انتصار


مازن كم الماز
2021 / 4 / 15 - 15:51     

س - مات المريض لأن ارتفاع البوتاسيوم عنده لم يعالج ، لا يوجد مبرر لعدم علاج هذا الاضطراب الخطير ، بغض النظر عن حالة المريض الحرجة

ج - كان المريض في العناية المركزة لأن كليتيه توقفتا عن العمل ، كان في العناية المركزة لأنه بحالة حرجة ، و كان ارتفاع البوتاسيوم معتدل و غير مميت عادةً إلا لأمثاله من المصابين بفشل في عدة أعضاء أساسية في الجسم … حاولنا معالجة السبب و هو الأكثر أهمية و المقدم على معالجة الأعراض الناتجة عن المرض ، لكن جسد المريض لم يستجب للعلاج ، كانت الصدمة التي يعانيها قد دخلت مرحلة غير عكوسة ، لم يكن من الممكن إنقاذه

س - ترك قلب المريض ليتوقف و هو في العناية المركزة لاضطراب في بوتاسيوم الدم أشبه بإطلاق النار عليه و هو يمشي في الشارع

ج - لم يكن المريض قادرًا على المشي ، كان بالكاد يحرك أصابعه ، نعرف جيدًا أن معظم أعضاء المريض كانت لا تعمل و كونه لم ينتبه لذلك و أنه كان يعتقد أنه بصحة جيدة قبل مرضه الأخير لا يغير في الأمر شيئًا ، كان سيموت في كل الأحوال و مع ذلك حصل على كل ما يحصل عليه المرضى الذين يملكون فرصة أكبر منه بكثير في النجاة

س - لقد قتل المريض ، حتى لو كان ذلك بطريق الإهمال لكنها جريمة قتل على أي حال

ج - مات المريض لأنه لم يستجب للعلاجات التي حاولنا من خلالها معالجة السبب الذي أوصله إلى هذه الحالة الميؤوس منها

ج - بعد أيام فقط على خلافي الكبير معه ، وقفت مع الطبيب س. و بقية أطباء العناية و المستشفى أمام مريضه المتعب … كان يحدثنا عن أعراضه و تحاليله و تشخيصه ، لكن قبل أن يتمكن من إكمال حديثه حدث ما كنت أنتظره منذ زمن بعيد … نظرت إلى المونيتور فرقص قلبي و كاد يتوقف فرحًا ، لقد توقف قلب المريض … صرخت بأعلى صوتي ، ابدؤوا الانعاش فورًا ، لقد توقف قلبه … كنت أستمتع بكل كلمة بكل حركة و أنا أشير إلى الخط المستقيم على جهاز المونيتور … احمر وجه غريمي و حاول إبعادي ليقوم هو بالإنعاش عوضًا عني لكني تشبثت بمريضه و لم أتخلى عن مكاني فوق صدره … كنت أضحك بل أقهقه ، رغم كل الجدية التي كانت ترتسم على وجهي … و باستمتاع هائل لا حدود له نظرت إلى أقرب ممرضة و قلت - سنستمر ثلاثين دقيقة … و أضفت و قلبي يرقص طربًا: ثم سنعلن الوفاة … امتقع وجه غريمي و زاد تجهما عندما سمع كلمة وفاة بعد اسم مريضه و نظر بقلق إلى المونيتور ثم صاح بصوت مرتجف : جرعة مضاعفة من الادرينالين ، هيا بسرعة … كنت أطير من السعادة و أنا أستمع إلى كل ذلك النزق و التوتر الذي في صوته … تمكن الرجل أخيرًا من التغلب علي و إبعادي عن مريضه الذي يموت و أخذ يضغط الصدر الجامد بكلتا يديه و بكل قوته لكن القلب لم يستجيب … نظرت إلى الممرضة التي كنت قد طلبت منها أن تراقب الوقت و قلت بصوت مكتوم - كم بقي من الثلاثين دقيقة ؟ … لم أتمكن من سماع جوابها ، كنت مشغولًا بمراقبة الذعر و هو يجتاح وجه غريمي و عضلات وجهه تتقلص بألم و فزع … نظرت إلى المونيتور في لحظة شك سرعان ما تلاشى ليحل مكانه شعور لا يوصف بالانتصار ، القلب لا يعمل ، المريض يحتضر و الإنعاش يستمر بلا أية فائدة … و عندما سمعت الكلمات التي كنت أنتظرها طويلًا كدت أرقص ، لقد انتهت الثلاثون دقيقة ، لقد مات المريض