|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري
برلماننا بائس شكلا ومضمونا ( يعني شخوصا ، إدارة وسياسات ) تغزوه الشعبوية ويُعَشِّشُ فيه اليمين الانتهازي بِشقيه الليبرالي والديني ، يَعلوه الصّياح والتطاحن "الاخلاقوي" المسرحي علنا لتغطية فسادٍ ومُفسدين سِرّا ، هذه حقائق يعلمها كل كبير وصغير ومن "يدبي" حتى على الحصير ، في هذا البلد المنكوب مثل غيره بهذه الديمقراطية التمثيلية/النيابية التي ابتدعها الإنسان ليجعل لعموم الشعب صوتا و عينا ويدا فاعلة في السياسات العمومية التي تكاد تنفرد بصياغتها وتطبيقها دوائر حكومية بجيش من الموظفين الأجراء خدمة لأصحاب السيادة من وراء ستار المال والأعمال والربح وحتى الدجل الديني والقومي !! طيب هذا برلماننا بِكُلِّ ما فيه هو مشطرة ( صورة) عن المجتمع التونسي بكل تلويناته وتَلَوّناتِه و تقيته وفُصامه بين أخلاقه وتمثّلاته الواهمة عنها وبين سلوكاته اليومية وعلاقاته الاجتماعية الواقعية المفروضة عليه بوصفها شروطا سابقة لوجوده ، برلماننا صورة عن تونس بكل مستوياتها المعرفية و الاجتماعية و مجموعات مصالحها الفئوية والجهوية والحزبية ...الخ ( اكيد بعد كثير من التلاعب والتطويع "روتوش" للصورة كما لساحة ووضعية التقاطها عبر ماكينات المال السياسي و الإعلامي و الايديولوجي) ، انتخبه التونسيين في انتخابات عامة حرة ومباشرة لِيُعَيّن الحكومة ويُقَيّد سياساتها ويراقب أعمالها وتصرُّفِها في جيش الموظفين العموميين ، لذلك فإن حملة الشيطنة المفرطة و التقزيم والانتقاص الدائم من قيمة مجلس نواب الشعب بدعوى تدني المستوى العلمي و الخبرة التقنية لأعضائه أو شطط سلوكاتهم الاجتماعية و "انفلاتها" خارج دائرة المسموح "النُّخبوي" أو المقبول وفق البروتوكولات الإدارية للدولة البيروقراطية الكلاسيكية ، كل شطط في هذا الاتجاه يُمكن إعتباره في النهاية انتقاصا من الشعب التونسي وتقزيما لخياراته يتضمن دعوة لان تحجر "النخبة" عليه وتتسلم عبر ترسانة خبرائها وتقنييها بالاتهم المعرفية الفنية الصرفة مقاليد حكم البلاد وجيش موظفيها بحكومة "تكنوقراط" مطلقة السلطة مُنمّقة التبليغ و الخطاب ، بروتوكولية الحضور الإعلامي حدّ طمس كل كذب رسمي وقتل كل البذاءة و الفساد والبؤس "الدولاتي" وسلوكاتها الفاسدة و الناشرة للفساد في صفوف العامة طالما تحترم تراتيب بروتوكولات الكتب "النخبوية" !!!
|
|