بيان غرّة ماي 2021 للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : لتسقط جمهوريّة إيران الإسلاميّة الفاشيّة ! تحيا جمهوريّة إيران الإشتراكية الجديدة !


شادي الشماوي
2021 / 5 / 12 - 23:58     

جريدة " الثورة " عدد 699 ، 10 ماي 2021
https://revcom.us/a/699/down-with-the-fascist-islamic-republic-of-iran-en.html

في غرّة ماي 2021 هذه ، اليوم العالمي للعمّال ، إليكم بياننا إلى جميع المقاتلين ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة :
تصف جمهوريّة إيران الإسلاميّة نفسها بأنّها " ثوريّة " إلاّ أنّها في الواقع منذ بدايات إعتلائها السلطة ، طفقت تقمع قمعا دمويّا الثوريّين الحقيقيّين . و قد إستخدمت كلمة " ثورة " لخداع الجماهير و تضليلها لأجل إخفاء طبيعتها الفاشيّة الحقيقيّة ، شأنها في ذلك بالضبط شأن هتلر الذى إستخدم كلمة " الإشتراكي" في إسم حزبه الفاشيّ ليجلب إليه بعض العمّال و الجماهير من الشعب الألمانيّ.
الجمهوريّة الإسلاميّة نظاام فاشيّ دمج الدين و الدولة و قوانينه تستند إلى شريعة القرآن . و الفاشيّة تعنى الإستهانة بحقوق الشعب . و تعنى إطلاق النار على العمّال المضربين و رمي المهاجرين الأفغانيّين بالرصاص إن دخلوا غيران أو خرجوا منها ، أو قتل المهرّبين للوقود ( المعروفين بالسوقبران) أو المهرّبين للسلع ( المعروفين بالكولبران ) عبر الحدود لمجرّد البقاء على قيد الحياة(+) كما تعنى الفاشيّة سجن النساء لمجرّد رفضهنّ اللباس الإجباري للحجاب . و تعنى خنق إبداع الفنّانين . و تعنى دوس حرّية التفكير و التعبير . و تعنى الفاشيّة الهجوم على و قمع و قتل البهائيّين لأنّهم ببساطة يعتنقون الدين البهائيّ. و تعنى إقامة قوانين على محاكم تفتيش و إدانة اللادينيّين أو من يكون من الشيوعيّين.
لم يكن هذا النظام نظاما ثوريّا أبدا . إنّه نظام فاشيّ و معاديّ للثورة . فالثورة تعنى الإطاحة بكلّ الأفكار و العلاقات بين الناس القديمة منها و المتقادمة و رميهما في سلّة مهملات التاريخ.
و لفهم كيف يمكن لمجتمعنا أن يتغيّر تغيّرا نوعيّا ، كيف التخلّص من الجحيم الذى أنشأه هذا النظام الفاشيّ الذى يفرض نفسه على أكثر من ثمانين مليون إنسان ، للتحرّر من الميز السياسي و الإيديولوجي و الجندري و التمييز القومي و الفقر و الصعوبات الإقتصاديّة ، يجب أن ننهض ضد حملة هذا النظام الفاشيّ.
يجب أن نقاتل من أجل حرّية التعبير و حقّ الإحتجاج عامة ، و أن نقف ضد الهجمات على الشيوعيّة و الشيوعيّين بوجه خاص . يجب أن نوجد جوّا من الحقد و الغضب ضد قمع المعارضة و المعارضين لهذا النظام في المجتمع بأسره .
طوال القرنين السابقين ، وجّه العمّال حول العالم صفعات موجعة للرأسماليّة ، بأشكال متنوّعة ، و مع ذلك تمكّنت الرأسماليّة من الصمود و من تخطّى تلك الصفعات . و بالنتيجة ، إشتدّت الإنقسامات الطبقيّة و الإختلافات الإجتماعيّة و في بضعة عقود صارت مصابة بدوار قويّ الإندفاع بأشكال مريعة أكثر ممّا كانت عليه قبلا .
أنظروا إلى عالم اليوم : كيف أنّ مئات ملايين العمّال المهاجرين يبحثون عن أن يكونوا عبيدا لموطن شغل أو آخر ؛ كيف صارت مئات مئات ملايين النساء حجر زاوية ربحيّة مراكمة رأس المال في المعامل الهشّة في العالم ؛ و كيف أنّ الشرق الأوسط يحترق جرّاء حروب مدمّرة تخوضها الحكومات الرجعيّة في المنطقة من إيران إلى الباكستان إلى العربيّة السعوديّة و تركيا و إسرائيل و كذلك السلطات الإمبرياليّة .
أنظروا إلى أفغانستان . فلعقود كانت ساحة عدوان و إحتلال إمبرياليّين . و قد غزتها الولايات المتّحدة قبل عشرين سنة بتعلّة " تحرير النساء من طالبان " . و اليوم ، باسم " السلم و الأمن " ، تقيم الولايات المتّحدة إتفاقيّات مع طالبان و تتوحّد معها .
أنظروا إلى سير النظام الرأسمالي العالمي . فقد جلب هذا النظام المزيد من الفقر و الجوع و البطالة و الحروب و النزوح و الهجرة و الفاشيّة ، و العنصريّة و الأصوليّة الدينيّة . لقد أملى على الغالبيّة العظمى من الناس حول العالم العيش و هم فاقدون للأمل و يتملّكهم اليأس و منقسمين. و الآن يهدّد النظام الرأسمالي الإنسانيّة في بقائها على قيد الحياة و في وجودها ذاته بتدميرها للبيئة و تبعات ذلك .
أنظروا إلى جائحة فيروس كورونا – كوفيد-19. و قد ظهر من صميم و من طريق سير النظام الاجتماعي – الإنتاجي الإستغلالي و التدميري . لقد حوّل كلّ لحظة من لحظات حياة مئات ملايين الناس إلى جحيم و رعب على وجه الأرض .
في هذا الوضع ، يجب فهم التشديد العلميّ لبوب أفاكيان و يجب نشره نشرا واسع النطاق :
" أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه ، أو أسوأ منه، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة ! " .
و يعنى هذا أنّه لتغيير هذا الوضع ، نحتاج إلى العلم و المنهج العلمي . بالضبط كما لا يمكن لكوفيد19 أن يُجتثّ دول علم ، لا يمكن القضاء على الرأسماليّة دون علم الشيوعيّة . و معانقة هذا المعطى العلمي و التحرّك على أساسه هو الخطوة الأولى لإنجاز التغيير الثوريّ في النضال ضد نظام الجمهوريّة الإسلاميّة . بكلمات ماركس : " إذا ما تمّ إدراك الترابط مرّة ، فإنّ كلّ إيمان نظريّ بالضرورة الدائمة للشروط القائمة ينهار قبل إنهيارها في الممارسة . " [ رسالة ماركس إلى لودفيغ كوغلمان، سنة 1868 – الصفحة 244 من " مراسلات ماركس أنجلز " ؛ مصادر الإشتراكية العلميّة ، دار دمشق للطباعة و النشر 1981 ] .
الشيوعيّة علم أسّسه ماركس و طوّره أكثر بوب أفاكيان إلى علم أكثر تقدّما / تطوّرا : الشيوعيّة الجديدة . و للشيوعيّة الجديدة قوّة علميّة ضخمة ضروريّة لقيادة الموجة الثانية من الثورات الشيوعيّة و لن يكون ذلك كذلك إلاّ إذا كان هذا العلم في متناول آلاف و عشرات آلاف الناس و إذا تحوّل إلى مرشد لتفكير الناس و تصرّفاتهم.
لقد بدأت الموجة الأولى من الثورة الشيوعيّة مع ماركس و أفضت إلى إنتصار الثورة الإشتراكية في الإتّحاد السوفياتي ( 1917-1956) و تاليا في الصين ( 1949-1976) . لكن الثورتين إيّاهما قد هُزمتا بعد مدّة وجيزة و إعاد تركيز الرأسماليّة في هذين البلدين ما أطلق العنان للرأسماليّة لتصبح حتّى أكثر عدوانيّة عبر العالم بأسره . و قد ظلّ النظام الرأسمالي على قيد الحياة طوال بضعة العقود الماضية فما من ثورة إشتراكية أخرى قد حقّقت الظفر و معظم الحركات الإجتماعيّة تحوّلت إلى النشاط ضمن الإطار القائم لهذا النظام . و هكذا غدت الرأسماليّة حتى أكثر عدوانيّة و قساوة . و فتحت الأبواب الرأسماليّة على مصراعيها للتشديد الثأري و العدواني للإستغلال و الفقر. و قد إنقلبت و إلتفّت على كلّ مكاسب الثورات الإشتراكية الماضية بما في ذلك مكاسب حركات العمّال و حركات " المثقّفين " و حركات " تحرير النساء ".
و الأهّم ، أضحت تشويهات الشيوعيّة و تاريخ الثورات الشيوعيّة و معارضة الأحزاب الشيوعيّة الثوريّة ، أضحت من المناقب في الحقلين الأكاديمي و الثقافي . و كرّرت و درّست الحكومات أو السلطات القائمة بكلّ قوّة وسائل دعايتها أكبر الأكاذيب المعاصرة بشأن " التجربة الكارثيّة للإشتراكية و الشيوعيّة ". و كان ذلك بدرجة كبيرة بحيث أمست " معاداة الشيوعيّة " حركة دعائيّة قويّة .
في إيران ، ساند النظام التيوقراطي و جهازه الأمنيّ و مخابراته و وكالات محاكم تفتيشه مساندة حماسيّة هذا التراجع الفكريّ .و قد عوّضوا العلم و الفكر و الإكتشافات العلميّين بالإتّباع الأعمى للتطيّر و الجهل . و أمام هذا الوضع ن يترتّب علينا أن لا نتراجع كما يترتّب علينا أن نسرّع في تحدّى كلّ هذا الهراء . و يرتهن مستقبل الإنسانيّة بهذه المقاربة . و من الحيويّ و الملحّ أن نكون في مقدّمة الدفاع عن واقع الشيوعيّة ؛ و أن نستوعب الشيوعيّة الجديدة و نطبّقها و أن ننظّم أنفسنا و ننظّم آخرين – في إطار أحزاب و منظّمات في إيران و في غيرها من الأماكن الأخرى من العالم . هذا التوجّه وحده و هذه الديناميكيّة وحدها هما اللذان بوسعهما أن يعزّزا النواة و يوسّعا قوّة جميع الحركات الإجتماعيّة .
مبقين هذا في أذهاننا ، علينا ان نحوّل غرّة ماي و الأشهر التالية لها إلى حملة للتعريف بالشيوعيّة الجديدة و رفع راية " بيان و برنامج الثورة الشيوعيّة في إيران " و مسودّة " دستور جمهوريّة إيران الإشتراكيّة الجديدة " . و لننشر التمرّد و النضال ضد النظام الفاشيّ للجمهوريّة الإسلاميّة بمئات الوسائل الحكيمة و الحذرة ،و كما قال ماو تسى تونغ : " تتضمّن الماركسيّة آلاف الحقائق إلاّ أنّها جميعا تتكثّف في حقيقة واحدة : من حقّنا أن نثور على الرجعيّين ".
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) – 1 ماي 2021
-----------------------------
(+) هامش أضافته جريدة " الثورة " : لقد إضطرّ منتهى الفقر عديد الناس في إيران ، و معظمهم من الشباب ، إلى النشاط في الاقتصاد الموازي . للبقاء على قيد الحياة ، إنخرطوا في نشاطات خطيرة . على الحدود الشرقيّة مع الباكستان و أفغانستان ، هؤلاء السوقسبران يهرّبون المحروقات في سطل أو دلو و حاويات و عربات صغيرة إنطلاقا من إيران . و الكولبران هم أولئك الذين يهرّبون سلعا من العراق إلى إيران عبر جبال كردستان . و يتعرّض هؤلاء الرجال و النساء ،و الأكفال ذكورا و غناثا ، بإستمرار إلى الهرسلة و حتّى إلى القتل على يد حرس الحدود .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------