هل تقترب إيران من إنتاج قنبلتها النووية؟ وما هي التداعيات المتوقعة؟


ابراهيم حجازين
2021 / 4 / 16 - 19:26     

اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن إنتاج أول كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة ناتنز.. وقد نقلت رويترز على لسان علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم الجمعة إن طهران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة في منشأة ناتنز بعد أيام من انفجار في الموقع ألقت إيران مسؤوليته على "إسرائيل"، وهذا يقرّب طهران نظريًا من التخصيب بمستوى 90% الذي يسمح بالاستخدام العسكري لليورانيوم المخصب.
هذه التصريحات بالضرورة تطرح تساؤلات حول مدى أثر التفجير الذي أعلن المسؤولية عنه نتنياهو رئيس وزراء العدو في موقع منشاة ناتنز التي اعلن الجانب الايراني ان التخصيب جرى فيها، فهل يا ترى أن التفجير لم يحقق أهدافه؟ ام ان الإيرانيين خدعوا مدبري التفحير بإيهامهم انه قد حصل, كما ان بعض المراقبين يضعون احتمال انه قد تم القبض عليهم قبل تنفيذ العملية واوحوا للأجهزة في دولة الكيان بأن التفجير قد حقق أهدافه.
على نتنياهو ان يجيب على هذه الأسئلة، لأن اقتراب إيران من نسبة 60% تعني أنهم قد اقتربوا من صناعة السلاح النووي. في المحصلة على الولايات المتحدة والدول الأوروبية الضامنة ستجد نفسها في موقف لا تحسد عليه في مفاوضات فيينا، عندما لم تعلن موقفها بشأن النشاط الاستخبارية للموساد في الأراضي الإيرانية لوقف نشاطها التكنولوجي النووي، فهل كان الغرب على اطلاع على بما خطط له الأمنيون والسياسيون وفي مقدمتهم نتنياهو الذي يسعى للخروج من أزمته الداخلية بالظهور كحامل سيف داود كما تبجح بعد إعلان التفجير المنشأة الإيرانية.
إعلان إيران تحقيق هذا النجاح يشكل ضربة قاسية للإسرائيليين وحلفائهم القدماء والجدد، قد تضع العالم أمام خيارات سياسية جديدة من بينها ترك "إسرائيل" لمصيرها بسبب الابتزاز الذي مارسته طوال الفترة الماضية خاصة زمن ترامب ودفعها باتجاه إشعال حرب في المنطقة ليست محسومة النتائج بالنسبة لها ولحماتها.
الخاسر الأكبر بعد دولة الكيان هم حكام الدول العربية التي انخرطت في تطبيع مذل معه وقدمت مساعدات هائلة لتمكينه من وضع اقدامه في ماء الخليج وقدمت قضية فلسطين اضحية على مذبح مطامع الصهاينة على امل البقاء والمحافظة على انفسهم واستعدوا جارا ثابتا في الجغرافيا والمكان لصالح عدو لأمتهم وأمنهم ويطمح للاستحواذ على بلدانهم وبسط سيطرته عليهم، والمفارقة الخطيرة ان هذا الحليف الجديد طارئ في المكان والجغرافيا لا يمكن جعل مكانته ثابتة إلا بتحقيق اطماعه بالاستيلاء على مكامن القوة في الامتداد العربي في منطقة الشرق الأوسط، هذا ما تفرضه عليه غريزة البقاء وتنفيذ دوره الوظيفي المكلف به منذ ان انبثقت فكرة بناء جسم غريب في بلادنا يبدأ عمله من فلسطين،
هل يتناقض إنتاج إيران للقنبلة النووية مع مصالح الشعوب العربية؟ هذا السؤال معقد ويحوي على مفارقات وتناقضات عديدة والاجابة عليه ليست سهلة.
لا شك ان بلاد العرب في اسوء اوضاعها، كما انه ما ليس هناك شك ان منظومات الأسر الحاكمة وليس الدول والشعوب كانت ترى بالنهضة والمشروع النهضوي العربي مهما كانت أهدافه او مساراته او مراكز انطلاقة خطرا داهما عليها، لان سلطتهم تبقى أمنة بوقف نزعات النهوض في المنطقة، فاضعفوا مصر وحيدوها وألقوا بها في أحضان الغرب وحولوها بقدر استطاعتهم من دولة قائدة تحمل برنامجها للتنمية إلى حالة من الدفاع عن الذات، عملوا على تدمير العراق وتغتيته وارجاعه إلى الوراء وساهموا في ضرب تقدمه العلمي وتعاونوا مع بيغن في بداية الثمانينات في تدمير المفاعل النووي العراقي وفتحوا ابوابهم لاحتلاله وغرسوا باجهزة امنهم ارضه بالمرتزقة والارهابيبن وكذلك فعلوا بسوريا وليبيا واليمن وغيره من الدول، أما الاردن وهو الدولة الحليفة كما أدعوا فحاصروها حتى الاختناق. وماذا اذن بشأن النووي الإيراني، هؤلاء حلفاء إسرائيل كانوا صامتين صمت القبور لما كانت القوى السياسية العربية والعالمية وحتى بعض الدول العربية تنادي بإخلاء الأسلحة النووية من ا لمنطقة، وهم اليوم ينادون بوقف التجارب الإيرانية في المختبرات دون التطرق للترسانة في أراضي فلسطين المحتلة، من مصلحة شعوب العرب تحقيق التوازن النووي وعلى المدى القريب والمتوسط فإن إنتاج إيران للسلاح النووي يشكل ردع للابتزاز الصهيوني.