نقاش ديني في عقيقة


محمد مسافير
2021 / 4 / 24 - 18:08     

في عقيقة ابنتي "سيلينا" التقى الخصمان، بعض من زملائي في العمل - ممن لا يعرفونني حق المعرفة، والبعض الآخر من رفاق الفكر، والأهم أنهم لا يعرفون شيئا عن بعضهم البعض، وكنت حريصا على إشراك الجميع في الحديث، ولأنه لم يكن هناك شيء محدد يجمعهم، فقد استهلوا الحديث بموضوع الحيوانات، لا أتذكر تحديدا كيف جاء هذا الموضوع، لكنني أتذكر كيف انحرف إلى غيره...
- الأفاعي كلها مسالمة، والإنسان هو الأخطر، لأنها لا تلذغ إلا حين تحس بالخطر فتحاول الدفاع عن نفسها، لكن الإنسان يتعقبها فيقتلها طمعا في جلودها أو دون سبب أو يصطادها للتسلية...
- لكن من المنظور الديني هذا خطأ، لأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أوصانا بقتلها...
- الإسلام أوصانا بقتل الجميع...
- أعوذ بالله، ماذا تقول، الإسلام كما يسوق له الغرب هو فعلا كما قلت، لكنه في جوهره يدعوا إلى السلام، لذلك سمي إسلاما...
هنا تشعب النقاش واحتدت نبرة المتناقشين واكفهرت وجوه أغلبهم حتى تناولوا أغلب نقاط الاختلاف:
- الأمازيغية ليست أصلا لغة..
- العربية لغة ميتة لأنها تنحصر في الكتب ولا وجود لها في الحياة...
- العربية لغة الجنة ولغة القرآن وأم اللغات... يجب التدريس بها والدفاع عنها..
- الإسلام دين بيدوفيلي، فدون أن نذكر زواج محمد بعائشة، فقد ذُكِر حديث في الصحيحين يقول: "فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه ـ يعني لاط به ـ فلا يتزوجن أمه!" يعني أدخله في الصبي الذكر؟؟
- الأحاديث رغم ورودها في الصحيحين لا تعني أنها صحيحة بشكل مطلق، فبها أقسام أيضا يجب معرفتها أولا حتى تستطيع المحاججة بها!
- ولماذا تستدل أنت بحديث الأفعى والكلب الأسود، ربما هو الخطأ والآخر هو الصحيح، أم أنك تنتقي فقط ما يعجبك؟
- أنت زنديق!
- أنت داعشي!
- أصلا الجلوس مع المستهزئين بالدين حرام، قوموا يا جماعة.
- نحن أيضا لو علمنا أن الإرهابيين سوف يحضرون ما جئنا؟
- وهل هناك عقيقة دون تلاوة القرآن، كنت أشك في إيمانك يا محمد، لم أراك تحضر قط صلاة الجمعة؟ ثم ما معنى سيلينا؟؟ تأتوننا بأسامي الغرب كي تفسد مجتمعنا!
انفض الجمع من حولي، بشرت زوجتي بذلك، فقمنا بتقسيم اللحم والدجاج المطبوخ على أيام الأسبوع، ووضعناه في المجمد!