هل كان يمكن إزاحة سلطة الرئيس مرسى بجمع التوقيعات ؟


سعيد العليمى
2021 / 5 / 13 - 22:47     

من حق دون كيشوت ان يعتقد ان خادمة مبتذلة فى احد الفنادق هى اجمل الجميلات مثلما من حق الفأر ان يعتقد ان القطة هى اقوى حيوان على ظهر الارض . ولكن هل يحق لثورى ان يعتقد انه قادر على حل مشاكل الثورة النظرية والسياسية بكلماته المباركة بمفرده . والى الشاعر الجميل مصطفى ابراهيم الذى يقول : لايفت قاعد لمجاهد وأفعل ماتراه صائبا ان اختلفت معهم , وكف عن " التنظير " أقول بايجاز : ( ... ... اتمنى ان يكون جدالك فى منطقيته على مستوى شعرك الذى اقدره . فند أفكارى واحدة واحدة وسأقدر كثيرا ماتقول ولن أتردد فى مراجعة وجهة نظرى . ولعلمك لدينا فى اوساط مثقفينا فقر نظرى فى كل المجالات السياسية والفكرية الرئيسية ... حتى الماركسية قلة هى الملمة بها ! ماركس كان منظرا وايضا رفعت السعيد ! ؟؟؟؟ فهل يمكنك ان تدرك الفارق الذى لايظهر الابقدرتنا على تفنيد وجهة النظر لا الاكتفاء بكلام عامى . وللاسف لدينا الكثيرون ممن لايعلمون معنى وقيمة ودلالة ماهو نظرى ويتابعون ازدراء النظرية الذى روجه يمينيوا الحركة الشيوعية المصرية ثم متابعيهم من الشعبويين . نحن نشكو من فقر المواقف والدراسات الكاشفة للواقع . ارجوا ان توفر لك الوقت ان تتابع على موقع الحوار المتمدن مقالات الاستاذين خليل كلفت وجمال عبد الفتاح فقد يسهما فى جعل فهمك السياسى فى مستوى شعرك . مودتى وتقديرى .هذا وهم المجاهدة لاالجهاد : ليست المسألة فى جمع التوقيعات وانما فى وهم امكان تغيير السلطة من خلالها ..... وبدأت حرب التوقيعات العبثية وشباب الثورة لايجد قيادة ثورية فيجرب هذا ويجرب ذاك ويبدد طاقته فلايمكن ازاحة السلطة القائمة ولاحيازتها بالتوقيعات انظروا فى تاريخ الثورات الحقيقية ماذا ترون ؟ ماهى الادوات التى جرت بها حيازة السلطة ؟ الااذا كنتم تريدون ان تتحركوا فى المكان ذاته واهمين انكم تتقدمون الى الامام متابعين وهما وراء وهم ... حسنا ماذا تريد السلطة افضل من ذلك . اجمعوا ماشئتم من التوقيعات ولسنا عاجزون عن فعل نفس الشئ فى هذه الاثناء .. سنتمكن من السلطة واقتصادها وسنعتقل مناضليكم واحدا بعد الاخر ... اصدرنا قانون الصكوك واقليم قناة السويس وسنصدر التظاهر والجمعيات ... الخ وانهمكوا انتم فى جمع التوقيعات ولاتتساءلوا ماذا ستفعلون بها ذلك ؟ لاننا وقتها سنكون قد تمكنا من رقابكم بالفعل !
القوى الثورية تخرج من وهم الى وهم منذ 25 يناير وحتى الآن والمصيبة أن يروج الاوهام من يفترض بحكمتهم ونضجهم الثورى ان يكونوا قادتها الفكريين والسياسيين . كم دعوة للاضراب العام والعصيان المدنى والاعتصام حتى رحيل النظام والمحاصرات والزحف والانذارات الاخيرة واسقاط الدولة -- فى فيديوهات -- وحمل " السلاح " دفاعا عن الدولة المدنية - والارجح ان القائل لايملك حتى مطواة قرن غزال -- النزعة الحركية الشكلية ومفاهيم واساليب نضال البورجوازية الصغيرة ستهلك الثورة بتبديد زخمها جمع التوقيعات من أجل إزاحة مرسى وإجراء انتخابات رئاسية جديدة , أو الاطاحة بالرأسمالية الاسلامية الاخوانية القمعية ومناصريها تكريس للتلقائية , والنزعة الاصلاحية , وغياب الهدف الثورى : الاطاحة بوسائل وادوات ثورية . فلن تقتلعوا سلطة بالتوقيعات , ولابالاعتصام المفتوح فقط أو حتى الاضراب العام مالم تطوروه فى وجهة أعلى . بعد عامين ونصف من تجربة هذه الاساليب الاصلاحية والشعبوية التى نستنكرها علنا ونؤيدها ضمنا الاترون ماينقصنا بعد ؟؟؟؟هى وهم محض وجهد وطاقة مبددة مثلها فى ذلك مثل محاولة ازاحة مرسى من مقعده ومعه الاخوان بحكم قضائى من المحكمة وهى لاترتبط بأية أفق ؟ ماهى هذه الجدوى السياسية التى لاترتبط بتحقق الهدف فعليا !!حين يحتل لص بيتك مستخدما اسلحته لاجبارك على بقاءه ويدعوك احدهم لجمع توقيعات لاخراجه عارفا بأنك لن تجمع فى كل الاحوال مايكفى لاكراهة على الخروج لأنه فى أسوأ الاحوال يمكنه أن يجمع من التوقيعات اكثر مما يمكن ان تجمع وستدخل فى متاهة بعدها حيث ماذا بعد التوقيع فضلا عن انها لاتزيح لصوصا ولاتعيد حقا !!! ؟ بينما المطلوب شئ آخر حين يحتل بيتك عنوة فالمطلوب هو حشد الناس لاخراجه باستعمال الوسائل جميعا وخاصة الناجعة منها . المسألة هل يمكنك ان تزيح سلطة غاشمة بجمع توقيعات فقط ؟ الامران لايلتقيان ولايتكاملان لان احدهما مبدد للطاقة ومضلل لانه يروج وهما .لن ينال الثوريون السلطة بجمع التوقيعات ولابمقاضاة الرئيس فى المحاكم . المسألة فى ايهام الناس بامكان ازاحةمرسى واخوانه بالتوقيعات -- شئ جيد جذب اوسع دائرة للحركة ولتعميق الوعى السياسى ولكن تحت شعارات صائبة ومنتجة وثورىة .المخارج الثورية السليمة هى مانحتاجها وليس توهم المخارج وللأسف بتنا اساتذه فى الفن الاخير فن انتاج المخارج الاصلاحية والشعبوية متوهمين ان مجرد " الحركة بركة " وان الهدف وهو اقامة سلطة الثورة التى ستحقق مطالبها لاشئ .هزمت ثورات 1848 فى اوروبا كلها وقال انجلز بعدها - مامن شئ يمكن ان نفعله غير ان نهيئ لنهوض جديد - وكذلك الحال مع ثورة 1905 - اما ماوتسي تونج فكان يقول -- ان لم تخنى الذاكرة - هذه مجرد الهزيمة ال16 - فلابد من ان نتحلى بتفاؤل الثوريين بوعى ماحدث واستخلاص الدروس !والتقدم للنهوض من جديد ! (كتب فى مايو 1913 )