من تجرأ وانتقد رزكار والديموقراطية؟


قاسم علي فنجان
2021 / 4 / 27 - 15:12     

وانتبهنا بعدما زال الرحيق.... وافقنا ليت انا لا نفيق
في غفلة من الزمن "الغافل"، وفي لحظة "تاريخية" مهمة، وبدون ان يشعر أحد، قام السيد توما حميد بنقد طرح قدمه السيد رزكار عقراوي (رزكار عقراوي والدوران في مرحلة -المكارثية-!) كانت هذه المقالة بمثابة الصاعقة، ليس على رأس رزكار عقراوي، فالرجل الى الان لم يتكلم، لكنها جاءت على رؤوس شلة الديموقراطيين، من الذين يحبون مفردات "سماحته، فضيلته، سيدنا، شيخنا"، فقد كان رزكار عند هذه الشلة بمثابة "الاب" القديم، الذي لا يمكن المساس به.
كانت المقالة بمثابة استفزاز صارخ لشلة الديموقراطيين، فلم تمر المقالة مرور الكرام، بل كانت لها تعليقات صارخة، ووقفات تجلت بمقالات، وهي الى الان تستجر النقاشات والجدالات، ولا نعتقد انها ستتوقف في الوقت الراهن، نستطيع تلمس ذلك من التعليقات على المقالة، فاذا ما قمنا "بترجمة" بعض التعليقات الى اللهجة العامية، سنجد الكم الهائل من الضغينة على توما حميد، فاحدهم يقول له "مو صوچك، صوچنا احنا خليناك تكتب بالحوار المتمدن، انت المفروض تنشمر بالزبالة"، آخر يقول له "هو انت شلون طبيب، المفروض يسقطون شهادتك الطبية"، آخر يقول له "انعل والديك اذا تكتب على رزكار" وهناك من اخذ دور "المصدق" على كلمات المعلقين، وكانه يشتغل "عرضحالجي" بمحكمة الرصافة.
لم يكتف السادة الديموقراطيون بتعليقاتهم، فقام بعض "الوراقين" بكتابة مقالات منفصلة، معتمدين على السيد "گوگل" في الاحصائيات، ومستعرضين كلمات السيد "ماركس" عن الديموقراطية، وهي تقليعة مملة وسمجة دأب عليها هؤلاء؛ ولسان حال مقالاتهم يقول "تعال يماركس شوف صار بفلسفتك وديمقراطيتك"، فأحد "الوراقين" يسكن قبالة بيت السيد ماركس، وهو حزين جدا الى ما آلت اليه ديموقراطية ماركس، وكيف يتم نقد رزكار عقراوي "الله أكبر".
هذه الشلة الديموقراطية لا تحب التحزب، فأي حزب يستطيع ان يحتويها؟ وهي التي قرأت ماركس وانجلز ولينين، وفصلت ما بين "القوانين" و"الاطروحات"، ومن هو الحزب الذي يمثل الماركسية؟ هل هو حزب بمفهوم ماركس ام لينين؟ وأين هي الطبقة العاملة؟ وهل هناك بورجوازية أصلا؟ وهل هناك صراع طبقي؟ بل هل هناك رأسمالية في العراق أصلا؟ رغم كل ذلك وتوما حميد يدعوهم للتحزب، يا "للهول، يا للصاعقة".
كل تلك الشلة الديموقراطية، المعلقة في الهواء، والتي تعيش على "المعثرات" كما يقال في اللهجة العامية، والتي تعمل كما "الاومينيديات" وهي تلاحق توما حميد للانتقام منه، بسبب محاولته نقد "الاب"، كل تلك الشلة تستطيع تركها على "صفحة"، لكن ما يحز في النفس عندما يظهر أحد اتباع "حشع" "جماعة السيد" ويمسك لواء التهجم، و "يتباچى" على ديموقراطية ماركس، والجميع يعلم ان الديموقراطية في "حشع" تأتي على وزن "الهچع" و "الهدل"- اطوار غنائية- ف"الرفيق" جاسم الحلفي هو الذي يقود الديموقراطية داخل الحزب، ولك ان تتصور ذلك، جاسم الحلفي يقول دائما عن نفسه انه "واقعي"، فلا يحتاج الى استشهادات من ماركس او انجلس او لينين، فهؤلاء التحقوا "بالرفيق الأعلى"، هم وتعاليمهم، اما من يظهر لك على صفحة الحوار المتمدن ويقول لك "سأثبت ان الديموقراطية عند ماركس بالدليل القاطع" ويأتي اليك بالعشرات من الكلمات من ماركس، فهذا شخص يعيش حالة انفصام تام، لأنه عندما يتوجه الى ساحة الاندلس ويجلس مع "الشيوخ" من قادة الحزب، ويسمع احاديثهم و "تنظيراتهم"، سيعي انه "مفصوم".
اغلب كتابات رزكار عقراوي تتحدث عن اتحاد اليسار ووحدة اليسار وتحالف اليسار، وهذه دعوات تحمل في طياتها نيات طيبة، لكنها رومانسية في الغالب، فكل القوى اليسارية متمسكة بخطها ونهجها، وهذا من حقها، ورزكار عقراوي شخص عاش داخل هذه الأحزاب "الحزب الشيوعي العراقي، التيار الشيوعي، الحزب الشيوعي العمالي العراقي"، فالرجل لديه خبرة كبيرة في هذا المجال، وعندما يقدم طرحا ما فمن حق أي انسان ان يعرض وجهة نظره المضادة لهذا الطرح؛ توما حميد قام بنقد طروحات رزكار، هل هناك خلل في ذلك؟ شلة الديموقراطيين لم توافق على نقد "الاب"، ولسان حالهم يقول لرزكار:
(مرحبا، مرحبا، أيها الرئيس القديم! نحن نحلّق ونطنّ، ونحن نعرفك. لقد غرست منا آحادا في هدوء، وها نحن أولا صرنا بالآلاف، وقد جئنا اليك، أيها الاب راقصين.
كم اشعر بالسرور المفاجئ من هذه المخلوقات الصغيرة! ما على المرء الا ان يبذر، فانه سيحصد مع مرور الزمان) فاوست.