تاريخ الدين: الدين الروماني القديم


مالك ابوعليا
2021 / 4 / 24 - 22:04     

الكاتب: سيرجي الكساندروفيتش توكاريف

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

حَظِيَ الدين الروماني القديم باهتمام كبير من العلماء من حيث خصائصه الاستثنائية ومن حيث الدور العام الذي لعتبه الدولة الرومانية وثقافتها في تاريخ الانسانية. كانت ديانة الرومان، على الرغم من بعض سماتها التي تشترك بها مع الديانة اليونانية نتيجةً للظروف التاريخية المتماثلة تقريباً وجُزئياً بسبب التأثير المباشر، مُختلفةً الى حدٍ كبير.
ان مصادر دراسة الديانة الرومانية القديمة هي نفسها مصادر دراسة الدين اليوناني القديم: الاكتشافات الأثرية (بقايا المعابد والمذابح وصور الآلهة)، العديد من النقوش وخاصةً تلك المُتعلقة بالمرور، والأوصاف الوفيرة التي تركها لنا الكُتاب القُدامى مثل كاتو Cato وفارو Varro وبلينيوس Plinius الأكبر والشاعر أوفيد والخطيب شيشرون والمؤرخ بلوتارك وغيرهم، وأخيراً، أعمال المسيحيين الأوائل التي خاضت صراعاً ضد الوثنيين.
يُمكن تتبع التطور التاريخي للديانة الرومانية بسهولة أكبر بكثير من تطور الديانة اليونانية. ان تغير نمو الدولة الرومانية من مُجتمع حضري صغير الى امبراطورية ضخمة واضح تماماً. في الوقت نفسه، احتفظت هذه الديانة طوال تاريخها بالعديد من السمات القديمة للغاية.
كان أحد أقدم مظاهر المُعتقدات والطقوس الرومانية والتي استمرت حتى انهيار الامبراطورية، كما كان الحال عند اليونانيين، العبادة العشائرية، والعبادة العشائرية-العائلية للأرواح الوصية. استمر هذا الشكل من الدين لفترة طويلة لأن بقايا التنظيم العشائري بقيت لفترةٍ طويلة أيضاً، خاصةً بين العائلات الباتريسية patrician.
اعتقد الرومان أن أرواح أو ظلال الموتى (المانيس Manes)، هم أوصياء العائلة أو العشيرة. كان التعبير (مانيس-الاله) dii manesشائعاً. يُمكن العثور على حرفي D. M الأولى من هذه الكلمات dis minibus على شواهد القبور. تأتي كلمة Manism من الكلمة Manes وتدل على عبادة الموتى وعبادة الأسلاف، وكذلك على نظرية الدين المُتعلقة بهذه العبادة. كان يُنظر الى المانيس على أنه مُشابه أو حتى مُتطابق مع آلهة المساكن Penates التي جسّدت في الأصل مخازن الحبوب أو غرفة التخزين في المسكن (Penus من كلمة المؤن والمخزون الغذائي) وبالتالي تم اعتبار المانيس أرواح الأوصياء على المنزل.
كان المفهوم الثالث مُشابهاً للفكرتين السابقتين، وهي فكرة اللارس Lares، والتي كان لها معنىً أوسع. كان اللار بشكل عام روح حارسة. الى جانب اللارس العائلية lares familiares (الأرواح الوصية على العائلة) كانت هناك اللارس فياليس lares vials (الأرواح الوصية على الطرقات) واللارس كومبيتالس lares compitales (الأرواح الوصية على مفترق الطُرق) ولارس بيرماريني lares permarini (أرواح البحر)، وحتى لارس ميليتاريس lares militares (الأرواح العسكرية).
كانت عبادة الأوصياء، العشائرية-العائلية، تُمارَس اما داخل العائلة أو العشيرة. قاد زعيم العائلة أو العشيرة الأعضاء الآخرين في تكريم الأسلاف الأوصياء عليهم. نفس الشيء كان ينطبق على اجتماعات صلاة العشيرة. يكون الجد الأسطوري للعائلة أو العشيرة التي سُميت باسمه، موضوعاً لاجتماعات الصلاة هذه. وهكذا قدّمَت عشيرة كلوديوس Claudius تشريفاتها وصلواتها لجدها الأول كلوسوس Clausus، وصلّى السيسيليين Caecillia لساسولوس Caeculus وصلّت عشيرة جوليا Julia ليوليوس Julius، الخ.
مع تطور التنظيم العشائري القديم الى تنظيم قائم على الدولة، تم الانتقال من الأشكال العشائرية للعبادة الى أشكال أوسع. أصبحت بعض الآلهة العشائرية مواضيعاً للعبادة القومية (بقيت الآثار العشائرية والعائلية السابقة لبعض الآلهة الرومانية). جائت بعض هذه العبادات الى روما من أماكن أُخرى، تماماً مثل العشائر نفسها. ربما كان لهذه الآلهة تاريخ مُختلف في موطنها السابق، لكنها دخلت الديانة الرومانية أولاً كآلهة عشائرية.
يتضح طول الأمد الاستثنائي للعبادة العائلية-العشائرية بين الرومان من حقيقة أنها استمرت حتى الانتصار الكامل للمسيحية على الديانة القديمة: واحدة من أواخر الأوامر الامبراطورية ضد الوثنية، ليكس ثيودوسيوس Lex Theodosius 392 ميلادي، حظَرَت ممارسة الطقوس العائلية للارس وآلهة المساكن.
كانت العبادة العائلية-العشائرية بين الرومان مُرتبطةً بعبادة النار القديمة. كانت آلهة المساكن أرواحاً لموقد المنزل. لكن عبادة النار أخذت أيضاً شكلاً قومياً فيما يتعلق بنشوء المُجتمع الروماني من الروابط العشائرية. تم تجسيد فكرة اللهب الأبدي في المَعبَد المشاعي في شكل الالهة الأُنثى فيستا Vesta التي كانت نظيرةً للالهة اليونانية هيستيا.
في كلتا الحالتين، يُمكن اعتبار تجسيد النار في شكل أُنثوي بمثابة بقايا للمُجتمع الأمومي. لم يتم تصوير فيستا في شكل انساني، بل استمر رمزها في أن يكون لهباً طبيعياً مُشتعلاً في المعبد الى الأبد. كان هذا دليلاً آخر على الجذور القديمة العميقة لعبادة النار بين الرومان.
كانت عناصر الطوطمية في الدين الروماني أقل وضوحاً بكثير مما كانت عليه في ديانات مُعظم الشعوب الأُخرى. كانت عبادة الذئبة الأنثى كابيتولين capitoline، والأسطورة حول الذئبة التي أرضعت التوأم رومولوس وريموس Romulus and Remus الذين أنشآ روما، من أصلٍ طوطمي. ومع ذلك، فانه من المُعتَقَد أن الرومان استعاروا هذه الأسطورة، الى جانب المفاهيم الدينية الأُخرى من الاتروسكانيين Etruscan. لكن من المُمكن أن يكون هناك مُعتقدات طوطمية للقبائل الايطالية القديمة Italic. تزعم وثائق تعود الى اللغات الأومبريانية-السابيلية Umbrian Sabellic(أ) عن الهجرة القَبَلية بعد الغزو الاتروسكاني، أن هجرة احدى القبائل كان يقودها ثور وأنه أسس مدينة بوفيانوم Bovianum، وهي مدينة الثور. قاد طائر العقعق Magpie المُلقب بـ(بيكا (Pica).قبيلة أُخرى، وهم أسلاف قبيلة بيكانتس Picente. وقاد الذئب المُلقّب بـ(هيربوس) Hirpus قبيلة أسلاف الهيربينير Hirpiners. من الصعب الشك في الأصل الطوطمي لهذه الأساطير، ومع ذلك، لم يتم العثور على آثار أوضح من ذلك للطوطمية في الدين الروماني.
على الرغم من أن الرومان كانوا صارمين فيما يتعلق بمراعاة طقوس الديانة العائلية-العشائرية، الا أن أفكارهم حول الحياة الأُخرى كانت غامضة للغاية. تأثرت طقوس الدفن بايمانهم بوجود مملكة تحت أرضية مثل تلك اليونانية. كان يحكم هذه المملكة أوركوس Orcus الرهيب وهي المملكة التي تذهب اليها أرواح الموتى في رحلتها الأخيرة. لكن الرومان كانوا يؤمنون أيضاً بالاليسيوم Elysium وهي أرض النعيم حيث تذهب الأرواح الفاضلة. كما اعتقدوا أن روح الميت لا تفقد اتصالها بجسده، وكان هذا مفهوماً قديماً للغاية. حاول الرومان بناء قبور قريبة من الطُرُق. احتوت هذه المقابر على العديد من النقوش وأشارت الى أن الرومان كانوا متأكدين من أن الموتى يظلون على اتصال بالأحياء. غالباً ما كانت هذه النقوش تُناشد الأحياء نيابةً عن الميت من أجل أن يتذكروا أفضاله، وأن يُقدموا له العطايا الصغيرة، وما الى ذلك. كان يُعتَقَد أن أرواح الموتى الذين ليس لديهم عائلة، أي ما تُسمى باللارفي Larvae والليموريس Lemures خبيثةً لأن لا أحد يُطعمها. ومن أجل ارضاء هذه الأرواح كان الناس يُقيمون كل شهر أيّار من كُل عام طقوساً خاصة تُسمى ليموريا Lemuria.
كانت الطقوس والمُعتقدات الزراعية والرعوية من بين أقدم الطقوس في الديانة الرومانية. على عكس أشكال طقوس العبادة العشائرية، التي كانت العائلات الأرستقراطية (الباتريسان) تُقيمها، وخاصةً في المُدن، اقام العوام (البليبيان) Plebians في المناطق الزراعية الطقوس الزراعية والرعوية. ومع ذلك لم يكن هناك خط فاصل حاد بينها لأنه لم يكن هناك بعد انقسام واضح في روما القديمة بين المدينة والريف. لَعِبَت المُعتقدات والطقوس الزراعية دوراً بارزاً في الدين الروماني. يتضح هذا من خلال حقيقة أن العديد من أهم الآلهة في البانثيون الروماني التي اتخذت وظائف متنوعة فيما بعد، كانت مُرتبطةً بالأصل بالعبادات الزراعية والرَعَوية. على سبيل المثال، كان مارس Mars الذي نُظِرَ اليه في الفترة الكلاسيكية على أنه اله الحرب، هو في الأصل الاله الراعي للزراعة والرعي، واله الرعي والخصوبة. تم تخصيص الشهر الأول من الربيع وهو شهر آذار (مارس) للاحتفال بهذا الاله. كان فاونوس Faunus، وصيّ الماشية، هو اله الرُعاة وكان يُقام احتفال Lupercalia على شرفه كل سنة في اليوم السابع عشر من شباط. كانت الالهة الأُنثى فينوس Venus الهة الحُب والجمال التي صارت فيما بعد مُتطابقة مع الالهة اليونانية أفرودايت، في الأصل، الهةً للبستنة وزراعة الكروم. كان ليبير Liber هو اله صناعة النبيذ، وهو اله بليبياني (خاص بالعوام) بحت. كان ساتورنوس Saturnus اله البَذر، مُرتبطاً بالزراعة، أقام الناس احتفالاتٍ Saturnalia تكريماً له في كانون الأول قبل البَذر. كانت سيريس Ceres هي الهة الحبوب، مُرتبطةً أيضاً بالزراعة. كان اله الحُدود Boundaries، تيرمينوس Terminus في الأصل حارس حدود الحقل، وأقام الفلاحون احتفالاً تكريماً له في 23 شباط. احتوت شخصية جوبيتور Jupiter المُعقدة أيضاً على عُنصر من المُعتقدات الزراعية: كان جوبيتور يُعتَبَر اله العنب، وبهذه الصفة تمت مُطابقته بالاله ليبير. كان لدى الرومان آلهةً أُخرى أيضاً مثل أويس Ops وكونسوس Consus الهة الرُعاة، وغيرها من الآلهة التي جسّدَت الوظائف الزراعية الفردية، أو الظواهر الطبيعية ذات الصلة.
يعود أصول عدد كبير من الأعياد الرومانية القديمة التي ظلّت مُهمةً لفترةٍ طويلة، الى الطقوس الزراعية والرعوية. بالاضافة الى تلك الاحتفالات المُرتبطة بساتورنوس وفاونوس (Saturnalia and Lupercalia ) التي سبق وذكرناها، كان لدى الرومان أيضاً أعياد مثل سيريالياس Cerealias (عطلة البذر في نيسان لعبادة سيريس) وفينالياس في نيسان وآب التي تتضمن تقديم قرابين لجوبيتور، وعيد كونسولاياس Consualias من أجل الحصاد وتم الاحتفال به في آب، وعطلة شباط المُسماة بتيرمينالياس Terminalias، وعدد من الأعياد الزراعية الأُخرى.
كان تعقيد البانثيون الروماني نابعاً من تعقيد وتنوع المُجتمع الروماني نفسه. ضم البانثيون العديد من آلهة القبائل والعشائر القديمة. كان المُجتمع الروماني يتألف من مجموعات قَبَلية وعشائرية مُختلفة مثل اللاتين والسابيان والاتروسكان وغيرها. ميّز الرومان في الفترة الكلاسيكية مجموعات الآلهة وقسموها الى قسمين: مجموعة الآلهة ذات الأصل القديم dii indigetes، ومجموعة الآلهة المُتبناة حديثاً dii novensides. تنقسم المجموعة الأولى أيضاً الى آلهة القبائل المُختلفة.
القضية الأكثر اثارةً للجدل هي مدى تأثير الاتروسكانيين على البانثيون الروماني. يُعتقد أن الاله ميركوري Mercury (الذي سُمّيَ على اسم العشيرة الاتروسكانية ميركو) والالهة مينيرفا Minerva والتي تحمل العشيرة الاتروسكانية نفس اسمها، والاله جونو Juno (العشيرة يونو الاتروسكانية)، بأنها جميعها من أصل اتروسكاني. يُعتَقَد أن جوبيتور صار الاله الأعلى الروماني تحت تأثير الاتروسكانيين الذين عبدوا الهتهم العُليا المُجسّدة للبرق المُسماة قبلاً تينيا Tinia.
لكن مُعظم الآلهة الرومانية كانت من أصل ايطاليقي محلّي. تم تضمينها في البانثيون الروماني مع تطور المُجتمع واندماج المزيد من القبائل والمناطق بشكلٍ مُتزايد. على سبيل المثال، كانت ديانا Diana هي الالهة المحلّية لأريسيا Aricia، وكانت فينوس هي الهة البستنة الايطالية القديمة. كان مارس (مافورس Mavors أو مارمار Marmar) هو الاله القَبَلي للسابينيين، وكان وصي زراعتهم. ليس من قبيل المُصادفة أن يتطابق اسمه مع اسم قبيلة سابينية تُدعى مارس. كانت تله بالاتين Palatine (روما) هي المركز القديم لمارس، لكن هذا يدل فقط على الطبيعة القديمة للعنصر السابيني بين السكان الرومان. كان كيرينوس Quirinus على ما يبدو أيضاً وصياً عند بعض المُجتمعات السابينية، والذي أصبح فيما بعد شبيهاً لمارس ومُؤسس روما الأسطوري رومولوس Romulus. على الأرجع كان كيرينوس اسم وصي روما نفسها، بناءاً على الاسم القديم للرومان الكوريتيسيين، التي تعني الرمح. من المُحتمل أن بعض الآلهة الأُخرى من مجموعة الآلهة ذات الأصل القديم كانت في الأصل آلهةً للمجتمعات القديمة التي أصبحت جُزءاً من الدولة الرومانية.
لكن الغالبية العُظمى من الآلهة الرومانية كانت ذات طبيعة مُختلفة تماماً. لم تكن العديد من مجموعة الآلهة الاثني عشر الصُغرى dii minores في البانثيون الروماني وصيةً على أي مُجتمع. كان مُعظمها مُجرّد تجسيد لجوانب مُختلفة من الأنشطة البشرية التي أشرفت عليها. كانت القوائم الالهية indigitamenta التي احتفظ بها الكهنة (وهي قوائم لم تُحفَظ كُليةً عبر العصور ولكن استشهد بها كُتّاب مثل فارو وشيشرون والكاتب المسيحي أوغستينوس Augustinus) تُعطي تعليمات دقيقة حول المناسبات التي كان على المؤمن أن يُصلي فيها للاله المعني. كانت كل خُطوة يتخذها الشخص، بدءاً من ولادته، تحت وصاية هذا الاله أو ذاك والتي كانت وظيفته محدودة للغاية. تمت تسمية هذه الآلهة بالوظائف التي كانت تؤديها. وهكذا كانت أول بكاء للطفل المولود يتم تحت وصاية الاله فاتيكانوس Vaticanus. تعلّمَ الطفل أن يأكل ويشرب تحت وصاية الالهة ايدوكا Educa وبوتينا Potina. عندما كان الطفل يبدأ في المشي، كان الالهة ابيونا تأخذه الى الخارج Abeona وتُعيده الالهة آيدونا Adeona الى الداخل.. كان يجري النمو البدني للطفل تحت رعاية أوسيباغو Ossipago الذي قوّى عظامه وساتانوس Statanus الذي كان يرعى وقفته، والالهة كارنا Carna التي اعتنت بنمو عضلاته، ورافقته الالهة ايتيردوكا Iterduca الى المدرسة وأعادته دوميدوكا الى منزله.
كان هناك 3 آلهة تحمي مدخل المنزل: فوركولوس Forculus تجسيد اطار الباب، وليمينتيوس Limentinus العتبة، والالهة كارديا Cardea مفصلات الباب، الخ. كان هناك اله لكل خطوة وكل فعل يقوم به المرء.
اربطت العديد من هذه الآلهة بالزراعة وأنواع أُخرى من الأنشطة الاقتصادية (سبق ذكر بعض الأمثلة أعلاه). ظهرت آلهة جديدة مع تقدم المُجتمع، وظهرت مِهَن جديدة وقفزات ثقافية. على سبيل المثال، كانت العُملة النحاسية تحت وصاية الاله اسكولانوس Aescolanus. عندما استحدث الرومان عام 269 عملات فضية، ظهر اله جديد الى الوجود وهو أرجينتينوس Argentinus الذي كان يُعتَبَر ابن اسكولانوس. عندما تطوّر نظام نقل الطعام وتوزيع الحبوب في فترة نهاية الجمهورية ظهرت الالهة أنونا Annona في البانثيون وكان يُصلّى لأجلها من أجل تعزيز امدادات الحبوب الوفيرة.
كل لكل شخص روحه الحارسة، الجنّي genie. كان للنساء الهة راعية تُسمى جونوس Junos والتي سهّلَت حياتهن الزوجية وولادة أطفالهن. من المُحتمل أنه يُمكن تتبع عبادة الأرواح الشخصية وجونوس الى الناغوالية )nagualismب) القديمة. انعكس انحلال الروابط العشائرية القديمة في تطور المفاهيم حول الوصي الشخصي، لأن الجنيين كانوا في الأصل أسلافاً للعشائر وأوصيا عليها. بالاضافة الى الجنيين الشخصيين، كان هناك أيضاً عديد من الجنيين المحليين genii locorum أوصياء المناطق المختلفة، والذين عادةً ما كان رمزهم ثعباناً.
ان أصل الآلهة الرومانية العظيمة هي مسألة مُعقدة. بعض الآلهة كانت، كما قيل في السابق، وصيةً على القبائل الفردية. لكن كان مُعظمها الى حدٍ كبير تجسيداً مُباشراً لمفاهيم مُجردة منفصلة كانت مرتبطةً بالشؤون الاجتماعية ومسائل الدولة, عَبَدَ الرومان آلهةً مثل باكس Pax (السلام)، وسبيس Spes (الأمل)، وفيرتوس Virtus (الشجاعة) وجستيتيا Justitia (العدل) وفورتونا Fortuna (السعادة)، وما الى ذلك. احتوت هذه الأسماء المُجردة على عدد قليل من الصور الشخصية الحية وحتى أساطير أقل, لكن بُنِيَت المعابد على شرفهم في روما، وقدّمَ الناس لهم القرابين. أظهرَ الرومان خيالاً اسطورياً ضيقاً وبالكاد أعطوا آلهتهم خصائص مُجسّدة. هذا هو السبب في أن العديد من الآلهة لم تكن من جنسٍ مُعيّن، أو كانوا من كلا الجنسين، مما أدى الى ظهور آلهة والهات مُزدوجة بنفس الاسم: ليبير-ليبيرا، فونوس-فونا، بومونوس-بومونا، ديان-ديانا، وبيلز (وهي الهة واله). لم يعرف الكَهَنة أحياناً جنس آلهتهم. في مثل هذه الحالات، كانوا يتضرعون لهم بهذا الشكل: sive deus, sive dea (أيها الاله، أيتها الالهة).
الأقل وضوحاً والأكثر تعقيداً هو أصل الاله جوبيتور، اله الرومان الرئيسي خلال الفترة الكلاسيكية. ربما كان في الأصل تجسيداً للسماء المُشعة، أبو السماء (Jovis-pater-Juppiter) وصورةً موازيةً للاله السنسكريتي دياوس Dyaus واليوناني زيوس Zeus-pater. هذا العُنصر في الصورة المُعقدة لجوبيتور واضح، لكنه لا يُبرر رأي العلماء القُدامى الذين اعتبروا جوبيتور الهاً هندوأوربياً قديماً. كان اسمه أيضاً يُستَخدَم بشكل شائع للدلالة ببساطة على السماء: Sub Jove والتي تعني "تحت السماء المفتوحة" و sub jove frigidoوالتي تعني "في الهواء البارد". في نفس الوقت، كان جوبيتور هو اله الرعد والبرق (ربما تحت تأثير الالهة الاتروسكانية تينيا). من ناحيةٍ أُخرى، كما ذكرنا سابقاً، اعتبر الرومان أن جوبيتور هو اله العنب، وطابقوه مع ليبير. اضافةً الى ذلك، كان جوبيتور يُعتَبَر أيضاً اله الضيافة والأخلاق والحياة الأُسَرية، مثل زيوس. في البداية ربما عَبَدَ الرومان عدداً غير مؤكدٍ من الجوبيتور باعتباره مظهراً من مظاهر القوة غير المُشخصة. وفقاً للأسطورة، قام الملك تاركينيوس Tarquinius (ذو الأصل الاتروسكاني) ببناء معبد جوبيتور في تلة كابيتولين Capitoline Hill (احدى تلال روما السبعة)، وصار جوبيتور الكابيتولي وصياً للمدينة. صار جوبيتور، في وقتٍ لاحق، الاله الأعلى للدولة بأكملها والاله القومي للشعب الروماني.
كان مارس أيضاً شخصيةً مُعقدة. حلّت صورته الأصلية كاله قَبَلي (مارس-سابين) ووصياً على الزراعية الطريق تدريجياً الى وظيفته اللاحقة الأكثر تخصصاً كاله للحرب. حَدَثَ هذا، وفقاً لبعض العلماء، لأن الفلاحين الرومان حصلوا على أرضهم بالحِراب والسيوف، واستولوا عليها من الشعوب المُجاورة: صار اله الحقول هو اله الحرب. في وقتٍ لاحق تمت مُماثلة مارس بالاله اليوناني آريس.
بغض النظر عن أصل الآلهة الفردية، صارت عبادتهم مُطابقةً لتلك الموجودة في المُجتمعات القديمة. كانت آلهة روما، مثل الآلهة اليونانية والشرقية، تُعتَبَر وصيةً على الدولة. كان جوبيتور (جوفيس) ومارس وكويرينوس Quirinus هي أقدم الآلهة الرومانية. وقد مثلَت "قبائل الشعوب الثلاثة" التي شكّلَت الدولة. لاحقاً تم رفض هذه الآلهة الثلاثة من قِبَل ثلاثة آخرين: جوبيتور وجونو ومينيرفا. بعد ذلك، كان الاتجاه هو انشاء آلهة مثل البانثيون الأولمبي اليوناني، على ما يبدو، تحت تأثيرهم. ذكر الشاعر انيوس Ennius (كوينتوس) 239-169 قبل الميلاد، اثني عشر الهاً رئيسياً لروما: جونو وفيستا ومينيرفا وسيريرا وديانا وفينوس ومارس وميركوريوس وجوبيتور ونيبتونوس وفولكانوس وأبوللو. ذكَرَ فارو، وهو كاتب في القرن الأول، ثمانية آلهة أُخرى: جانوس وساتورنوس وجينيوس وسول ديفينوس Sol divinus وأوركوس وليبير Liber-pater وتيرا Terra-mater ولونا Luna.
وبالتالي، كان الدين الرسمي السائد في روما خلال الفترة الكلاسيكية هو عبادة آلهة البولس كما كان الحال في الجمهوريات اليونانية.
اقترح العالم الألماني جورج فيسوفا Georg Wissowa، وهو أحد أكبر الباحثين في الدين اليوناني القديم، تقسيم الآلهة في البانثيون الروماني وفقاً لعصرها ومكان نشوئها. كانت مجموعة الآلهة ذات الأصل القديم dii indigetes: جانوس وجوبيتور ومارس وكويرينوس وفيستا وبياتيس ولاريس وجيني وجونو وساتورنوس ونيبتونوس وفولكانوس وآلهة أُخرى. أما مجموعة الآلهة المُتبناة حديثاً dii novensides فقد كانت ديانا ومينيرفا وفورتونا وكاستور Castor وبولوكس Pollux وهيركوليز Hercules (هرقل) وفينوس وآلهة أُخرى. كانت مجموعة الآلهة الرومانية المُتبناة حديثاً من الأصل اليوناني هي أبوللو وسيريس وليبير وليبرا وميركوريوس وايسكولابيوس Aesculapiusالخ. كانت الآلهة المُنشأة حديثاً تجسداً لملفاهيم مُجردة: الشجاعة Valour والحرية Freedom والصحة Health والنصر Victory والأمل Hope والولاء Loyalty، الخ.
بالاضافة الى الأفكار المُتعلقة بالآلهة والكائنات الشخصية الخارقة في الديانة الرومانية، تمسّكَ الرومان بالمفهوم القديم المُتمثل بالنومين Numen كقوة خارقة عير مُشخّصة. تُشير كلمة النومين هذه، من الفعل Nuere (التحرك، البدء بالحركة) الى خاصية غامضة وقوية خاصة بالآلهة (numen deorum) وبعض الناس: فيما بعد أشار الرومان الى النومين الامبراطوري (الوهية الأباطرة numen imperatorum). كانت فكرة النومين مُشابهةً للمانا Mana في اوقيانوسيا والتي تعني السحر. تم استخدام هذه الكلمة بالمعنى الشخصي بدلاً من مفهوم الاله.
مثلما كانت شخصيات الآلهة الرومانية مُملةً الى حدٍ ما (على عكس الأساطير الدينية اليونانية الحية)، كانت عبادتهم للآلهة كذلك. لم يكن الدين الروماني، على الأقل الدين الرسمي، يحتوي على أي نوعٍ من التصوف، كما أنه لم يجتهد في التواصل الحميم مع الآلهة. كانت العبادة تطلب تنفيذ مُختلف الطقوس وتقديم العطايا وبيان الصِيَغ الشرعية فيه. لم يُسمَح بأي انحراف عن القواعد سواءاً في الأفعال أو في مناشدة الآلهة. كانت صِيَغ الصلاة نفسها تكراراً لفظياً دقيقاً ومُفصلاً لما يطلبه المُصلي من الاله. ومن أجل منع أي لُبس، فقد كانت كلمات الصلاة مدعومةً بالايماءات. عندما كان المرء يتحدث عن الأرض كان من المُفترض أن يلمسها بيده. وعندما كان يذكر اسم جوبيتور كان من المُفترض أن يرفع يديه الى السماء، وعندما كان يتحدث عن نفسه كان عليه أن يضرب على صدره. كان من المهم بشكلٍ خاص نطق اسم الاله بشكلٍ صحيح، والا صارت الصلاة عديمة النفع. ومع ذلك، تم الجمع بين الشكليات الصارمة في أداء الطقوس والفن المُثير للاهتمام لخداع الآلهة من خلال تقديم العطايا لهم بأقل تكلفة. على سبيل المثال، بدلاً من التضحية بالعدد الموصوف من رؤوس الماشية، كان الناس يُقدمون للآلهة نفس العدد من فصوص الثوم. وأثناء تنفيذهم التزاماتهم تجاه الآلهة في الوقت المُحدد، لم يرغب الرومان في منحهم أي شيء اضافي.
لَعِبَ نظام العِرافة (مانتيكا Mantica) وكشف الطالع، دوراً رئيسياً في الدين الروماني في الشؤون الاجتماعية السياسية. كان الرومان يطلبون المشورة من الآلهة، قبل كل حدث اجتماعي مُهم مثل الحرب أو الغزو أو توقيع سلام أو تشييد مبنى. كانت العِرافة الأكثر شيوعاً تتم من خلال مراقبة الطيور auspicio، ونقر الدجاج المُقدس وشكل البرق. تبنّى الرومان من الاتروسكانيين نِظام العِرافة عن طريق أحشاء حيوان مُقدّم كقربان haruspicies (يعتقد بعض الباحثين أن الاتروسكان تعلموا هذا في موطنهم السابق في آسيا الوسطى، وكانت شائعة جداً في بلاد ما بين النهرين). كان الاتروسكان، حتى نهاية الجمهورية، الأفضل في نظام العرافة هذا. كما كانت مهارة تفسير العلامات والاشارات المُختلفة، مُهمةً جداً، وغالباً ما كانت تظهر في شكل ظاهرة طبيعية استثنائية بهذه الطريقة أو تلك. كانت كل هذه الظواهر تُعتَبَر عادةً نذير شؤم.
على عكس المانتيكا، لم يكن السحر يُمارَس على نطاقٍ واسعٍ في الديانة الرومانية، على الأقل في العبادة الرسمية. لقد توقّعَ الرومان من آلهتهم، الذين كانوا موضوعاً للتبجيل الشديد من قِبَلِهم، أن يتلقوا منهم المساعدة والرعاية في جميع المناسبات الضرورية، ونادراً ما اعتمدوا على السحر.
لم يكن لدى الرومان، في الفترة المُبكرة، صوراً للآلهة أو تماثيل أو اصنام. كان هذا أيضاً مظهراً من مظاهر الطبيعة العقلانية الصرف وغير العاطفية للدين الروماني. كانت هناك أشياء مُختلفة، ربما فيتيشات بسيطة من الماضي، بمثابة رموز مادية للآلهة الفردية. كان يُرمَز الى مارس بالحربة وجوبيتور بصخرة. كان رمز فيستا، شُعلةً أبديةً مُقدسة، كما ذكرنا ذلك سابقاً. بدأ الرومان، بتقليدهم لليونانيين، في بناء تماثيل الآلهة في وقتٍ لاحق. وفي نفس الوقت، استمر الفلاحون في عبادة الرموز التقليدية لآلهتهم، مثل جذوع الأشجار القديمة والصخور الكبيرة.
كان الرومان يُصورون أمواتهم، لفترةٍ طويلة. كانت هذه الصور على شكل أقنعة أو تماثيل نصفية تُحفَظ عند كل عائلة. يبدو أن هذه العادة جاءت الى الرومان من الاتروسكانيين.
في البداية، لم يكن لدى الرومان معابد حقيقية. كان أول معبد روماني مُجرّد مكان مُغلق لكشف الطالع، وبشكل رئيسي لمراقبة السماء، ومن هنا جاء الفعل اللغوي اللاتيني contemplari الذي يعني المراقبة أو التأمل. كان هذا المكان مُخصصاً للأنشطة العامة الهامة واجتماعات مجلس الشيوخ، وما الى ذلك. كان معبد الكابيتولينوم Templum Capitolinum المُخصص لجوبيتور من أقدم المعابد وأهمها. قام الرومان، في وقتٍ لاحق، بتقليد اليونانيين مرةً أُخرى، وبدأوا في بناء المعابد لآلهتهم. لكن كانت من الناحية المعمارية مُختلفةً عن المعابد اليونانية التي نشأت على أساس المباني السكنية، حيث كان الجُزء الأمامي من المعبد الروماني رواق كبير مفتوح لمشاهدة السماء.
كانت الطابع الرسمي الصارم للديانة الرومانية واضحاً أيضاً في حقيقة أن كَهَنتها كانوا موظفين في الدولة. لم يُشكّل الكهنة في روما أبداً فئةً خاصةً ولم يلعبوا دوراً مُستقلاً. ومع ذلك، كان لدى روما مجموعةً من الكهنة كان يتم تعيينهم في البداية، ولكن لاحقاً صار يتم انتخابهم كموظفين. كانت أقدم المجموعات هي مجموعة كَهَنة بونتيفيس pontifices وفيتياليس fetiales وفلامينيس flamines ولوبريكي luperci وساللي Salii وارفالبرودَر arvalbruder واوغوريس augures وفيستالينين vestalinnen وغيرها.
كان موظفي البونتيفيس مسؤولين عن التقويم وتحديد الأعياد وما الى ذلك. في العصور القديمة كانوا ثلاثة، ثم صاروا ستة، ثم فيما بعد تسعة. تحت حُكم سوللا Sulla كانوا 15، وتحت حكم قيصر 16. كانوا يُحددون الأيام الجيدة والأيام السيئة ويتتبعون الأحداث والأساطير التاريخية، ويقومون بتدوينها لاحقاً، ويعرفون نظام المقاييس والأوزان. تُشير كلمة pontifex (حرفياً، باني الجُسور) الى أنه كان لهؤلاء الكَهَنة علاقة بنهر التيبر Tiber. كانوا في الأصل مُهندسين مسؤولين عن بناء الجسور. كان الكاهن الأعلى pontifex maximus مسؤولاً عن كل ما يتعلّق بالدين، ولديه بعض صلاحيات انفاذ القانون.
لم يكن الفيتياليس كهنةً بقَدر ما كانوا مبعوثين لروما في علاقتها مع جيرانها. كانوا يُعلنون الحرب ويعقدون السلام ويُراعون العادات الدينية التقليدية. كان عددهم عشرين، واثنين منهم كانا الرئيسيين the verbenarius، والذين حملا العشب المُقدّس من معبد الكابيتوليوم Capitolium. وكان من بينهم أيضاً الأب باتروتوس pater patratus وهو منصب فيتاليسي كان مُخولاً لابرام المُعاهدات.
كان الأوغوريس مجموعةً مؤثرة. كان هناك ثلاثةً منهم، ثم صاروا 16. كانت مُهمتهم ابلاغ المسؤولين بالبشائر الحسنة والسيئة. لقد حدّ هذا الدور السلبي الصرف من استقلاليتهم وتأثيرهم السياسي.
كانت العطايا القُربانية من عمل كاهن خاص يُدعى ريكس ساكروروم rex sacrorum، وهو ملك الأنشطة المُقدسة. كان هذا بمثابة احدى بقايا السلطة المَلَكية القديمة، ولكن لم تكن هذه الوظيفة مُهمةً من الناحية السياسية في عصر الجمهورية.
تمتعت مجموعة الفيستالينين الستة، وهُنّ كاهنات الالهة فيستا، بسُلطةٍ كبيرة. عادةً ما كُنّ ينحدرن من هائلات أرستقراطية وخدمن لمدة 30 عاماً. لقد كُنّ يتلقين نذور العفة الصارمة. كان يتم مُعاقبة أي انتهاك للنذر، بوحشية صارمة: كانت مُخالفة النذر تُدفَن وهي على قيد الحياة. كان الواجب الرئيسي لعذارى فيستا، هو الحفاظ على الشعلة الأبدية في معبد الهتهم. كان رأس المجموعة هي الفيستالية العذراء العُليا virgo vestalis maxima والتي تمتعت بسلطة عامة كبيرة. على سبيل المثال، كان يحق لها أن تُنقِذَ المجرمين المحكوم عليهم بالاعدام، وتخلصهم من حُكمهم اذا التقوا بها بالصدقة، في الطريق الى اعدامهم.
كانت مجموعة الفلامينيس هم كَهَنة آلهة فردية وكانوا تحت الرئاسة العامة للبونتيفيكس الأعلى. كان هناك 15 كاهن منهم، 3 منهم من كهنة جوبيتور ومارس وكويرينوس وكانوا الأكبر سناً. قدّمَت مجموعة الفلامينيس ذبائح للآلهة وتمتعوا بشرفٍ كبسر وخاصةً كاهن جوبيتور flamen dialis، لكنهم كانوا تحت ضغط المحظورات القاسية. على سبيل المثال، لم يكن يُسمَح لكاهن جوبيتور أن يركب الخيل وأن يؤدي اليمين وأن يذهب خارجاً برأسٍ مكشوف وأن يلمس اللحوم النيئة والماعز ونبات اللبلاب Ivy والفاصولياء، الخ.
كانت مجموعات ساللي وأرفالبرودَر ولوبيركي مُختلفين تماماً عن الكهنوتيات الأُخرى، والتي رُبما لم تكن مُرتبطةً بشكلٍ مُباشرٍ بدين الدولة، ولكن بالعبادات الشعبية الزراعية القديمة. تألفت مجموعة ساللي من مؤسستين، أحدها مُرتبطٍ بعبادة مارس البالاتينية(جـ) Palatine cult of Mars، والمؤسسة الأُخرى مرتبطة بعبادة كويرينوس الكوينيرالية(د) Quirinal cult of Quirinus. كل واحدة من هذه المجموعات لديها 12 عضواً. كانت الطقوس التي يؤدونها مُختلفةً تماماً عن الطقوس الاحتفالية الرسمية، لأنها كانت تشمل الرقص والغناء.
حافّظَت مؤسسات الكهنوت الروماني ايضاً على بقايا قديمة أُخرى. على سبيل المثال، كان هناك، في مكان ليس بعيداً عن مدينة اريسيا القديمة على ضفاف بحيرة نيمي، معبداً قديماً في الغابة مخصصاً للالهة ديانا، وكان يحرسه كاهن يحمل اسماً استثنائياً (ملك الغابة) rex Nemorensis. كان هذا "الملك" رجلاً غير محظوظ، لأنه كان-حسب العُرف- يُمكن أن يُقتَل على يد أي شخصٍ يُريد أن يحل محله. كان كل ما على أي شخص طموح أن يحل محله هو قطع "الغصن الذهبي" من شجرة في الغابة، مما يمنحه الحق في مُهاجمة "ملك الغابة" وأن يقتله بسيفه. هذا هو السبب في أن هذا الكاهن كان يحرس الشجرة بسيفه باستمرار، ولم يكن يعرف الراحة قط. قلة من الناس كانوا يرغبون بالحصول على هذه المكانة المُشرفة ولكن الخطيرة. كان مُعظمهم عبيداً هاربين لم يكن لديهم أي شيء ليخسرونه في هذه المُجازفة.
كانت هذه العادة الغريبة التي أُستمرت حتى نهاية الحقبة الامبراطورية (لوحِظَت حتى في القرن الثاني بعد الميلاد) نُقطة بداية للدراسات المُثيرة للاهتمام التي أجرها جيمس فرازر حول (Golden Bough). حاول فرازر، على أساس كمية هائلة من المواد التي جمعها في 12 مُجلداً، اكتشاف العناصر التي شكلّت تقاليد مثل هذه الممارسة الاستثنائية لاستبدال "ملك الغابة"، وما الذي تنطوي عليه هذه التقاليد في الواقع والمعتقدات ذات الصلة. أثبَتَ فرازر أن هذه كانت مجموعة من المُعتقدات القديمة العميقة المتعلقة بتجسيد روح الحياة النباتية. كان "ملك الغابة" تجسيداً انسانياً لروح البلوط، وهي شجرة مُقدسة. كانت روح الشجرة، وبالتالي روح الكاهن مُرتبطة بشكلٍ غامضٍ بالهدال، وهو نبات طُفيلي ينمو على أشجار البلوط وكان يُعتَبَر أيضاً مُقدساً. يستطيع المرء أن يتملّك روح الكاهن الحارس اذا كَسَر غصن الهدال، وبالتالي لم يكن من الصعب قتله. كان هذا التقليد هو أحد بقايا التضحية القديمة بالبشر المُرتبطة بعبادة الخصوبة الزراعية.
كانت أهم مجموعة كهنوتية في روما تقع تحت سيطرة الباتريسيين، الذين كانوا مواطنين كاملي الحقوق. كانت هذه السيطرة واحدة من أدوات نضالهم ضد البليبيانيين. سعى هؤلاء الأخيرين، بطبيعة الحال الى أن يُصبحوا كهنة، وخصوصاً، أن يُصبحوا من مجموعة البونتيفيس. تبعاً لقانون Lex Ogulnia عام 300 قبل الميلاد، حصل البليبيانيين أخيراً على الحق في أن يصبحوا أعضاءاً في مجموعة الالبونتيفيسي، وكانت هذه خطوة مهمة نحو مساواتهم مع الباتريسيين.
في فترةٍ لاحقة، أدى النضال من أجل ديمقراطيةً أوسع الى اعتماد قانون آخر سنة 104 قبل الميلاد. نص هذا القانون على انتخاب أعضاء مجموعة بونتيفيس والاوغوريس. تم الغاءه خلال فترة سوللا الرجعية سنة 81 قبل الميلاد، ولكنه أُعيد خلال فترة ولاية شيشرون عام 63 قبل الميلاد.
لم يكن الكهنة ومنظماتهم معزولين تماماً عن الشؤون العامة. كانوا، مثلهم مثل اي موظفٍ آخر، مواطنين عاديين. كان الاختلاف الوحيد أنهم احتفظوا بمناصبهم مدى الحياة. كان الممكن أن ينخرطوا في الشؤون العامة في نفس الوقت، وفي بعض الأحيان كان منصب الكاهن فخرياً بحتً.
عندما كان تيبيريوس غراكوس شاباً تم انتخابه لمنصب عضو في الاغوريس، مثل شيشرون لاحقاً. كان يوليوس قيصر (سيزر) كاهناً لجوبيتور في سن الثالث عشرة، وأنتُخِبَ في سن السابعة والثلاثين الكاهن الأعلى للبونتيفيس. في وقتٍ لاحق شغَلَ هذا المنصب ليبيدوس، ومن ثم شغله بعد موته اوكتافيان اوغسطس. حافظ خُلفاء أوغسطس على سيطرتهم على مُختلف المناصب، بما في ذلك البونتفيكس الأعلى.
من المُثير للاهتمام دراسة مسألة الدين والنظام الطبقي في روما. مثل جميع ديانات الشعوب القديمة الأُخرى، عارضت الديانة الرومانية المُجتمع الروماني بالعالم الخارجي. كانت الآلهة الرومانية راعيةً للدولة في صراعها مع الأعداء. لكن كان هذا المبدأ عاملاً أيضاً داخل المُجتمع الروماني نفسه. لم يُشارك البليبيانيين في العبادة الرسمية. لم يكن لديهم الحق في اللجوء الى الكاهن الأعلى. على هذا الأساس رفض الباتريسيين حق البليبانيين في تقلّد المناصب العامة. عندما حَصَل هؤلاء الأخيرين على حقوق متساوية، لم تختف اللامساواة بشكلٍ عام بل أصبحت أكثر رسوخاً. مع تطوّر العبودية، أصبح الدين شكلاً من أشكال مُقاومة ملّاكي العبيد للعبيد. لهذا السبب تم ابعاد العبيد من البلاد الأُخرى عن العبادة. لم يكن للعبيد أي حقوق انسانية، كان عملهم ووقتهم ملكاً لأسيادهم، لذلك كان من الواضح أنه لم يكن مسموحاً لهم أن يقضوا وقتهم في العبادة. كان يتم تجاهل الفوارق الاجتماعية فقط خلال الاحتفالات الزراعية القديمة مثل الساتورناليا Saturnalia. كان العبيد يُشاركون في الاحتفال، ووفق العادة القديمة، كان يُسمَح لهم بتناول الطعام والشراب على المائدة مع سيدهم، بل أنه حتى كان يخدمهم كذلك. كان يتم احياء العادات المشاعية العشائرية خلال الساتورناليا.
لم يكن لدى العبيد المُحررين والفقراء في روما أخلاقهم الطبقية المُتميزة عن أخلاق أسياد العبيد وحسب، ولكن اختلفت معتقداتهم الدينية أيضاً عن الدين الروماني الرسمي. على سبيل المثال، كان لديهم لفترةٍ طويلة الآلهة الثُلاثية البليبيانية المُتمثلة بسيريرا وليبير وليبيرا، والذين وُضعوا في مواجهة مع الآلهة الباتريسانية الثُلاثية القديمة جوبيتور ومارس وكويرينوس. تم تبنّي هذه الآلهة البليبيانية في بانثيون الدولة بعد أن تم منح البليبيانيين حقوقاً متساوية مع الباتريسيين. كرّمَت الجماهير آلهتها المحبوبة، وخاصةً بونا ديا Bona dea وبريابوس Priapus وحتى سيلفانوس Silvanus بالاضافة الى آلهة بليبيانية أُخرى لم يكن لها مكان في عبادة الدولة الرسمية. كان الناس يرون في هذه الآلهة مدافعين عنهم ضد الأقوياء، وراعيةً لقطع أراضيهم الصغيرة وأثاث منزلهم المتواضع.
نما البانثيون الروماني مع توسّع الدولة، وضم المزيد والمزيد من المناطق، أولاً في ايطاليا، ثم في البلدان الأُخرى. كان تأثير اليونانيين كبيراً بشكلٍ خاص في هذا الصدد. كان هذا التأثير واضحاً حتى في الفترة الأولى وجاء من خلال المستوطنات اليونانية على الساحل الغربي لايطاليا مثل كوماي Cumae ونابوليس Neapolis. كان هذا عندما تبنى الرومان الآلهة اليونانية أبوللو وهيراكليس (بدا الاسم ببساطة مُشابهاً لهيركوليز-هرقل الروماني)، وبعض الآلهة الأُخرى. في نفس الوقت، احتذى الرومان بمثال اليونانيين والاتروسكانيين وبدأوا في تشييد المعابد وانشاء التماثيل للآلهة. كانت نفس هذه الفترة القديمة بمثابة بداية الأسطورة حول كُتب العرافة (سيبيلين Sibylline)، والتي من المُفترض أنها أدت الى استعارة روما للطقوس اليونانية. بدأ الدين اليوناني يؤثر على روما بقوة بعد الحرب التارينتيانية Tarentian war (أوائل لاالقرن الثالث قبل الميلاد) وضم جنوب ايطاليا للمستوطنات اليونانية، وصار التأثير أقوى كذلك بعد أن غَزَت روما اليونان (منتصف القرن الثاني قبل الميلاد). خضوعاً للتفوق الثقافي الواضح لليونانيين، استعار الرومان الأساطير اليونانية الغنية والمتنوعة، وقاموا بتكييفها مع آلهتهم الباهتة. أصبحت هذه الآلهة أقرب الى الآلهة اليونانية ومتطابقة معها. صار جوبيتور مثل زيوس، وجونو مثل هيرا، ومينيرفا مثل أثينا، وديانا مثل ارتيميس، ومارس مثل آريس، وفينوس مثل أفرودايت، وما الى ذلك.
انها مسألة أُخرى عندما يتعلق الأمر باستعارة العبادات الشرقية. كانت هذه العبادات مُختلفةً تماماً عن الديانة الرومانية، اذ تطورت في ظروف اجتماعية وسياسية مُختلفة. لقد كانت غارقةً في التصوف والأفكار حول العقاب في العالم الآخر، لذلك كان للحكومة الرومانية والأرستقراطية تحفظات قوية تجاهها. لم يكن لتلك العبادات، على عكس الديانة اليونانية، أن تُصبح جزءاً من العبادات الرومانية الرسمية. تمسّك الباتريسيين الرومان القُدامى بآلهتهم القديمة وكانوا ينظرون بغطرسة وشك الى مُختلف الابتكارات الدينية "البربرية". لكن كان الجماهير وسكان المُدن الفقراء والعبيد يعبدون ايزيس وأنوبيس وسيرابيس من مصر والآلهة السورية ومن آسيا الصُغرى المُختلفة، بشغف. لقد رأوا أنها مُنقذةً لهم، في حين أن الآلهة الرومانية الرسمية لم تكن تعني أي شيءٍ لهم. كانت عبادة الآلهة الشرقية تتضمن طقوساً حسية (الرقص والشرب والجنس). لكن السلطات الرومانية نددت بذلك وحظرته. اعتمد مجلس الشيوخ سنة 186 قبل الميلاد مرسوماً ضد الباكوسية(هـ) bacchanalia حيث انخَرَطَ عَبَدة الاله التراقي-الفريجي في أنشطة مُفرطة ولم تتفق مع الأخلاق الرسمية السائدة. قدّمَ مجلس الشيوخ للمحاكمة ما يصل الى 7000 مُشارك في هذه الاحتفالات، وتم اعدام أكثر من نصف المُتهمين. على الرغم من هذه الاجراءات القاسية،، استمرت العبادات الشرقية في التغلغل داخل روما بثبات. تجلّى هذا بشكل غير مُباشرة عندما تحوّل المجتمع الروماني الى مركز امبراطورية البحر الأبيض المتوسط الكُبرى مُتعددة الجنسيات. تجلّى هذا بشكلٍ خاص في الفترة المتأخرة، أثناء انهيار روما القديمة (القرنين الثالث والرابع) عندما أصبحت عبادة ميثرا Mithras وايسيز وآتيس والمسيح Christ شائعةً على نطاقٍ واسعٍ في جميع أنحاء الامبراطورية.
كان هناك تغيّر آخر مُرتبط بالانتقال روما من جمهورية (509-27 قبل الميلاد) الى امبراطورية مُبكرة Principate (27 قبل الميلاد الى 284 ميلادي)، ومن ثم الى امبراطورية ناضجة Dominate (284 وحتى سقوط روما). تطلّبَ النظام الامبراطوري الذي نشأ من جمهورية أسياد العبيد (وهي نظام مَلَكي تم تمويهها بالأصل باسم جمهوري اعتباري)، عقوباتٍ دينية. على الرغم من وجود علامات ضئيلة على عبادة القوة الامبراطورية والتي كانت واضحةً حتى في عهد سوللا الذي كان يُعتبَر مُفضلاً لدى الآلهة، لكن التأليه الحقيقي للأباطرة (تأليههم في البداية بعد وفاتهم، ومن ثم صار التأليه أثناء حياتهم، لاحقاً) بدأ مع يوليوس قيصر. كان هو أول من حصل على مرتبة التشريف الالهية الرسمية عند موته. اوكتافيان، الذي لقّب نفسه بأغسطس والذي يعني المُقدّس، اعتُبِرَ الهاً بعد وفاته وبُني معبد تكريماً له. أعلن كاليغولا Caligula نفسه الهاً عندما كان لا يزال على قيد الحياة، وأمر بأن تحل نسخة طبق الأصل من رأسه محل تلك الرؤوس الموجودة على تماثيل الآلهة اليونانية. نشأت العبادة الرسمية لـ"عبقرية الامبراطور" في جميع أنحاء الامبراطورية، كل هذا كان له تداعيات سياسية واضحة.
لكن في الوقت نفسه، سعى الأباطرة الأوائل الى الحصول على أشكال من السلطة والنفوذ المقبولين للتقاليد الجمهورية، وأداروا سياسةً دينيةً أُخرى أيضاً، وهي سياسة استعادة المُعتقدات الدينية الرومانية القديمة التي بدأت في الانحلال، والحفاظ عليها. كان أوغسطس نشطاً بشكلٍ خاص في هذا الصدد. رمم وبنى المعابد. تم تشييد 82 معبداً تحت حُكمه في روما وحدها. أعاد احياء عبادة لاريس القديمة، وأسس عبادتها في كل حي من الأحياء الـ265 في روما، وأعاد سن قواعد الأرفالبرودرز، وجدد الأعياد والألعاب الدينية التقليدية ووسعها، ونصّب نفسه البونتفيكس الأعلى. أثناء دغمهم للعبادات الرومانية القديمة، لم يحظر الأباطرة الطقوس الشرقية، ولكنهم حاولوا الحد من شعبيتها من خلال مواجهتها بالديانة الرومانية الأصلية. لكن هذه السياسة لم تنجح لأنها وقفت ضد الاتجاه التاريخي الطبقي لانحلال الديانة الرومانية. لم تكن آلهة روما القديمة التي عَكَسَت الحياة اليومية للمدينة تتوافق مع الظروف الجديدة المُتمثلة بصعود روما كقوة عالمية هائلة.
بينما انتمت الجماهير الشعبية تدريجياً الى العبادات الشرقية بدلاً من الآلهة الرومانية، كان المُتعلمون ينجذبون بشكلٍ مُتزايدٍ الى مدار التفكير الحر، مع التطور الثقافي الحاصل. انتشر التفكير الحر والنقدي في جميع أنحاء روما مع تعاليم اليونانيين. كان أحد أقوى المُدافعين عن الثقافة اليونانية، والذي تَرجَمَ للكُتّاب اليونانيين الى اللغة اللاتينية هو الشاعر كوينتوس اينيوس Quintus Ennius (240-169 قبل الميلاد). كان متشككاً جداً في الدين ولم يؤمن بالآلهة. كان مُعاصره تيتوس بلوتوس Titus Plautus (254-184) يسخر في كوميدياه من صِيَغ الصلاة المُختلفة التي كان اللصوص والعاطلون ينطقون بها. حاوَلَ كُتّاب وفلاسفة آخرون في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد التوفيق بين الدين والنظرة العقلانية عن العالم، واعطاء الأساطير والمفاهيم حول الآلهة معنىً مجازياً. شَعَرَ بعض المُتعلمين الذين لم يعودوا يؤمنون بالعرافة وكشف الطالع أنها، اي هذه الأخيرة، ما زالت ضرورية للناس. على سبيل المثال، قال شيشرون، الذي كان قادراً على الجمع بين تفكيره الحُر والأداء الواعي لوظيفته ككاشف للطالع، أنه يجب الحفاظ على هذه الوظيفة لكي لا نُزعج الجماهير، ومن أجل أن تقدّم خدمةً للدولة.
بَلَغَ التفكير الروماني الحُر ذروته في أعمال الشاعر اللامع والفيلسوف المادي تيتوس لوكريتوس كاروس Titus Lucretius Carus (99-55 قبل الميلاد). طَرَحَ وجهة نظره المادية المُتسقة في قصيدته المُمتازة (في طبيعة الأشياء)(و) De Rerum Natura، والتي أنكر أنكر فيها وجود الاله وفضح خطر الدين. أظهرت القصيدة أنه فَهِمَ أصل الدين ولماذ استمر طويلاً. كان غايوس بلينيوس سيكوندوس الأكبر Gaius Plinius Secundus (23-79) مادياً أقل اتساقاً. أنكر وجود الآلهة التقليدية، لكنه قال بأن مركز الكون هو اله الشمس.
استمر الدين الروماني حتى انتصار المسيحية في القرن الرابع.

ترجمة للفصل الواحد العشرون من كتاب:
History of Religion, Sergei Tokarev, Translated From Russian To English by Paula Garb, Progress Publishers, Published 1986, Translated 1989.
Chapter Twenty one: Ancient Roman Religion

أ- اللغات الأومبريالية-السابيلية وهي لغات القبائل التي كانت موجودةً في جنوب ووسط ايطاليا، ومن ثم استبدلتها اللغة اللاتينية مع توسّع روما القديمة.
ب- جَرَت الدراسات الأركيولوجية والتاريخية على الناغوالية لشعوب أمريكا الوسطى. والناغوال في هذه الثقافة الأمريكية القديمة هو انسان قادر أن يتحول الى فهد. تقول الخرافة أن على الناغوال أن يعقد اتفاقاً مع الشر. كانت هذه الشعوب تعقد طقوساً لمعرفة ما اذا كان هذا الشخص او ذاك المولود حديثاً قادر على أن يُصبح ناغوالاً ام لا. يُعتَقَد أن الناغوالا الأوروبي هو شخص قادر أن يتحول الى حيوان ما.
جـ- مُرتبطة بتلة بالاتين، وهي احدى تلال روما السبع.
د- مرتبطة بتلة كوينيرال، وهي احدى تلال روما السبع.
هـ- من الاله باكوس، وهو اله اللذة التراقي. والباكوسية هي طقوس كانت مُنتشرةً في وسط وجنوب ايطاليا، تتضمن احتساء النبيذ والرقص وممارسة الجنس. كانت تُمارَس اما بشكل عشوائي، أو بشكل منظم من قِبَل أتباع هذا الاله. وقد كانت شكلاً من أشكال التمرد الطبقي على الدين الروماني الرسمي. استمرت الدولة الرومانية في مُحاربة هذا الشكل من أشكال الطقوس، الا أنها استمرت خلال فترة الامبراطورية الرومانية.
و- كتاب (في طبيعة الأشياء)، لوكريتوس، ترجمة على عبد التوّاب علي وصلاح رمضان السيد، المركز القومي للترجمة، 2018.
مما يقوله لوكريتوس في قصيدته:
في البداية تجاسَرَ رجلٌ اغريقي بأن رفع عينيه البشريتين
في وجه المعتقدات، وكان أول انسان يقف في مواجهتها
لم تُثنه عن موقفه قصص الآلهة والصواعق والسماء بهزيم
رعدها ذي الوعيد، بل أن ذلك قد أثنار-الى حدٍ بعيدٍ-
شجاعة عقله القوية، لدرجة أنه صار أول انسانٍ يرغب
في تحطيم الأقفال مُحكمة الاغلاق لأبواب الطبيعة
لذلك فان قُدرته العقلية المُفعمة بالنشاط كان لها الغَلَبة
وذهب الى ماوراء حصون السماء المُستعرة
وتجاوز بفكره وخياله الكون اللامُتناهي كله
ومنه يعود الينا فيُعلمنا ما بامكانه الظهور في الكون... ص99
---------------
لقد استطاعت المُعتقدات البالية أن تُقنع الناس بارتكاب شرورٍ كثيرة
انت نفسك الآن، أو في أي وقتٍ آخر، وقد أُققِلتَ
بأقوال الكهنة المُرعبة، سوف تنشد الابتعاد عنا
نعم بالتأكيد كم هي كثيرةٌ الأوهام التي يستطيع الكهنة أن
يخترعوها كذباً في التو، أوهامٌ كافية لأن تُحوّل مبادئ الحياة
وأن تَقلِبَ بالخوف، رأساً على عقب، كل أقدارك!... ص101-102