بعض من ملامح الوضع التونسي في ميزان كورونا الاسلام السياسي و إنفلونزا الحداثة الشكلانية الاستهلاكية الزائفة...


عمران مختار حاضري
2021 / 4 / 21 - 22:58     

بعض من ملامح الوضع التونسي في ميزان كورونا الاسلام السياسي و إنفلونزا الحداثة الشكلانية الاستهلاكية الزائفة :

* رئيس شعبوي محافظ لا يزال يواصل حملته الانتخابية و تسويق صورة المتدين الولهان و الاخشيدي الهمام... لم يتلمس له الشعب المقهور، موقفاً واضحاً غير ضبابية و هلامية الكلام ...!

* برلمان في قبضة الازلام و الإخوان ، يتدافعون من أجل المحاور و التموقع و زراعة الألغام و تحويله إلى دكان للثرثرة و أيديولوجيا الاوهام لا علاقة له لا بالشعب و لا بحقوق الإنسان المهان ...!

* حكومة تقشفية، عدوانية فاشلة، متمسكة بتلابيب صندوق النقد الدولي ، سليلة السيستام... غارقة في المديونية و خدمة اللوبيات و تستعد لتمليك الأجانب و بيع مدخرات البلاد بابخص الأثمان بكل سماجة و نذالة و بهتان ...!

* منظومة صحية عمومية عليلة جرى تخريبها قصديا لفائدة لوبيات الاستثمار في الأوجاع و الآلام... !

* إقتصاد على شفير الهاوية و الإفلاس ينخره رصاص رأس المال ... !
* منظومة نيوليبرالية تبعية، خدمية، بنكية ، ريعية ، متخلفة مدمرة للسيادة و الأحلام ... !
* دولة مدنية تبعية منزوعة السيادة، مرهونة القرار أداة سيطرة على الشعب لا تصنع تنمية غير التخلف و الخذلان... !
* رئيس حكومة نيوليبرالي متهافت، متمسك بخيارات أيام زمان، تحركه وسادته السياسية الاسلاموية كدمية في أيدي الصبيان... خاضع لكهنة المعبد و كهنة السوق يستمتع بمطبات الكرسي مهما كانت الاوحال و في كل الأحوال... ضالع في قمع أي احتجاج أو عصيان... !

* تحت ضغط اللوبيات، و تقديس الأرباح بدل الأرواح... شعب يواجه مصيره يحاصره الموت دون حماية و رعاية ألقوا به في محرقة ما بات يعرف "بمناعة القطعان" و حجر صحي شامل أصبح في طي النسيان...!

* صناعة التوجيه و التبرير و الخوف و التخويف طغت، على وسائل الإعلام و أصبحت أداة إخضاع و اذعان و طلسم للأذهان... !
* شعب مغيب يحاصره الجوع و اليأس و الفيروس من كل مكان...!
* يسار يعاني التشتت و التشظي أغلبه تلبرل و تكيف مع شعارات الديموقراطية الشكلية من زمان... و أضحى يدافع عن الحقوق الفردية أكثر من دفاعه عن حقوق فقراء الفلاحين والعمال... بارع في بخس بعضه البعض، تقلصت بوصلته الاجتماعية و بهت حضوره على الميدان ... ! لكن رغم هذا و ذاك يبقى اليسار الوطني الناهض و الديموقراطي الثوري الحريص على نقل الديموقراطية الشكلية إلى جوهرها الاجتماعي حيث يكون النضال من أجل الحرية جنبا إلى جنب مع النضال من أجل المساواة و العدالة و تكافؤ الفرص و التوزيع العادل للثروة في إطار التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي هو بؤرة الضوء في آخر النفق و الأمل الوقاد و الملاذ الأخير و صمام الأمان... !
*لن يرى الشعب النور و لن تتحقق انتظاراته و طموحاته و سيادته كاملة بما فيها سيادته على ثرواته مسنودا بالاطياف التقدمية الوطنية الناهضة و الديموقراطية الثورية المنتصرة له إلا متى تجاوز العفوية و الحلول الترقيعية و السقوف الحوارية المنخفضة و أصلح مسارات ثورته و نظم نفسه و وحد طاقاته الذاتية و رسم البدائل و التكتيكات المناسبة صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا حتى إبقاء المنظومة العدوانية الحاكمة الفاقدة لكافة أسباب البقاء سياسيا و أخلاقيا من رواد الحداثة الشكلية الزائفة كما رواد الاسلام السياسي خارج الحكم ، لأن بقائهم لا يعني سوى حرفا للتنقاقض الاجتماعي عن جوهره الحقيقي و تلويثا للوعي الشعبي و مزيداً من عمر القهر و التجويع و التطبيع و الإستغلال و الإذلال ...!

عمران حاضري
17/4/2021