القدس وفلسطين في مرحلة خطيرة


ابراهيم حجازين
2021 / 5 / 13 - 01:08     

كما قلنا أن قادة الكيان أقدموا على محاولة وضع اليد على المسجد الأقصى والسيطرة على حي الشيخ جراح لوضع خارطة القدس ضمن مخرجات صفقة القرن موضع التنفيذ وإعلان الانتصار النهائي، التي لا تعارضها إدارة بايدن، فالصفقة تقع في صلب السياسة الأمريكية سواء كانت الإدارة ديمقراطية أو جمهورية، وهذا توافق مع رغبات نتنياهو الشخصية ومع مخططات قادة المنظمات الاستيطانية، فاقدمت الحكومة وأجهزتها ومليشياتها الرسمية وغير الرسمية على تنفيذ خطتها التي تابعناها يوم بيوم، إلا أن صمود أهل القدس وبسالتهم ومواجهتهم لاعتى قوة غاشمة اربكت الصهاينة الذين تقدموا دون تردد أو خوف من إدانات دولية أو تحدي عربي على الاعتداء بوحشية غير مسبوقة على المصلين والصامدين وحماة المسجد الاقصى في اليوم المقرر لإعلان بسط السيطرة النهائية على الأقصى والحي السكاني وإعلان انتصارهم في مسيرة يوم الوحدة، وكان الصمت العربي والدولي سيد الموقف. والنبيه المحنك يدرك انه لا بد من كسر الصمت والسلسة التي أصبحت تلتف حول أعناق الجميع.
عديدون لأسباب سياسية وتنافسية غضوا النظر عن هذه اللحظة الحاسمة والحقيقة المدوية في مرحلة الصراع والتي كان من المؤكد أن تصبح منعطفا تاريخيا في مسيرة النضال الفلسطيني... فكان لا بد من نقل المعركة إلى مستوى أقصى بالتهديد بوقف العدوان على القدس والا...، ومن هنا جاءت الخطوة الممهدة لها بالتحذير وقصف عصابات الاستيطان ومليشيات نظام الابرتهايد الصهيوني بالصواريخ، وهكذا أخذ الصراع صورته الحقيقية، شعب رازح تحت الاحتلال يكافح من أجل تحريره ويحافظ على مقدساته.
كأن من مصلحة نتنياهو التصعيد لحماية نفسه ونهجه في خضم صراع سياسي كان متوقعا أن ينهي مسيرته السياسية. في الجوهر كانت التوافق على إشعال الأزمة أمريكي "إسرائيلي" رسمي وشخصي و كذلك استيطاني، وجاء القصف الصاروخي من قبل المقاومة واستطاع أن يقلب المعادلة واخفق يوم المسيرة واعلان الانتصار واصبح الكيان هدفا للقصف في وضع لا سابق له طوال الصراع العربي الصهيوني..
حاول نتنياهو أن يوسط مصر قبل تصعيد الأمس وبعده حافظا على الذات وتلمسا لصيرورة مستقبلية يتلوى الكيان منها رعبا، وكان سيوافق على هدنة تحفظ ماء وجهه وتبعد عن الكيان مألات خطيرة في المستقبل، لكن المقاومة رفضت واعلنت انها مستعدة للاستمرار في التصعيد مقابل التصعيد لفرض شروط كان الكيان يناور حتى لا يطبقها ولو سبق ووافق على بعض منها في سياقات سابقة.
إصرار المقاومة على شروطها دفع بالولايات المتحدة لتبني مقولة " حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها " والزم حلفائه الغربيين بها الذين رددوها كببغاوات غبية، أقدمت الولايات المتحدة على ذلك لتحقيق عدة أهداف منها؛ استعادة الكيان الصهيوني قدرته على الردع واملاء ظروف مناسبة لتوليد زخم للعودة الى فرض خارطة صفقة القرن المخصصة للقدس، من هنا جاء الضوء الأخضر الأمريكي لنتنياهو بالقصف العنيف لغزة وتمديد فترة القتال لمدة قد تطول.
تأكد ذلك بتصريح عاموس يادلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسبق قبل هذا المساء للقناة ١٢ الاسرائيلية حيث أدلى ان البيت الابيض قد اعطى اسرائيل مهلة ٢٤ ساعة لانهاء المهمة في غزة ووقف اطلاق النار، واضاف ان المدة قد تتمدد ل ٤٨ ساعة خاصة بعد صور اطفال سديروت.
ويشير هذا التصريح انه من المتوقع ان ترفع الة الحرب الاسرائيلية من سقف التدمير في غزة خلال ال ٤٨ ساعة القادمة.
المقاومة متوقعة هذه التطورات أشارت انها ستصعد بالمقابل من القصف وسيشمل مناطق اخرى الذي دفع العدو إلى رفع مستوى الاستعداد في مناطق جديدة ومنها إيلات.
نحن في مرحلة حاسمة تتطلب حشد كل امكانات قوى المقاومة التي تحتاج للدعم المحلي والعربي وهذا يتأتى برفع سوية التحركات الشعبية في كل البلدان العربية إلى الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف حاسمة اكثر في مخاطبة الحكومات الغربية وبالأخص الولايات المتحدة والانفتاح على محور المقاومة وهي القوة الأساسية الداعمة للشعب الفلسطيني.
الاردن من مصلحته رد الهجوم الإسرائيلي على اعقابه وافشال مخططه بالقدس حفاظا عليها وتأكيدا على وصايته على المقدسات فيها، وهذا يحتاج إلى مزيد من الانفتاح وتنويع الصلات مع دول الاقليم وتمتين جبهته الداخلية بالسير على خطى الإصلاح الذي يقبل به الشعب وقواه الحية.