لبنان في قمة الخطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي

كريم مروة
2006 / 8 / 4 - 10:39     

العدوان الإسرائيلي يوحد اللبنانيين

ما الذي تريده إسرائيل من عدوانها على لبنان؟ هل تريد أن تهيئ لاجتياح جديد للبنان شبيه باجتياح عام 1982؟ هل تريد بالعشوائية والوحشية اللتين تدمر بهما المنشآت المدنية اللبنانية، جسوراً وطرقات ومحطات كهرباء ومطارات، أن تخلق فتنة تعيد إلى لبنان حرباً أهلية عبثية جديدة؟

إنها أسئلة حقيقية يطرحها اليوم اللبنانيون بأعلى الصوت، لكي يسمعها العالم كله. ورغم أنهم يميلون بأكثريتهم لتحميل المسؤولية عما جرى إلى حزب الله، فإنهم يؤكدون وحدتهم، بما في ذلك مع حزب الله، في مواجهة هذه البربرية الإسرائيلية التي بات يعرفها العالم في كل تاريخها. أليس المشهد الفلسطيني القديم الجديد يؤكد هذه البربرية؟ هل يستحق الفلسطينيون الطامحون إلى إقامة دولة لهم على أرض وطنهم، أن يعاقبوا على هذا الطموح في مثل ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية لهم، ومن تدمير منظم لمدنهم وقراهم؟

إن وحدة اللبنانيين اليوم في مواجهة هذه العدوانية الإسرائيلية هي الرد الصاعق على الأهداف التي تبغي إسرائيل تحقيقها من هذا النوع من العدوان على بلدهم.

إن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين ، والدمار الذي أصاب المنشآت العامة ، والحرائق التي تنبعث في أماكن عدة، والحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه إسرائيل على لبنان، هذه جميعها هي التي تجعل اللبنانيين ينسون خلافاتهم، ويؤجلون حساباتهم. وهي التي تجعلهم يتذكرون مآسي الأيام التي دفعتهم فيها خلافاتهم إلى تدمير بلدهم في حرب أهلية، سرعان ما تحولت إلى حرب الآخرين على أرضهم.

كلا. إن لبنان اليوم كله، واللبنانيين كلهم، هم أكثر وحدة من أي وقت مضى. ولن تستطيع إسرائيل أن تهز وحدتهم القوية هذه. إنهم جميعهم في خندق واحد ضد هذه البربرية الإسرائيلية المتجددة. ولن تنجح إسرائيل في منع لبنان من أن يبقى نموذجاً نقيضاً لنموذجها، نموذجاً راقياً للحرية والتعدد الديني والثقافي، ونقيضاً لعنصرية أولئك الذين يريدون إبقاء الشعب الإسرائيلي في غيتو شبيه بغيتوات العهود القديمة البغيضة.

حق لبنان في الحرية والسيادة والاستقلال

مرت على لبنان منذ الاستقلال ظروف صعبة وأحداث كبيرة، وحروب أهلية مدمرة. وكان على الدوام هدفاً من قبل بعض أشقائه وبعض أصدقائه، ومن قبل إسرائيل، لإدارة الصراعات ولتصفية الحسابات على أرضه. وقد دفع الشعب اللبناني ثمناً باهظاً لهذه الأحداث كلها، التي كانوا هم المسئولون عن وقوعها بسبب انقساماتهم الطائفية والسياسية والحزبية.

اليوم، وبعد تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وبعد انتهاء الوصاية السورية على لبنان، دخل هذا البلد الصغير الجميل المعذب في حقبة جديدة. وباتت الشروط التاريخية الجديدة ملائمة لانتقاله إلى هذه الحقبة. وهي حقبة تتميز في أنها تشكل بداية لتحرر اللبنانيين مما كانوا أسرى له في تاريخهم السابق، المتمثل بالانقسامات الطائفية خصوصاً، وبالانقسامات الأخرى، وبالصراعات حولها جميعاً. وقد عبرت عن هذا الطموح الكبير الجديد عند اللبنانيين انتفاضة الاستقلال التي خرج فيها مليون لبناني، حاملين العلم اللبناني، منشدين النشيد اللبناني، رافعين شعارات الحرية والسيادة والاستقلال.

عام ونصف العام مرّا على دخول لبنان في هذه المرحلة الانتقالية. وكان عاماً صعباً على اللبنانيين. وكان من أكبر هذه الصعوبات وأشدها إيلاماً ، إضافة إلى الاغتيالات التي طالت تلك الرموز الوطنية الكبيرة، المحاولات الحثيثة من قبل القيادة السورية في إبقاء الانقسامات والصراعات القديمة بين اللبنانيين وإذكائها، من أجل منع لبنان من العبور من هذه المرحلة الانتقالية إلى الحقبة الجديدة في تاريخه. وهي الحقبة التي يستعيد فيها لبنان وحدته الحقيقية كياناً وشعباً ودولة ومؤسسات، وأن تستعيد فيه الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تميز بها دائماً، دورتها الطبيعية. ذلك أن لبنان كان قد فقد خلال العقود السابقة من الحرب الأهلية ومن الوصاية السورية مقومات الوطن الحقيقي. وفقدت الدولة ومؤسساتها مقومات الدولة المدنية الحقيقية. وفقد فيها المجتمع وفقدت فيها مؤسساته الدور الذي يعود له ولها في حياة لبنان.

ألم يحن الوقت، بعد أن تأخر كثيراً، لكي يمارس لبنان حقه في الحرية والسيادة والاستقلال، أسوة بسائر دول العالم؟ هل يصح أن يبقى في عذابه الدائم، وفي الآلام والمآسي التي لا حدود لها، التي تأتيه من داخله ومن خارجه؟ ألا يستحق أن يساعد من قبل الأشقاء ومن قبل الأصدقاء في العالم لكي يحقق شعبه الطموح العريق عنده في أن يكون، تكريساً لتقاليده القديمة، واحة للحرية والديمقراطية في المنطقة، وملتقى تاريخياً للثقافات جميعاً، في الشرق والغرب؟

إننا كلبنانيين نصرّ على أن نذهب بكل طاقاتنا إلى المستقبل وفي اتجاه هذه المهمات التاريخية على وجه التحديد. لكننا ملزمون في هذه اللحظة العصيبة بأن نكون أقوياء في وحدتنا في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وفي التصدي لهذا العدوان البربري الذي يتعرض له بلدنا وشعبنا.

ماذا تريد سوريا وإيران من لبنان

لم يعد خافياً على أحد في لبنان وفي العالم أن سوريا، التي فرض عليها الشعب اللبناني مدعوماً من الشرعية الدولية أن تنهي وصايتها القسرية على لبنان، تستمر في العمل لممارسة وصايتها على هذا البلد حتى من خارج الحدود. لكن لهذه الوصاية أشكالاً مختلفة عن السابق. إنها تتخذ شكل عقاب للشعب اللبناني على قراره بإنهاء هذه الوصاية. ويتمثل هذا العقاب في منع لبنان من أن يستقر، ويستعيد عافيته، ويبدأ حياة جديدة في ظل الحرية والسيادة والاستقلال. أكثر من ذلك، فإن القيادة السورية، التي تتحمل سياسياً على الأقل المسؤولية عن الاغتيالات التي طالت رموزاً وطنية كبيرة من رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى المثقف اليساري سمير قصير إلى القائد السياسي جورج حاوي إلى الإعلامي جبران تويني، تريد أن تعرقل بكل الوسائل انعقاد المحكمة الدولية للتحقيق في تلك الاغتيالات واتخاذ القرارات في شأنها. إذ تخشى هذه القيادة السورية أن يحاسبها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي على ما فعلت في لبنان خلال فترة وصايتها عليه. وقد أوصلت القيادة السورية إنذارها إلى اللبنانيين مباشرة وبالواسطة، بأنهم سيدفعون الثمن غالياً لقرارهم بإنهاء هذه الوصاية التي دمر فيها السوريون مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وأثاروا كل أنواع العصبيات الدينية والحزبية والعائلية بين اللبنانيين. وكان هدفهم في كل ذلك إظهار أن اللبنانيين عاجزون وقاصرون عن حكم نفسهم بنفسهم، وأنهم بحاجة إلى هذا الوصي الجار الشقيق الأكبر، وبشروطه.

ويشكل موقف القيادة السورية من مزارع شبعا نموذجاً لما ترمي إليه في تهديداتها للبنان. إذ هي تصر على عدم تقديم خريطة تثبت لبنانية هذه المزارع، التي احتلت في عام 1967، باعتبار أنها كانت محتلة من قبل سوريا منذ أربعينات القرن الماضي. وكانت الحكومات السورية المتعاقبة ترفض إعادتها إلى السلطة اللبنانية. بل إن القيادة السورية ترفض كل ترسيم للحدود مع لبنان، وترفض إقامة علاقات دبلوماسية أسوة بما هو عليه الحال بين كل البلدان العربية. وهو الأمر الذي يؤكد استمرار الأطماع السورية بإبقاء لبنان ملحقاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً وفي كل المجالات بسوريا. وهي إذ تصر على هذا الموقف بجوانبه المختلفة فإنها تحاول أن تحرض اللبنانيين بعضهم على بعض من أجل أن تصطنع فتنة جديدة وحرباً أهلية جديدة. وهو ما لن تستطيع تحقيقه. وهو ما يدل عليه موقف اللبنانيين الموحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له بلدهم في هذه الأيام.

لكن الغريب في موقف السوريين هو أنهم، في الوقت الذي يريدون إبقاء لبنان ساحة صراع داخلي وساحة صراع مع إسرائيل بعد تحرير أرضه من الاحتلال بالمقاومة وبالصمود، فإنهم يقيمون هدنة طويلة مع إسرائيل، وينسون أن لهم أرضاً كبيرة (الجولان) بحجم مساحة لبنان، ما تزال تحت الاحتلال. بل إنهم يريدون أن يوهموا الشعب الفلسطيني بأن لبنان هو البلد الوحيد المؤهل للتضامن معه، نيابة عن العرب جميعاً وعن سوريا على وجه التحديد. وهو الأمر الذي لم ينخدع به الفلسطينيون الحريصون على استقرار واستقلال لبنان، والأوفياء لدوره ولتضحياته الجسيمة في الدفاع عن قضيتهم.

لكن الأكثر غرابة في ما نشهده من مواقف في هذه اللحظة بالذات هو أن إيران، التي تساند سوريا في كل مواقفها، تتخذ إزاء لبنان الموقف ذاته الذي تتخذه سوريا.

إن السؤال الكبير الذي يطرحه اللبنانيون، ويطرحه أصدقاء لبنان في العالم، هو التالي: هل يريد السوريون والإيرانيون أن يجعلوا من لبنان ساحة لصراعهم مع خصومهم، أميركيين كانوا أم إسرائيليين، ويجنبوا بلديهم تبعات هذا الصراع؟

لا نعتقد أن اللبنانيين سيقبلون بأن يدفعوا إلى هذا المصير قسراً. ولا نعتقد أن العالم سيقبل في أن يستفرد لبنان من قبل إسرائيل، وأن يستخدم كساحة للصراع بين الصغار والكبار، حول مصالحهم هم، وضد مصالحه هو.

الخطأ الذي وقع فيه حزب الله

لا جدال في أن حزب الله قد لعب دوراً أساسياً في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، رغم أن دوره هذا كان مكملاً لدور قديم سابق عليه قام به الشيوعيون اللبنانيون، منذ ستينات القرن الماضي. وكان لسكان الجنوب اللبناني في صمودهم في أرضهم وبتضحياتهم الجسيمة الدور الأول والأساسي في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الذي انفرد فيه لبنان في العالم العربي جميعاً. وقد أجمع اللبنانيون من مختلف الاتجاهات السياسية، ومن كل المواقع، على تقدير هذا الدور في تحرير الأرض لحزب الله، وللمقاومة بكل تياراتها، ولسكان الجنوب في قراهم ومدنهم.

غير أن إصرار حزب الله على المحافظة على سلاحه، والتمسك بدور المقاومة، بعد تحرير الأرض، لم يكن مفهوماً من قبل أكثرية اللبنانيين. وأثار هذا الموقف جدلاً كبيراً، في المرحلة التي بدأ ينتقل فيها لبنان من الوصاية السورية إلى السيادة والاستقلال والحرية التي كان يفتقدها منذ عقود. ورغم أن جميع اللبنانيين يجمعون على النضال من أجل تحرير مزارع شبعا واستعادة الأسرى من سجون إسرائيل، إلا أنهم يعتبرون أن لكل مرحلة من النضال شروطها وأشكالها وأدواتها المختلفة. وهم يستندون في ذلك إلى تجاربهم وإلى تجارب الشعوب الأخرى التي واجهت في تاريخها ما واجهوه في تاريخهم. واعتبروا أن المهمة الراهنة بعد تحرير الأرض من الاحتلال وبعد التحرر من الوصاية السورية هو أن يعملوا جميعهم على أن تستعيد الدولة دورها الذي كان مغيباً، وأن تستعيد مؤسساتها المهمات الموكلة إليها، ولاسيما المؤسسة العسكرية التي يوكل إليها الدستور الدفاع عن الوطن كمهمة لا يشاركها فيها أحد.

ألم يكن هذا هو ما حصل في فرنسا بعد التحرير؟ ألم يقف موريس توربز إلى جانب شارل ديغول ليعلنا معاً انتهاء الدور المجيد للمقاومة وبدأ الدور الحقيقي للدولة؟

لقد تشكلت هيئة الحوار الوطني من الكتل النيابية للبحث في القضايا المتصلة بالمرحلة الانتقالية الجديدة في هذا المنعطف الجديد في تاريخ لبنان. واتخذت هذه الهيئة قرارات مهمة بمسؤولية عالية. وكان من المفترض أن يستكمل البحث في موضوع سلاح المقاومة في اجتماعات لاحقة. هنا، بالذات، يطرح السؤال الكبير: لماذا اختار حزب الله هذه اللحظة بالذات لكي يقوم بخطف الجنديين الإسرائيليين بحجة المبادلة مع الأسرى اللبنانيين؟ لماذا تجاوز هيئة الحوار وقراراتها والمهمات التي وضعتها أمامها حول ما ينبغي عمله في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان؟ لماذا قرر حزب الله منفرداً إدخال لبنان في حرب لا يعرف مداها، من دون اللبنانيين جميعاً، وفي تجاوز لا مثيل له للدولة اللبنانية التي يشارك حزب الله في حكومتها؟ لماذا غامر في وضع لبنان والمنطقة في هذا الوضع الخطير؟

إن هذه الأسئلة التي تطرحها أكثرية اللبنانيين إزاء ما قام به حزب الله تشير إلى أن هذا الحزب قد ارتكب خطأً فادحاً تجاه بلده وشعبه. لكن السؤال الآخر الذي يستتبع هذه الأسئلة هو: هل هذا القرار الذي اتخذه حزب الله هو قرار خاص به، أم هو قرار اتخذه عنه سواه من خارج الحدود، وفرضوه عليه، ولأية أهداف؟

لكن النقاش مع حزب الله مؤجل إلى أن ينتهي العدوان. والمهمة الآن أمام جميع اللبنانيين هي استمرار وحدتهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي وهي الدفاع عن لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات.

أنقذوا لبنان

من العبث الحديث عن دور للبلدان العربية في إنقاذ لبنان من محنته ومعاناته في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له. فهي موزعة بين من يتواطأ عليه انتقاماً من رغبة وإرادة شعبه في استعادة حريته وسيادته واستقلاله، وبين من يتضامن معه في الشكل ويعجز عن فعل أي شيء، وبين من يقف محايداً يتفرج على ما يجري كما لو أنه غير معني به. فهي جميعها، برغم العدد الكبير سكانها، وبرغم الغنى الفاحش لثرواتها، وبرغم ضخامة ترسانتها العسكرية وعديد جيوشها، ضعيفة ومتخلفة ومتخاصمة فيما بينها ومفككة مجتمعاتها.. وهو واقع وضعتها فيه أنظمتها الاستبدادية التي تتحكم بها منذ عقود. ولذلك فهي أعجز من أن تقدم العون للبنان في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي، مثلما كانت عاجزة دائماً عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مراحل نضاله القديم والحديث. وتخلت، بفعل عجزها هذا، حتى عن تقديم الدعم المالي للشعبين الفلسطيني واللبناني، من عائدات أموال النفط المبددة، ومن الأموال التي ينهبها حكام هذه البلدان من ثمرات تعب وعرق وجهد شعوبهم.

إن أنظار اللبنانيين تتجه اليوم إلى المجتمع الدولي، إلى أوروبا وإلى شعوب العالم وأممه في الشرق والغرب، إلى الشرعية الدولية الممثلة بالأمم المتحدة وبمجلس الأمن الدولي. إنها تتجه إليهم جميعاَ من أجل العمل لإنقاذ لبنان وشعبه مما هما فيه من محنة ومن عدوان.

هل يعقل أن يقف العالم كله محايداً إزاء ما يتعرض له هذا البلد الصغير الضعيف من عملية تدمير منظمة لبناه التحتية ولمنشآته ولمؤسساته، ومن حصار جوي وبحري وبري، ومن قتل عشوائي لعشرات المدنيين في منازلهم وعلى الطرقات العامة؟

أليس عجيباَ في هذا العصر أن يترك شعب وبلد لمصيرهما تتحكم به قوى من هنا وقوى من هناك، في اتجاه عبثي نحو الموت والدمار؟

إن من حق اللبنانيين على شعوب العالم وأممه وعلى الشرعية الدولية بالتحديد، أن تجند بكل طاقاتها وبكل ما تملك من إمكانات وقدرات في كل المجالات للوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية الممثلة للبنانيين جميعاً والمعبّرة عن مصالحهم ومطامحهم وعن آلامهم وآمالهم. إنهم مدعوون جميعهم إلى تقديم كل الدعم للحكومة اللبنانية، فيما تعجز عن تحقيقه من مهمات تضمنته بياناتها الأخيرة، إذا لم يتوفر لها هذا الدعم. وهي مهمات وطنية يعود للحكومة اللبنانية وحدها تحقيقها من دون الآخرين جميعاً، من داخل البلاد ومن خارجها. وأولى هذه المهمات وأكثرها إلحاحاَ يتمثل في تمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كامل أراضي البلاد، وتمكين مؤسساتها المدنية والعسكرية جميعها من ممارسة مهماتها من دون عوائق من أي نوع. إن الحكومة اللبنانية هي وحدها التي تملك الحق في الإمساك بكل القضايا ذات الصلة بتحقيق السيادة اللبنانية وبالنضال لاستعادة الأرض المحتلة، وباستعادة الأسرى من سجون إسرائيل.

إنه نداء من الأعماق يصرخ به اللبنانيين في وجه العالم جميعاً:

أنقذوا لبنان.

22 يوليو 2006.