روزا لوكسمبورغ : في سبيل قضيتنا.. في سبيل حريتنا


رشيد غويلب
2021 / 4 / 28 - 23:26     

بقلم: روزا لوكسمبورغ
ترجمة: رشيد غويلب

نشرت جريدة “نيوزدويج لاند” اليسارية الألمانية يوم ميلاد روزا لوكسمبورغ في 5 آذار لأول مرة ترجمة المانية انجزها مدير مكتب مؤسسة روزا لوكسمبورغ في العاصمة البولونية وارشو هولغر بولت لنص كتبته روزا لوكسمبورغ باللغة البولونية بعد الأول من أيار 1892.
في ما يلي ترجمة للنص مع مقدمة الترجمة الألمانية. ان اهمية النص تكمن في محتواه وتأريخيته، فهو من النصوص الأولى المنشورة لروزا لوكسمبورغ، وهي في بداية السنة الثانية والعشرين من حياتها القصيرة.





مقدمة الترجمة الالمانية

يعد النص الذي يترجم للمرة الأولى واحدا من أقدم عملين لروزا لوكسمبورغ، التي ولدت في 5 اذار 1871 في زاموش البولندية. تشير السطور المكتوبة في أيار 1892 إلى المسار الذي بدأ في صيف عام 1893 مع صدور العدد الأول من صحيفة “سبراوا روبوتنيكزا” (“قضية العمال”) وتأسيس أول حزب ديمقراطي اجتماعي في الإمبراطورية الروسية. يومها كانت روزا وشريك حياتها حينها ليو يوغيتشيس يدرسان في زيورخ وهما منغمران في نضالهما السياسي. يعد اندلاع الاحتجاجات العمالية الضخمة في لودز في أيار 1892، وهي أكبر احتجاجات شهدتها بولونيا منذ قمع انتفاضة 1863/64، والتي كانت بمثابة أول منارة كبيرة للطبقة العاملة، باعتبارها الخصم متزايد الخطورة للسلطة القيصرية.
اكدت روزا لوكسمبورغ مستقبلا بشدة على ضرورة سير الحركة العمالية البولندية والروسية معا في سبيل فرض الحرية السياسية والإطاحة بالقيصر. ويشير جوهر النص إلى ان الثورة السياسية في الإمبراطورية القيصرية، أصبحت منذ ذلك الحين حتمية.

روزا لوكسمبورغ - الأول من ايار عام 1892 في لودز


1

تشرق شمس أيار الأولى في سماء لندن. عملاق المصنع الكئيب صامت. وكل من له ساقان يتوجه إلى المنتزه خلف المدينة. تسبح الحديقة بموج من رؤوس بشرية تشبه قطرات أمواج البحر. يستمر تدفق تيار بشري عبر بوابات لا حصر لها. أربعة عشر مسرحا ترتفع مثل جزر صغيرة، ترفرف فوقها، مدفوعة بالريح، رايات حمراء، يتسلقها واحدة تلو الأخرى خطباء يتحدثون بصوت عال ومسموع للشعب. يتمايل بحر الناس مجيئا وذهابا، وكل خطيب ينهي كلمته بهتاف: يعيش يوم العمل لثماني ساعات! تلتقط أمواج في البحر البشري النداء وترسله عاليا نحو السماء: يعيش الأول من أيار! امام هذا النداء، ترتجف مصانع لندن القاتمة وتظل صامتة، مليئة بشعور مشؤوم، مليئة بالتفكير.
تجوب مجموعة رائعة شوارع هامبورغ، بصحبة الموسيقى حاملة الأعلام الحمراء.150 ألف عامل ألماني يسيرون على شكل كراديس بهدوء في الشوارع. ومع كل حركة ترفرف رايات العمال القوية. شمس الربيع تشع في السماء الزرقاء، وأشعة الشمس تسقط على حروف الأعلام الذهبية: ثماني ساعات عمل - الأول من أيار عطلة رسمية. تحدق عيون الهامبورغيين المشدودة من نوافذ البيوت المجاورة، ينظرون بذهول إلى المسيرة ويقرأون الحروف الذهبية أن نهاية الاستغلال تقترب.
سويسرا الجميلة تضحك لشمس الربيع. وتبدو زيورخ مليئة بالصخب والرغبة. وعوائل العمال بحلة العيد تتجول في شوارع المدينة. الناس في كل مكان في بافاريا، موسيقى وصخب ومرح، وتخترق كل الضجيج والمرح نغمة واحدة: يوم عمل بثماني ساعات! عيد العمال! يحتفل العمال في جميع أنحاء أوروبا وفي جميع انحاء العالم بعيدهم بعلنية وروعة.
وفي وارشو، تتسلل من المدينة مجموعات من العمال خلسة وبسرية الى خارج المدينة، حيث الخضرة، يبتعدون عن الأشجار التي يكمن فيها الحرس، ولا يكررون إلا همسا ما ينبض بقوة في قلوبهم: ثماني ساعات عمل! الأول من أيار! حرية سياسية!
الحارس الذي يحمل السيف ينظر إليهم بشراسة، لكن الدرك يهاجم العائدين بالضرب ويلقي بهم في السجن. في لودز، لا تتوهج الشوارع بالرايات الحمر، بل بالدم الأحمر. وبدلاً من ايقاع الأغنية، يعلو صوت السياط ورصاص البنادق.
2

احتفل العمال في لودز مع العالم بأسره بعيد العمال. أسرع الأول من أيار كخيط أحمر بين فوضى الأصوات في الشوارع والميادين. حول هذا الخيط، تحرك صخب الحوارات، الشكاوى من الحياة الصعبة، البؤس المؤسف، اللعنات للمستغلين. ارتفع مستوى الضجيج بشكل ملحوظ، وارتفعت صيحات الشكاوى أعلى فأعلى حتى ارتدت على بيوت الأغنياء البراقة. ارتجفت جدران المنازل، وتلاشى اللمعان. ارتجفي بهدوء يا مخابئ الاستغلال والكسل والشهوة، لأنكم ستهوون قريبا الى الأرض! وامامكم العمال الذين يعتمل في صدورهم الظلم القديم والغضب والسخط. إنهم يقفون معا، متحدين في البؤس والسخط، متحدين مع بعضهم البعض ومع العمال في جميع أنحاء العالم. متحدين معا، قوة واحدة، عملاق واحد. يمكنهم تحطيم منازل الأغنياء وتمزيقها، مثل موجة فيضان هائجة! لقد تحملوا عبء بؤسهم بصمت وصبر. تقوس الظهر تحت هذا العبء، وهزل الجسم من الطفيليات الماصة. تصلبت الايادي من العمل الدائم. وأدى ارتفاع الأسعار إلى التهام الفتات البائسة التي يقتاتون منها. وهكذا قرر عمال لودز، متحدين في الغضب، وأقوياء في الوحدة: لا احد يحرك ساكنا قبل ان يخفض مالكو المصانع ساعات العمل ويرفعوا الأجور.
انحدرت الشمس، في الأول من أيار، مرة أخرى للغروب في لودز، وغطاها الليل، وذهب الناس الى النوم. نام أصحاب المصانع في أسرتهم الناعمة بعد عشاء ونبيذ فاخرين. لقد ناموا ولم يدر بخلدهم شيء عما كان يختمر فوقهم، وكيف بدأت الأرض تهتز تحتهم. كان العمال ينامون على أسرتهم الصلبة أيضا، لكن رئاتهم تتنفس الثقة والأمل والشجاعة.
وفي اليوم الثاني صمتت أكبر المصانع: لم يذهب العمال إلى العمل. وفي اليومين الثالث والرابع، صمتت بقية المصانع. الأكثر قدرة والاشجع يقود ويضم الآخرين الى الجموع. صمتت لودز، بلا قعقعة الآلات وصفير المصانع، في العادة تكون خلال يوم العمل مثيرة وتعمل بجد. استمر الإضراب العمالي الرائع لخمسة أيام في لودز. وقف 100 الف عامل في الصفوف بالإجماع. وتحدوا أسيادهم نضاليا: طالبوا بيوم عمل أقصر وأجور أعلى، لكنهم طالبوا الحكومة بالحرية.
لم يخطئ العمال في تقييم قوتهم. كان مالكو المصانع مرعوبين من الكم الهائل، من الآلاف والآلاف، الذين تحدوهم بشكل خطير. هؤلاء، الذين يمسكون كل عامل منفردا في مخالبهم، ويمتصون دمه ويهينونه ويكسرونه، وجدوا ضحاياهم الآن متحدين في حشد من آلاف الرؤوس بعناد وتحد، شعروا بضعف يتصاعد فيهم مثل ورقة ذابلة، شعروا ان مصيرهم في يد العدو. امسك الخوف بقلوبهم. هؤلاء الذين كانوا حتى الأمس يملون بفخر طاغ على العمال حقوقهم، هم، “المعيلون”، أحنوا رؤوسهم باستلام. قبلوا مطالب العمال ووافقوا على يوم العمل أقصر ورفع الأجور. وطلبوا من العمال انتخاب ممثلين لهم لمناقشة مطالب أيار معهم. لقد انتصر إخواننا! انتصرت الكرامة والوحدة! انتصر احتفال أيار! لقد سُمعت كلمات الاشتراكيين!
لكن ليس لوقت طويل! العدالة لم تحتفل طويلا، فهناك عدو آخر للعمال، وهو أقوى من مالكي المصانع! الحكومة القيصرية! حكومة تمتص دماء الشعب وتعيش على الدماء، تجرهم نحو الأرض بيد من حديد حتى لا يرفعوا رؤوسهم. فحالما يرفع الشعب راسه، سيرفض هذا الكابوس. تتظاهر الحكومة بأنها صديقة العمال وحاميتهم. لكنها في النهاية، وبقلب طيب اصدرت قانون مصنع بائس لصالح المفتشين الفاسدين. ولكن إذا كان العمال غير راضين بالنعمة الزائفة، عندما يريدون ان يكونوا بشرا ويفكروا بجدية في احتياجاتهم، إذا كانوا يريدون فرض حقوق حقيقية - فإن الصديق الطيب يصبح حيوانًا متوحشا يلقي بنفسه عليهم ويخنقهم ويبيدهم، ويجبرهم على الصمت. وحالما يسمع الحاكم بالإضراب، يهرع إلى لودز. يحرًم التنازلات على مالكي المصانع ويمنعهم من استقبال ممثلي العمال. مئات الجنود والقوزاق يقتربون من لودز. يدفعون العمال بالعنف إلى العودة الى المصانع. إنهم مجبرون على العودة إلى البؤس القديم، إلى العمل الأبدي، إلى خضوعهم المعتاد وتساهلهم. يريدون منهم أن يبتعدوا عن قضاياهم، عن الأسباب الحقيقية لوضعهم - عن الاستغلال من قبل مالكي المصانع. يسود الخوف والرعب في الحي اليهودي، ويتم تحريض أسوأ الناس، رعاع ولصوص ومتشردون وصبيان الشوارع على السرقة.
لكن العمال - أصحاب العمل الصادق - لا يسمحون لأنفسهم بالانجرار إلى هذا المستنقع. أيديهم لا تتداخل مع من نهب ممتلكات الفقراء من اليهود. لا يسمح العمال بإرباكهم، ويتمسكون بمطالبهم. والحكومة الآن، لا تعرف كيف تتعامل معكم. وهكذا بدأت الهجوم كحيوان وحشي. السياط تهوي يمينا ويسارا. وتطلق النار على الشعب الاعزل. هيركو يبرق من وارشو، لكيلا يبخلوا بالرصاص، وهم لا يبخلون. العمال القتلى الذين يناضلون من أجل حقوقهم يسقطون على الارصفة، واجساد النساء المصابات تلون الشوارع بدمائهن الحمراء.
مهزومون ومنهكون، مدفوعون مثل حيوانات صيد، يطاردون آخر فرصة للغذاء، يتنازل أبطال لودز أخيرا خطوة بخطوة بعد عشرة أيام من نضال شرس، مثل أسد في الميدان، ويعودون إلى المصانع. حاملين الحراب، يحيط الجنود بالمصانع، يراقبون استمرار الاستغلال القديم في ظل النظام القديم.

3

لقد سميناكم أبطالاً، أيها الإخوة في لودز. وهذا ما كنتم عليه، عندما ناضلتم ببطولة من أجل قضية العمال البولنديين. إن الظلم الذي اصابكم هو مشترك الشعب العامل بأسره. كان نضالكم، نضالا للجميع، وكان يمكن ان يكون انتصاركم، انتصارا للجميع. وبدون الحكومة، وبدون حراب الجنود المصفوفة التي يتحصن خلفها السادة المالكون، كنتم ستعملون ساعة أقل، وستأكلون وتعيشون بشكل أكثر إنسانية، وسيكون لديكم قليل من الوقت للنزهة، وجريدة تزودكم بالمشورة في قضاياكم. السادة المالكون، الذين يعرفون الآن قوتكم عندما يتذكرون الأول من أيار، كانوا سيستمعون إلى كل مطالبكم. لقد بينتم ما يمكن للعمال تحقيقه عندما يتحدون مع حشد من الناس، موحدين ومخلصين لنصائح الاشتراكيين. اعتزوا بانفسكم أبطال قضية العمال!
لقد دافعتم عن شرف قضية العمال لأنكم لم تسمحوا لأنفسكم بأن تصابوا بتحريض الحكومة المعادي لليهود. لقد أظهرتم للعالم كله أنه ليس هناك يهودي أو ألماني، وأنكم تعرفون عدوكم جيدا - الرأسماليون من جميع المعتقدات ومن جميع القوميات.
أن يهوديا مثل (إسرائيل) بوزنانسكي أو ألمانيًا مثل (كارل) شيبلر هما أعداؤكم الألداء، لكن الحداد اليهودي المسكين والنساج الألماني هم رفاقكم في البؤس والقمع. اعتزوا بأنفسكم أيها المدافعون عن شرف العمال! ولا تسمحوا لاحد ان يثنيكم عن مطالبكم، ولا تسمحوا للحكومة او لأناس آخرين ان يسيئوا استخدامكم كأداة رخيصة. ان لديكم معرفة جيدة بمصالحكم، وتناضلون بمفردكم عنها.
لقد اثبتم ان حكومة القيصر عدوة للعمال، ودفعتم ثمن الحقيقة بدمائكم. بعد ان انتزعتم تنازلات من مالكي المصانع، وقفتم ضد الحكومة وجها لوجه. لقد سرقت السياط والحراب انتصاركم، لكنكم بينتم ان العامل قادر اليوم على هزيمة اعدائه، إذا لم يقطع عليه جنود القيصر الطريق. بأدائكم البطولي أجبرت الحكومة على اللجوء للعنف لانتزاع انتصاركم على مالكي المصانع .. مزقتم قناع المدافع عن الشعب، قناع حامي مصالحكم.. أجبرتموها على الاعتراف بأنها ليست صديقتكم ولا صديقة للشعب.. أظهرتم أن الحكومة تحمي الأغنياء والمستغلين وتناهض المستغَلين والفقراء! تقف الآن هناك عارية، مخزية، ملوثة، متعطشة للدماء ... لذلك سنضربها بكل قوتنا. عندما سقطتم مضرجين بالدماء على الارصفة، وعندما عدتم، مملوئين بالغضب إلى المصانع، عندها أعطيتم كل إخوتكم الشعار: ها هو عدوك ناضلوا ضده الآن!
لن نستكين حتى يسقط العرش الذي يتربع فوقنا، المحاط ببحر من الحراب والسياط، والذي يجبرنا على الخضوع. لن نستكين حتى يتم كنس كل الجنرالات والمحافظين والمسؤولين القياصرة الذين يعيشون من عملنا الشاق.
لن نستكين حتى تسقط الحكومة بأيدي المحكومين، حتى ينتخب الجميع نواب مجلس الدولة، حتى نصدر القوانين لأنفسنا، ونختار المسؤولين بأنفسنا، حتى نطرد جحافل الحرب، التي لا تستخدم للدفاع ضد الأعداء الخارجيين، بل لقمعنا. لن نستكين حتى يروا في العمال الانسان ولا أحد يجرؤ على ضربهم ومعاملتهم كالكلاب.
لن نستكين حتى نكون قد حققنا يوم عمل بثماني ساعات، وأجرا انسانيا، وتأمينا للشيخوخة والوهن.
لن نستكين حتى يكون الوضع عندنا، على الأقل، كما هو الآن في جميع أنحاء العالم، حتى نتمكن من قول وكتابة ما نريد علانية، حتى نتمكن من ان نجتمع ونناقش شؤوننا، حتى نتمكن من النضال علانية ضد السادة المالكين، والمسير في أرجاء المدينة بالموسيقى والأعلام في عيد العمال.
حرية سياسية! هو اليوم شعارنا الرئيسي، مختوم بدم الرفاق والإخوة في لودز! لقد دفعوا حياتهم ثمنا لهذه الحرية. ومن أجلها، تحملوا الضرب بالسياط صابرين. خذوا الآن كل هذه الدماء والجروح لأنفسكم! واثأروا لضحاياهم أيها العمال البولنديون الإخوة.
لكننا لن نخوض اليوم وغدا المعركة النهائية. كتيبتنا من العمال ليست قوية ومحصنة بما يكفي. ولكن لعل ذكرى ضحايا لودز تخترق قلوبكم أيها العمال البولنديون! أتمنى أن تكون نجما هاديا لكم في الحياة. سوف تدعوكم إلى الاتحاد وتثقيف بعضكم البعض وإظهار التضامن. لا تتوانوا في نضالكم اليومي ضد الاستغلال والبؤس، ويوما بعد يوم، انتزعوا حتى أصغر جزء من حقوقكم من مستغليكم. لكن لا يغيب عن بالكم هدف اليوم الرئيسي. لا تنسوا أن النضال سيأتي ثماره، ولا يمكنكم الإصرار حقا على حقوقكم إلا عندما تسقط الحكومة القيصرية، وعندما تكون افواهكم وايديكم حرة! وفي كل عام، سيذكركم الأول من أيار بشعاركم الأول: كرموا الذين سقطوا في لودز- تسقط الحكومة القيصرية!
ليس طويلا، لن يحكمنا القيصر طويلا،. العامل الروسي مستاء ومتمرد بالفعل. وهو، أيضًا، يذكًر بظلمه. ويتواصل ايضا مع الاشتراكيين ويستعد للنضال ضد الاستغلال والعبودية. في عاصمة القهر نفسها، وبجوار عرش القيصر، يحتفل العمال سرا بعيدهم، ويهددون العدو الأبدي ويمدون أيديهم لنا وللطبقة العاملة بأكملها. نحن أيضا سنصافح هذه اليد! معا في النضال ضد العدو المشترك. ليسقط “الحكم الذاتي”! يسقط الحصن الذي يتحصن خلفه الآن كل أعداء ومستغلي الشعب!
حرية سياسية! دستور! نحن بحاجة إلى هذا اليوم وهذا ما سنناضل من أجله أولا. ستكونون قدوة لنا، أيها الإخوة في لودز! انتصاركم المؤقت يجعلنا واثقين. تضحياتكم وجروحكم تجعلنا شجعانا!
اعتزوا بأنفسكم أيها الأخوة الأبطال! لقد ناضلتم من أجل حريتنا، من أجل قضيتنا، من أجل شرفنا! سوف نثأر لكم ونناضل معكم من أجل حرية الجميع!
وعندما تشرق شمس الحرية في سمائنا، وليس هناك قوة حديدية تكمم أفواهنا وتقييد أيدينا، سنرفع رايتنا الحمراء ونطلق نداء الحرية صادحا مع إخوتنا من جميع أنحاء العالم.
تحيا الاشتراكية! تحيا الملكية المشتركة والأخوة والحرية والمساواة!

أيار 1892