الأمير محمد بن سلمان و أحاديث الآحاد


صباح ابراهيم
2021 / 5 / 9 - 20:04     

رغم ان المملكة العربية السعودية هي منبع الإسلام السلفي المتشدد منذ مئات السنين، وقد كانت منبع الحركات الإرهابية وتأسيس ودعم منظمة القاعدة وابنتها داعش، إلا أن الله لا يغير ما بقوم ما لم يغيروا ما بأنفسهم .
لقد دارت الدائرة على شيوخ السلفية والوهابية في مملكة آل سعود بتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وقيادة المملكة نحو الحداثة والتغيير واللحاق بالأمم المتحضرة بعد لقاءات سياسية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. فقد أمر ولي العهد بإلغاء عمل عصابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تروع الناس وتحكمهم بقوة الاستبداد الديني . وأمر بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في شوارع المملكة . وأدخل وسائل الترفيه الاجتماعي وفتح دور السينما والمسارح وإقامة حفلات الغناء والطرب والموسيقى التي كانت من الممنوعات سابقا، وقد أقبل عليها السعوديون رجالا ونساء بكل لهفة واشتياق . كما استضافت المملكة حلبات المصارعة الحرة الأمريكية في المدن السعودية . ولم يستطع اي فحل في من فحوا الوهابية فتح فمه بالأعتراض، لأن الأمير محمد بن سلمان القى في السجون كبار المتشددين منهم ، فألجم لسانهم الطويل .
الآن جاء دور تنقيح وتصحيح كتب التراث الإسلامي التي كتب فيها فقهاء الدجل كل ما تخيلوه من الخزعبلات والأساطير، وحشو كتب السيرة والتفسير بأحاديث الآحاد الغير متصلة السند والغير موثوق من صحتها . ووضعوا فيها كل حديث مكذوب وموضوع و منصوب و مرفوع ، وبنوا عليها أحكاما سببت الكثير من الأذى للمسلمين ، ولم يجروء اي فحل فيهم الاعتراض عليها رغم انهم يعترفوا انها أحاديث وضعها رجال غير ثقات وكذابون . إلى ان جاء المنقذ القوي ولي العهد الذي لا يجروء أحد الوقوف أمامه والاعتراض على أوامره . وألغى تلك الأحاديث الآحاد، ونظرا لضرورة مراعاة السياسة القوية مع مملكة آل سعود فقد سارع شيخ الأزهر للموافقة على كلام الأمير محمد بن سلمان . وغمز من قناته بالموافقة والإيجاب .
لقد اخرست تصريحات محمد بن سلمان كبار وصغار من يسمون أنفسهم بعلماء الدين وقادة الفتاوى في المملكة وأساتذة الفقه ، و بلعوا ألسنتهم وصمتت افواههم ولم يجرؤ أحد منهم ان يعترض على ما قاله الأمير القوي من أبناء الأسرة الحاكمة . لأن القوة الحاكمة لها مفعول أقوى من فتاوى أصحاب اللحى الطويلة والزبيبات السوداء وأصحاب الدشاديش القصيرة .
الان جاء الدور على مشيخة الأزهر والمراجع الدينية الكبيرة في السعودية لتصحيح خزعبلات كتاب (أخطاء البخاري) وما شابهه من الكتب الغير صحيحة المليئة بالأخطاء وحتى أحاديث تسيء لنبي الإسلام نفسه وتعتبره رجلا شهوانيا يبحث عن ملذاته الجنسية بشكل شره. و يطوف على نسائه يجامعهن كلهن بليلة واحدة بغسل واحد !!
تلك الأحاديث المنقولة من فلان عن علان دون أي توثيق مكتوب بعد مائتي عام من وفاة قائل تلك الأحاديث والتي تخرج الأرهابيين من مشيخة الأزهر ومساجد السعودية بالآلاف سنويا .
ومن الطبيعي ان يتخلل هذه الأحاديث المنقولة شفهيا عبر آلاف الأشخاص اضافات وتأليف و تغيير وحذف ، والإمام البخاري نفسه اختار من بين مئات الاف الأحاديث ما يناسبه لأنه لم يقتنع بصحة جميع ما سمعه فكان يشك بصدق مصدرها . .
فهل ستستمر عجلة التصحيحات وتنقيح الإسلام من الخزعبلات التي أساءت إليه أكثر مما نفعته ؟