بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي

جماهير شعبنا العظيم، يا عمال فلسطين وعموم الكادحين، يا ضحايا الاضطهاد القومي والطبقي، تهل علينا هذه المناسبة العظيمة "عيد العمال العالمي" وشعبنا يسطر أبنائه ملاحم العزة والبطولة بساحات القدس، هذا الشعب الذي يآبى الانحناء ليثبت للقاصي والداني أن سلطة الأمر الواقع والتفريط شريكة الاحتلال لن تثني من عزيمة شعب صمم على المقاومة، وان هذه السلطة المرتهنة للرأسمال المحلي والعالمي، لم ولن تكون يوماً تعبر عن مصالح الكادحين وأمنيات شعب المشردين. هذه السلطة التي تسلع كل الاشياء، وتتاجر بالدماء لأجل مراكمة أرصدتها البنكية دون وازع أو رقيب، سلطة مهما توغلت بأعناقنا، وان سيطرت على نقابات العمال، وادعت تمثيلهم فهي لن تستطيع شراء تطلعات العمال وجموع الكادحين وجموع الشعب، لأنه ببساطة مصالح وأمنيات شعبنا وكادحيه تتعارض كلياً وجذرياً مع مصالح وتطلعات هذه السلطة وتفرعاتها.

جماهير شعبنا البطل، عمالنا البواسل، إن التكالب الفصائلي على مائدة المحاصصة النقابية لم يكن لخدمة العمال ومصالح الكادحين، انها مجرد سعي من هذه الفصائل لايجاد فرص عمل ووظائف لاعضائها بعد تعمق الشرخ بين جموع الفصائل وجماهير شعبنا، وفقدان مصداقيتها للجماهير بارتهانها وتكيفها مع واقع اوسلو وافرازاته العفنة، وقد ثبت لجموع الكادحين من عمالنا أن جل من يتربعون على هرم النقابات هم مجرد موظفين لتمرير سياسة بطش جبروت الرأسمال ضد العمال ومكتسباتهم وحقوقهم. كما ثبت بالملموس أن هذه القيادات النقابية لم تنتصر لقضايا العمال يوماً، بل كانوا أفضل ممثلين لسلطة ومصالح أرباب العمل، بدءاً من عدم اعطاء العامل اجازة مدفوعة الأجر بيوم العمال العالمي وانتهاءً بقبول الحد الادنى للاجور المتمثل ب1450 شيكل والمنتظر أن يرتفع الى 1880 شيكل العام المقبل "مع العلم أن خط الفقر في فلسطين المحتلة هو 2400 شيكل"، هذا الحد الأدنى للأجر الغير مطبق أصلاً، والذى لا يلبي لأي من هذه القيادات العمالية ثمن علب السجائر التي تستهلكها شهرياً (طبعا السجائر الاجنبية ) فكيف لأسرة العامل . في نفس الوقت هذه القيادات العمالية التي تصمت أمام توغل أرباب العمل على حقوق العاملات واللواتي لا يتجاوز الحد الاقصى للاجر لهن ال 1000 شيكل شهريا.


عمالنا الأحرار لقد بات واضحاً هشاشة واقعنا النقابي وحجم التآمر على قضايا العمال وكرامتهم ولقمة عيشهم وحقوقهم هذا الواقع الذي يهدد حياة العامل نفسها، وهو ما تؤكده الوقائع اليومية من تزايد أعداد الشهداء ضحايا حوادث العمل وبطش المحتل وملاحقته اليومية للعمال أمام كل حاجز وفتحة بالجدار لعبور العمال.

أمام هذا الواقع فإننا بالحزب الشيوعي الفلسطيني ندعوا جماهير العمال لأخذ زمام أمورهم بأيديهم وتشكيل لجانهم العمالية بكل موقع عمل، وصولاً لتشكيل نقاباتكم الحقيقية التي تمثل مصالحكم فلن يمثل العمال إلا عامل، ولن يشعر بعلقم عيشكم إلا من ذاقه معكم وبينكم، فأنتم عمالنا الأحرار أصحاب القضية وحراسها، أنتم قادة التحرير وجيشه فلا تسمحوا باستلاب ارادتكم لمتطفلين على تاريخكم ودمكم واستثمار حقوقكم أرصدة بنكيه لهم ولأبنائهم.

عاش يوم العمال العالمي
المجد لعمالنا الاحرار
النصر قرار
عاشت فلسطين

1/5/2021