: لينين والحزب (بمناسبة الذكرى ال151 لميلاد لينين 1870- 2021)


نجم الدليمي
2021 / 4 / 22 - 18:04     

اولا..اهمية الحزب.
ان الحزب هو الاكثر فعالية و تنظيم من طبقة ما ويرتبط وجود الحزب السياسي بانقسام المجتمع الطبقي الى طبقات وعدم تجانسها، وهذه الطبقات تتعارض مصالحها بعضها مع البعض الآخر، ومن هنا تنشأ ضرورة موضوعية ملحة لتأسيس الحزب. ان الحزب، هو تنظيم اجتماعي - سياسي طوعي ويحدد اهدافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية وفق الظروف والإمكانيات المتاحة من اجل الوصول للسلطة. ان الحزب هو جزء من البناء الفوقي للمجتمع وهو قوة مادية ملموسة ويستوعب ويجلب الى صفوفه الاكثر وعيا ونشاطا والتزاما من الطبقة العاملة وحلفائها، ويعمل وفق نظامه الداخلي وبرنامجه المقر من قبل مؤتمر الحزب الذي يشكل اعلى هيئة حزبية في الهرم التنظيمي. ولكل حزب هيكل تنظيمي يبدأ من الخلية الحزبية التي تشكل اساس قاعدة الحزب ثم الهيئات الحزبية الاخرى ثم ينتهي بقيادة الحزب المتمثلة باللجنه المركزية ومكتبها السياسي وسكرتير الحزب وهذا يتم في مؤتمر الحزب الذي ينتخب اللجنة المركزية، وهي بدورها تنتخب المكتب السياسي وسكرتير الحزب.
ثانياً.. لينين والحزب
لقد اسس لينين العظيم حزب
من طراز جديد، حزب ثوري يستند على نظرية ثورية، لانظرية ثورية بدون حزب ثوري وان من اهم خصائص الحزب من طراز جديد هي الاتي ::انه يعتمد في عمله ونشاطه على النظرية الماركسية -اللينينية، ان يقود الطبقة العاملة وحلفائها ويناضل من اجل مصالحهم، ان يبني عمله ونشاطه التنظيمي على اساس مبدأ المركزية الديمقراطية ومبدأ النقد والنقد الذاتي، النضال الجاد والفعال ضد كل اشكال التحريفية والانتهازية والإصلاحية، يعتمد على مبدأ الاممية البروليتاريا، وان الهدف الرئيس للحزب هو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي
ثالثا.. اهمية الماركسية -اللينينية.
من كنية ماركس، لينين ظهرت النظرية الماركسية -اللينينية، واللينينية، هي مرحلة جديدة في تطوير الماركسية، ولا يمكن فصل اللينينية عن الماركسية، كما لا يمكن فصل الراس عن الجسد، وبعض القيادات في بعض الاحزاب الشيوعية وبعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 واختفاء الجزء الكبير من المعسكر الاشتراكي، وهذه القيادات قد ايدت وساعدت الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد في نهجه الهدام والتخريبي، (( وابتدعت)) فكر تحريفي - انتهازي بامتياز في فصل اللينينية عن الماركسية وعدم الاعتراف باللينينية ، وهذا قد شكل قمة الخيانة الفكرية لفكر ماركس، انجلس، لينين العظيم، واصبحت هذه القيادة المتنفذة في الحزب ليس لها علاقة لا بماركس ولا بانجلس ولا بلينين ولا بنهج حزب فهد_سلام، فهي قيادة ليبرالية-اصلاحية.
ان النظرية الماركسية -اللينينية شكلت وتشكل علم حقيقي عن المجتمع وتطوره، ولا يمكن ان تحلل المجتمع الطبقي وتطوره بدون الاستناد الى النظرية الماركسية -اللينينية. ان لينين العظيم هو مواصل ومطور لفكر ماركس، انجلس، وفق وضع روسيا السوفيتية، وان روسيا السوفيتية هي موطن اللينينية، وان اللينينية هي ماركسية في مرحلة الامبريالية، وان الماركسية -اللينينية، هي ايديولوجية الطبقة العاملة وحلفائها، وتنطلق من ان الانتاج المادي هو اساس حياة المجتمع، وان الصراع الطبقي يعد المصدر الرئيس لتطور المجتمع الطبقي، ومن ينكر ذلك فهو ليس حزباً شيوعيا وليس له علاقة لا بماركس ولا بلينين....،
يقول ماركس، تقع مرحلة تحول المجتمع الراسمالي تحولاً ثوريا الى المجتمع الشيوعي، تناسبها مرحلة انتقال سياسي لا يمكن ان تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا و مع بناء الاشتراكية تتحول ديكتاتورية البروليتاريا الى دولة الشعب باسره وبقيادة الطبقة العاملة. وبدون ديكتاتورية البروليتاريا يستحيل بناء الاشتراكية وفي قيادة الحزب الشيوعي.
لقد حدد لينين مكانه الامبريالية وخصائصها التي تكمن بالراسمالية الاحتكارية وبالراسمالية الطفيلية، وبالراسمالية المحاضرة وواقع اليوم يؤكد صحة هذا التحليل العلمي والموضوعي. ان التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية للراسمالية، هي عابرة مثل التشكيلات التي سبقتها (العبودية، الاقطاعية) فهي سوف تنتهي من اجل قيام النظام الاجتماعي والاقتصادي الجديد، اي التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية الشيوعية، هذه هي الحتمية التاريخية لتطور المجتمع الطبقي وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة....،
رابعاً.. مقولات تنير الطريق.
نورد بعض المقولات العلمية لقائد البروليتاريا العظيم لينين وهي الاتي،::
**((سيبقى الجحيم فوق الارض طالما بقيت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج....))
**((حزب صبر ( تحمل) على نفسه قيادة خائنة يعد حزب عفن)).
**((ان النقد الذاتي ضروري بلا قيد ولا شرط، لاجل كل حزب سياسي حي وقابل للحياة، وليس ثمة ما هو اسخف من التفاؤل المبني على الرضا عن النفس،،، وبدون ممارسة ذلك سيفنى الحزب ويتعفن ويصبح مريض سريريا)).
**(( ان قوتنا تكمن في اعلان الحقيقة)).
**(( يجب ان نملك الشجاعة والجرأة وننظر بشكل مباشر الى الحقيقة المرة، بان الحزب مريض)).
**وصية لينين((ان الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الان، فنيت لانها اصيبت بالغرور، ولم تستطيع أن ترى اين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها، اما نحن فلن نفنى لأننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا و سنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف.... وان الاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي الا نتيجة للقوة، اما الرياء فهو نتيجة للضعف)).
**(( من المستحيل التطلع الى الثورة الاجتماعية بدون النضال ضد الانتهازية، بدون تميز مبدئي واضح بين الثورين والانتهازين)).
**((في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء او الجهل، وبين الخيانة بشكل مقصود او مخطط لها)).
ان هذه المقولات العلمية والموضوعية وغيرها التي نبه وحذر لينين عنها كانت صائبة وسليمة ، ولو تم الالتزام بها من قبل الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية العالمية، وخاصة الحزب الشيوعي السوفيتي بعد تسليم خروشوف التحريفي -الانتهازي لقيادة الحزب الشيوعي السوفيتي بعد وفاة الرفيق الخالد ستالين، ان بداية الخطر على السلطة السوفيتية والحزب الشيوعي السوفيتي قد بدأ منذ المؤتمر العشرين للحزب، وان جميع خطوات خروشوف قد مهدت لوصول الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد من امثال ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك وارباتوف.......، ونفس الشيء ينطبق على حزبنا الشيوعي العراقي حزب فهد_سلام بعد خط اب التحريفي - الانتهازي في عام 1964 ولغاية اليوم، فان القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الثالث ولحد اليوم هي قيادة ليس لها علاقة لا بماركس ولا بانجلس ولا بلينين ولا بنهج مؤسس حزبنا الرفيق الخالد فهد ورفاقه الابطال والرفيق الشهيد والبطل سلام عادل ورفاقه الابطال.
**هل سيدرك المخلصين في حزب فهد_سلام الخطر الجاد على حزبهم اليوم ، لان ما ذكره الرفيق لينين من مقولات علمية وموضوعية تنطبق على وضع الحزب الشيوعي العراقي في قيادته المتنفذة والتي همها الوحيد البقاء في قمة الحزب والحصول على بعض الامتيازات المادية وغيرها.
خامساً.. لقد حذر لينين العظيم من خطر الانتكاسة للاشتراكية، واكد ان حدث ذلك فالحزب يتحمل مسؤولية ذلك. نعتقد ان مقولات لينين قائد البروليتاريا العظيم كانت ولاتزال حية وموضوعية وملائمة لواقع الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية لن يريد ان يفهم من ما حذر منه لينين، من اجل الحفاظ على الدولة الاشتراكية، والحفاظ على دور ومكانة الحزب في المجتمع اللاطبقي، اوفي المجتمع الطبقي.
ان تفكك اول دولة اشتراكية في العالم، دولة العمال والفلاحين، التي قادها حزب لينين وستالين للفترة 1917 -1953 ومن جاء من بعدهم، فالحزب الحاكم يتحمل مسؤولية ذلك. ان القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي السوفيتي منذ استلام قيادة الحزب والدولة السوفيتية ومنهم خروشوف الذي اسس البدايات الاولى لتفكيك الاتحاد السوفيتي سواء بقصد اوبدون قصد فهي ادت الى اضعاف دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي في المجتمع، وهجومه اللا منطقي واللامبدئي على ستالين وفترة حكمة قد ترك اثرا سلبياً على الحركة الشيوعية واليسارية العالمية، ورفع رقابة جهاز امن الدولة السوفيتية (كي جي بي) على قيادة الحزب الحاكم، واصدار قرار الاعفاء عن الهاربين من البنديرين خارج البلاد وعودتهم وهم قد تعاونوا مع الفاشية الالمانيه ضد السلطة السوفيتية خلال فترة الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، وها هم اليوم يمثلون الجناح العسكري الفاشي في اوكرانيا وخاصة بعد الانقلاب الفاشي في اوكرانيا عام 2014، فهذه الخطوات وغيرها قد ارست الاسس لتفكيك الاتحاد السوفيتي، ومن جاء من بعد خروشوف الانتهازي والتحريفي، كل من بريجنيف،جيرنينكا،فهم قادة للحزب والدولة السوفيتية،، كبار في السن ولديهم امراض....، واصبح دورهم غير فاعل في قيادة الحزب والمجتمع السوفيتي بدليل وفاتهم الواحد بعد الاخر وخلال فترة قصيرة، مما سهل ذلك وصول (( الشاب)) الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد ومنهم ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك وارباتوف...... وتم ذلك بفعل تضافر العوامل الداخلية والخارجية واصبح العامل الخارجي هو الموجه والمنظم للعامل الداخلي فتم تفكيك الاتحاد السوفيتي وفق مشروع الحكومة العالمية وتحت سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها، وهي ايضاً تمثل مشروع قوي الثالوث العالمي وتم تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية العظمى في عام 1991.
نعتقد، من الضروري على قادة الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية الحاكمة والغير حاكمة من ان تعيد دراسة اعمال لينين وبنفس ثوري حقيقي متجدد والذي يتوافق مع واقع بلدانهم وليس قراءة بنفس بيرسترويكي.
ان ماحدث للاتحاد السوفيتي للمدة 1985-1991، يتحملها الحزب الشيوعي السوفيتي، القيادة المتنفذة في الحزب الحاكم وخاصة القيادة المتنفذة المتمثلة بغارباتشوف وفريقه المرتد والخائن.
فالحزب هو المسؤول عن كل ما حدث ويحدث اليوم للشعب السوفيتي وبقية شعوب العالم. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟
المجد والخلود لقائد البروليتاريا العظيم لينين
المجد والخلود للرفيق ستالين.
22/4-2021