدم انتظام ضربات القلب وتغييرات نمطية في ضربات القلب.

تقيأ ستالين الدم في مناسبتين. في وقت متأخر من يوم 5 مارس، أصيب بالزرقة وضيق التنفس الشديد مما يشير إلى فشل البطين الأيسر الحاد، وتوفي في الساعة 21:30. أعلن راديو موسكو وفاته في الساعة 04:30 يوم 6 مارس. أكد فحص بعد الوفاة التشخيص السريري: نزيف كبير داخل المخ الأيسر، وتصلب الشرايين الدماغي ومناطق صغيرة مبعثرة من احتشاء دماغي سابق، وتضخم البطين الأيسر مع نزيف دقيق في عضلة القلب (بدون احتشاء جديد)، وكذلك في الغشاء المخاطي المعوي.- .
-ستالين والساحرة غاغول!-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718500

لنقرأ نص مقالة اخرى تقول:
-كما قضى المشاركون في المائدة المستديرة بعض الوقت في مناقشة سبب وفاة ستالين. الإستنتاج؟ مات ستالين لأسباب طبيعية. قال سيرجي خروتشوف بشكل قاطع "لا، لم يُسمم (ستالين)". وجادل بأن ستالين لم يتذوق أي طعام ما لم يجربه أقرب مستشاريه، بما في ذلك مالينكوف ونيكيتا خروتشوف، أيضا، كان ستالين تحت حراسة مشددة. وقال خروتشوف: "لا أرى أي احتمال تقني للقتل".

انهار ستالين في 1 مارس 1953، وظل فاقدًا للوعي حتى وفاته في 5 مارس. قال خروتشوف إنه لم يتلق رعاية طبية فورية لأن مستشاري ستالين اعتقدوا في البداية أنه كان مخمورًا وأنه سيستعيد وعيه. قال خروتشوف: "كان على الأرض وأحضروه [لأعلى] على الأريكة".

وصف أحد أعضاء الجمهور ، فلاديمير شامبرج، نفسه بأنه صديق مقرب لابنة ستالين سفيتلانا. قال: "أعتقد أنني كنت أول شخص تراه بعد وفاة والدها، ولم تتحدث قط عن شيء مريب". قال شامبرج إنه يعتقد أن مستشاري ستالين فشلوا في توفير الرعاية الطبية الفورية له لأنهم كانوا خائفين من العواقب، وليس لأنهم أرادوا قتله. وقال شامبرج "اعتقدوا أنه إذا استعاد وعيه ورأى الأطباء ، فسيشتبه في وجود مؤامرة ويتم إعدامهم جميعًا."

اتفق المشاركون في اللجنة على أن ستالين لم يُقتل على الأرجح، لكنهم تكهنوا بشأن نقص الرعاية الطبية. قال غارثوف: "كان هناك دافع لتركه يموت". "كان ستالين يخطط لعملية تطهير كبرى يتم فيها تنحية معظمهم [مستشاريه] جانبًا". أشار لاريز إلى أنه في فبراير 1953، أمر ستالين ببناء أربعة معسكرات اعتقال عملاقة جديدة.-التغيير في الاتحاد السوفيتي. قال كرامر: "بعد رحيل ستالين، تمكن هؤلاء الأشخاص من الخروج من هذا النظام الفظيع ؛ هذا أحد الأشياء الممتعة". "ظل الاتحاد السوفيتي دكتاتورية بغيضة، لكنه كان مكانًا مختلفًا تمامًا بعد رحيل ستالين".

قال ماستني: "كان موت ستالين بداية نهاية الاتحاد السوفيتي". وأوضح أن ستالين ترك إرثًا لا يمكن السيطرة عليه اقتصاديًا ومن ناحية الأمن.

تحدث بيلنجتون عن حاجة روسيا والعالم لمواجهة أهوال نظام ستالين. وقال: "إن مأساة الستالينية لم تكن مجرد مأساة ستالينية ، بل هي فشل للعالم المتحضر - فشل أخلاقي للعالم الغربي".

وقال بيلينجتون "لا توجد وثيقة نهائية أو أي عمل بخصوص الجولاج. لا يزال الناس لا يريدون التفكير في الأمر. ما زالوا لم يفهموا ذلك بشكل كامل. لا يوجد نصب تذكاري للغولاغ في أي مكان في العالم." قال إن هناك جهودًا صغيرة لمعالجة الموضوع ، يقوم بعض الباحثين بعملهم ، لكنهم يواجهون صعوبة في الحصول على الدعم."

Contemporaries Take Stock of a Dictator 50 Years Later
By DONNA URSCHEL
https://www.loc.gov/loc/lcib/0304/post-stalin.html

قد يكون هنالك اخطاء طبية او تلكوء. ولكن لم يكن هنالك تسميم! وهذا ليس دفاعا عن بيريا او أعوانه فهم لم يقلوا وحشية عن ستالين, وكلهم يستحقون, كما ستالين, لعنة السماء والأرض معا!
فلمَ ترويج الاكاذيب والخرافات؟