الطريق لتحرير فلسطين: حروب حماس أم مقاومة جماهيرية في كامل فلسطين


بشير الحامدي
2021 / 5 / 14 - 19:56     

ـ 1 ـ
اليهود والمسيحيون والمسلمون هم أصحاب التاريخ والمصير في فلسطين والوافد الوحيد هناك هو الصهيونية هو الدولة الصهيونية وآلتها العسكرية وحكامها والطبقة العنصرية التي تحتمي بهذه الآلة المجرمة البربرية وكل حلفائها من الرأسماليين والعنصريين في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وفي كل البلدان ومرتزقتهم من الأنظمة العربية الرسمية الفاسدة.
منذ سنة 1948 وميزان القوى هناك في فلسطين على حاله لصالح الصهيونية وقد أثبتت كل المعارك السابقة أنه لن يتغير إلا بتأجيج انتفاضات الداخل الفلسطيني وفي الضفة والقطاع وتوحدها في حركة مقاومة جماهيرية معادية للصهيونية وآلتها العسكرية وللتقسيم ولحل الدولتين فمسألة الحق الفلسطيني (حق تقرير المصير ومواجهة الاستيطان والميز العنصري) لا يمكن الرؤية لها اليوم كما منذ 1948 حقوقا مفصولة عن مجمل الحقوق الأخرى المتعلقة بكل سكان إسرائيل يهودا كانوا أم مسيحيين أم مسلمين تلك الحقوق التي تدوسها الدولة العنصرية الصهيونية.
في صيف 2020 واحتجاجا على فساد الحكومة الاسرائيلية خرج الشباب يهودا وعربا فلسطينيين مسلمين إلى الشوارع احتجاجا على الفساد وعلى غلاء المعيشة ومع تطور أحداث حي الشيخ جراح في القدس بدأت بوادر تشكل حركة مقاومة جماهيرية وبدا في إمكانها أن تتوسع لتعم كل المدن الفلسطينية داخل حدود 1948 وفي الضفة والقطاع. حركة يمكن لها أن تتطور وتتصلب في نهج آخر مغاير للاستراتيجيات التي تتبناها فصائل ما يسمى بالقيادة التاريخية والشرعية الفلسطينية من حماس وفتح وغيرهما من الفصائل. مقاومة بمستطاعها أن تحيي درس انتفاضات الحجارة وتذهب فيه بعيدا. مقاومة تدرك أن الدولة الصهيونية لا يمكن دحرها إلا بتفتيت قوتها من الداخل وتعي أن الآلة العسكرية البربرية لهذه الدولة لا يمكن هزمها وكسرها إلا بتفتيت وتشتيت قوتها ودفعها للمواجهة بالأساليب التي تقررها المقاومة الجماهيرية لا بالأساليب التي تفرضها عليها ترسانتها الحربية النظامية.
في الوقت الذي بدأت فيه بوادر هذه الحركة تتشكل وتكسب انتصارات ولو جزئية ضد الدولة الصهيونية وتكسب إلى جانبها جزء من السكان اليهود المعادين للصهيونية وجزاء من الرأي العام العالمي تأتي صواريخ حماس لتعيد الأوضاع لمربع صراع 2014 ولتحول المعركة إلى معركة نظامية فيتنفس حكام إسرائيل وتطفو على سطح الأحداث أخبار معركة حماس غير المتكافئة مع الجيش الصهيوني وتبدأ جولة جديدة من حرب الآلة العسكرية الصهيونية البربرية على الشعب الفلسطيني في غزة وداخل إسرائيل بتعلة الدفاع عن أمن إسرائيل وتطلق أيدي العصابات اليهودية الصهيونية في داخل إسرائيل لضرب وتقتيل العرب الفلسطينيين والتنكيل بهم باسم الدولة اليهودية وحق اليهود المطلق في أرض فلسطين.
ـ 2 ـ
الصراع في فلسطين ليس صراعا ضد اليهود. الصراع في فلسطين صراع ضد الدولة الصهيونية وأرض الميعاد هذه أسطورة ابتدعتها الصهيونية للتشريع لتوطين اليهود وتهجير العرب الفلسطينيين.
المعركة في فلسطين ليست معركة أديان وكيف ننسى أن حماس ولا غيرها هم من حولوا الصراع في فلسطين إلى صراع ديني ولم يسبقهم في ذلك غير الصهاينة.
فلسطين أرض الميعاد بالنسبة للصهيونية وفلسطين أرض للمسلمين بالنسبة للحركات الإسلامية ما الفرق!
أرض لأصحاب الديانة الإسلامية ماذا تختلف عن أرض الميعاد الصهيونية؟
لا شيء ... فقط من يكون هناك باسم الدين.
لا شيء ... فقط من يكون باسم الشوفينية العرقية والدينية.
كيف يستقيم سلاح بيد حركة دينية عرقية؟
كيف تكون مقاومة بيد حركة دينية عرقية؟
الحركات الدينية العرقية الشوفينية العنصرية يهودية كانت أو إسلامية أو مسيحية لا يمكن أن تكون إلا حركات إبادة.
وما يجري في غزة هو حرب إبادة أدواتها كيانين عنصريين دينيين شوفينيين في انتظار حرب المقاومة. ..
فلا إسرائيل من مصلحتها إزاحة حماس ولا من مصلحة حماس أن تنبت مقاومة شعبية في كل فلسطين خارجة عن تأثيرها وقيادتها وفي الانتظار سيبقى الضحايا دائما هم الضحايا.
وفي الانتظار سيبقى الضحايا دوما هم الممنوعون من المقاومة.
ـ 3 ـ
الهدف من حرب الابادة الجارية أوضح من الشمس.
إنه تنفيذ مخطط منع القدرة على الانتفاض ولو بالحجر.
هذا المخطط ينفذ دوما ويتجدد في شكل ـ حرب إبادة ـ لأن القدرة على الانتفاض قدرة متجددة وتاريخية لأصحاب الحق في كل أرض فلسطين.
الحرب على غزة حرب على المستقبل لذلك هي كما تشاهدون
لا تراهن على الحاضر إن رهانها هو على المستقبل.
رهانها اجتثاث كل بذرة يمكن أن تنبت نبتة تقاوم في المستقبل.
حرب الإبادة الدورية التي صارت على غزة ضحاياها هم كل من يمكن أن يكون لهم القدرة على الانتفاض على الشوفينيتين العرقيتين: الصهيونية وآلتها العسكرية ـ والاسلامية حماس
ولأن المقاومة الحق غائبة ستلعب الشوفينيتان لعبتهما كما دائما وستتفقان بعد جولة أخرى من التدمير والجريمة. ستتفقان بعد شوط الإبادة على ما أصبح يسمى بعد "أوسلو" تهدئة أو لنقل وقف الجريمة حتى معاودة استكمالها في فترة لاحقة . وككل حرب سيتلوها "سلام" لكن في غزة هي فقط هدنة في انتظار عودة الحرب بين الهمجيتين.
المهم أن الهدف يتحقق والهدف: اجتثاث أي إمكانية للمقاومة في وجه الكيانين العرقيين الشوفينيتين حتى أجل منظور.
14 ماي 2021