الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! 1


مهند البراك
2021 / 5 / 8 - 00:26     

فيما يقترب موعد الانتخابات و تتصاعد التحضيرات لإجراءها، تزدحم وسائل الإعلام من لقاءآت مع وزراء سابقين و مسؤولين حكوميين و نواب كبار في فضائيات، الى اخبار صحف محلية و دولية ذات شأن . . لتكشف حقائق مذهلة عمّن يحكم العراق فعلياً الآن و عمّا يجري على صعيد التهيئة و اجراء الإنتخابات القادمة . .
في وقت تستعد فيه المملكة المتحدة لإرسال اكبر حاملات طائرات لديها " اليزابيث " الى الشرق الأوسط لدكّ مواقع داعش الإجرامية التي بدأ نشاطها يتصاعد و يهدد المنطقة و العالم من جديد الآن، وسط محاولات لمنظمات دولية لإرجاع الآلاف من عوائل داعش من مخيم الهول السوري الشهير الذي اشتهر بتهيئة اجيال جديدة من الإرهابيين.
في حالة تزداد تأزماً و تصاعداً، من اليمن الى سواحل البحر المتوسط، و كأن المنطقة تعيش على برميل بارود يكتمل و ينتظر حدوث اية شرارة لينفجر، تعوّل جماعات ارهابية (سنيّة) و (شيعية) على ماتقوم به جماعات الكاتيوشا و داعش لتفجير المنطقة من جهة و لإلغاء الانتخابات العراقية من جهة اخرى، في تناغم و تخادم كما يصفه مراقبون، بعد ان ظهر واضحاً ان ايران تحتضن بقايا القاعدة و داعش الإرهابيّتين، كتصرف (انساني) لدولة، على حد تعبير اكثر من ناطق اعلامي ايراني في وصفه لها على الفضائيات، اثر فضيحة اغتيال نائب رئيس منظمة القاعدة و هو يتمشى مع زوجته في احد شوارع طهران .
فعلى صعيد النهب و تنوّع المصالح الضيّقة للقوى الحاكمة و الفاعلة في الحكم و تخادمها لتحقيق مصالحها الأنانية، و انتشار الفساد الذي شرّعت له و قامت و تقوم به تلك القوى و الكتل من امور صارت معروفة بعد ان اوضحها اكثر من مسؤول في السابق، اوضح وزيرا الموارد المائية الشمري و الكهرباء الفهداوي السابقين، في برنامج " نفس عميق " اواخر نيسان 2021 على قناة دجلة الفضائية . .
اوضحا كيف ان البلاد تقاد من عدد لايتجاوز الالف من وسطاء متفاهمين، داخليين و اقليميين و دوليين و من مختلف القوميات و الاديان و الطوائف و قد جرى تداول عدد من اسمائهم في اروقة الحكم، و تداول مستوياتهم الدراسية التي تتراوح بين الابتدائية و المتوسطة من الـ 2000 شخص الذين جرى تعيينهم على الدرجات الخاصة زمن المالكي، و جرت (تسوية) اوضاعهم في الدورة الثانية له بعد الفضيحة المدويّة لتعيينهم، على حد السيد الشمري، و صاروا يتحكمون بامور البلاد في تعامل مع العراق كماكنة لشفط الاموال فقط . .
و هم يشكّلون كارتيلاً اقتصادياً غير معلن باجهزته المتنوعة الادارية و الفضائية، كارتيلاً يسيطر على الوزارات و مؤسسات الحكم و يديرها، كترابط بين كبار الفاسدين في الحكم من جهة، و المافيات الدولية و الإقليمية و منظمات الإرهاب الإجرامية المتنوعة من جهة اخرى . . على اساس تخادم خطير لتحقيق ارباح اسطورية اكثر او للحفاظ عليها و استثمارها . . ترابطاً سريّاً لابد منه بين السراق الكبار الموزعون على الكتل الحاكمة و بين السوق السوداء العالمية و جهات تبييض الاموال في مختلف الدول.
و للتأكيد على ذلك يشير متابعون الى قضية حجي حمزة الذي يبيض الاموال للكتل الحاكمة، و صارت الاتهامات له كقضية قانونية ضد صالات القمار الضالعة بعمليات تبييض الاموال، القضية التي أُغلقت و طواها النسيان بقدرة قادرين !!
و يشيرون الى الفضيحة المدوية الأخيرة في الدانمارك في وفاة السيد عدنان الاسدي النائب عن كتلة دولة القانون، حيث جمّدت الشرطة الدانماركية ثروة الاسدي البالغة 150 مليون يورو باتهام التهرب الضريبي و اخفاء المعلومات عن مصادر ثروته، علماً انه يعيش على المساعدات الاجتماعية في الدانمارك و عرف عنه بكونه لم يمارس عملاً او نشاطاً يمكن ان يدرّ عليه بمثل تلك الثروة، و يشير مراقبون مطّلعون هناك ان هذه الثروة هي ماموجود له في الدانمارك فقط، عدا مايملك من مكاتب صيرفة في عدد من البلدان . . (يتبع)

7 /5 / 2021 ، مهند البراك