تونس : الشعب في مواجهة حكومة -الحرب ضد الوباء-


سفيان بوزيد
2021 / 5 / 11 - 03:27     

تتحدث الحكومة دائما أنها في حالة "حرب" ضد فيروس الكورونا و تدعو لزوما الشعب الى التعبئة العامة و حتى انها استعملت القوة الامنية و العسكرية لفرض اجراءات مجابهة الانتشار التصاعدي للفيروس.
فرئيس الحكومة في تصريحاته المتواترة و استعماله لمفهوم "أننا في حرب" يسعى لتحقيق اجراءات اكثر صرامة .
اعتقد ان ما تسوق له الحكومة ليس الا حربا وهمية و لاعلاقة لها بالواقع الموضوعي فهل ان عدد الشهداء في حربنا ضد الاستعمار الفرنساوي , و ضحايا الملاريا و الطاعون سيكون اكثر ? و بل ان عدد ضحايا الحرقة من مفقودين و موتى منذ الثورة يتجاوز ما تعلنه الحكومات المتعاقبة منذ الثورة.
فالمشيشي و من قبله الفخفاخ اعلانهما لحالة الحرب ضد الوباء هي لفرض حدث خطير يتهدد المجتمع و استمراريته و في بعد آخر هي قاعدة لتحميل المسؤولية للمواطنين في ظل فشل ذريع في حملة التلاقيح و فساد منظومته و التلاعب به و مع اهمال فظيع للقطاع الصحي و تضارب الاجراءات و التصريحات.
لا ريب ان تصريحات المشيشي " اننا في حالة حرب" تتضمن دعوة لغض الطرف عن الانقسامات السياسية الحالية و الصراع المحتدم بين المؤسسات التنفيذية و التشريعية و فعلا قد نجح المشيشي في لملمة الوضع على اساس انه لا مضيعة للوقت في خلافات حزبية.
اعتقد اليوم ان اجراءات الحجر الصحي الشامل الذي فرضته الحكومة فرضا على شعبها بقرار أحادي الجانب , دون تشاور مع منظمات المجتمع المواطني و خاصة دون تشريك اصحاب المهن الحرة المتروكين لمصيرهم في مقابل تحقق المؤسسات المالية و البنكية و المساحات التجارية الكبرى و القطاعات الصحية الخاصة ارباحا خيالية دون اي ضرائب تضاف عليهم و دون اي مساهمة منهم في المجهود الوطني لمجابهة الجائحة.
كما ان التناسب بين خطورة الوضع الوبائي و ثقل قرارات السلطة السياسية على المواطنين من قطع لارزاقهم و الحد من حرياتهم و خيارتهم نرى نتائجه من عصيان يشمل تقريبا كافة القطاعات و تفاقم فقدان الثقة المشروخة بين اصلا بين المواطنين و الحكومة و مزيد قناعتهم بانها في خدمة بارونات على حساب المفقرين.
ان الازمة الوبائية الحالية اثبتت ابعاد عديدة :
-الضعف التواصلي للحكومة غطت عليها بانها في "حالة حرب"
-ضعف ادارة الازمة نتيجة لضعف ديمقراطياتنا و فسادها فلو ان ديمقراطيتنا كانت فاعلة و تشاركية لكانت القرارات اكثر شعبية و اكثر التزاما من لدن المواطنيين و لعل الانموذجين الكوري الجنوبي و التايواني يؤكدان هذه النظرية علما اننا في تونس كنا تقريبا مع هذاين البلدين متساوين في كافة المستويات في سنوات الاستقلال .
-ارتهان القرارات الحكومة التونسية للغرب خاصة فرنسا التي اثبتت فشلها الذريع في مجابهة الجائحة بدليل حجم الوفيات و تفشي العدوى , كما ان الخطأ السياسي المتكرر هو ان الدولة دوما قرارتها صحيحة و تعرف ما تفعله افضل من السكان لانهم "اغبياء"
-صحيح ان الجائحة و الاوبئة تخضع في جانب منها لسلطة العلم لكن محاربتها تخضع للسياسي بالدرجة الاولى

هذه وريقات بحث و ملاحظاتي حول قرارات الحكومة خاصة الاخيرة في انتظار تعميقها و مزيد تحليلها.