دواعش في الفصل الدراسي


محمد مسافير
2021 / 4 / 24 - 19:38     

كنت غالبا ما أنهي حصة الإنجليزية بمقطع من الرسوم المتحركة، ينصت له المتعلمون، ثم نخوض في المصطلحات أو نتناقش القضية التي يثيرها، لكن الوضع اختلف هذه المرة، كان من بين المتعلمين أربعيني بموضة الرسول: يقص الشارب ويعفو عن اللحية... أشعلت العارض، وضبطت مكبر الصوت، ثم أطلقت عنان مقطع من فيلم كارتوني عنوانه "الصياد والسمكة"، الكل كان ينصت باهتمام، إلى أن نطقت السمكة... نط الملتحي من مكانه صارخا:
- بالله عليه يا أستاذ، ما هذا الذي تعرضه؟ سمكة تتكلم؟ ألا تحترم أعمارنا؟ هذه التفاهات تقدم للأطفال وليس للكبار..
استفزني كثيرا احتجاجه، فقلت له بهدوء:
- يا صديقي، لماذا إذن لا تحتج حين تسمع بأن نملة كلمت نبيا، أو هدهدا نقل الأخبار، أو رسولا خرج حيا من جوف الحوت... أليس القرآن نفسه يذل أعمارنا ولا يحترم ذكاءنا؟
هذه المرة، قام الملتحي من مقعده، ووجهه مكفهر أسود، واللعاب يتطاير من ثغره الواسع:
- أهااااه، قل إنك ملحد لا تؤمن بالله والرسول..
فجأة، كشف عن بطنه، كان يحيطه بحزام ناسف، فجر القسم، وامتلأت الدنيا سوادا، وما كان ذاك السواد غير ظلام غرفة نومي، أشعلت الأنوار، وصليت ركعتين حامدا الله على أن كان الأمر مجرد كابوس، ثم عدت إلى فراشي!