مفارقات تحالفات المواسم


علي عرمش شوكت
2021 / 4 / 11 - 19:18     

تتسخن جهود القوى السياسية في البحث عن التحالفات عندما تقترب مواسم الانتخابات البرلمانية. وهي ظاهرة تكاد تكون حالة دائمة في الوسط السياسي العراقي وكأن التقارب والتنسيق ليس بنافع في الاوضاع التي ليست فيها صراعات ومزاحمة على الامساك بالسلطة التشريعية. وفي هذه الايام غدة " بورصة التحالفات " تتكاثر فيها المساهمات والاسهم في طرح افكار تبدو للوهلة الاولي جديدة بيد ان الحقيقة تختلف حينما تستعرض اسماء الاشخاص الداعية الى التحالف حيث لا جديد سوى عناوين التشكيلات والابقاء على رموز الكتل المتنفذة السابقة.
يمكن لهذا النمط من التصرف الذي تقوم به الاوساط المتنفذة، ان يوصف جهودهم تصب الزيت على ماكنة التصارع وتقاسم المغانم. وفي ذات الوقت محاولة التخلص من العيش بدوامة الانشطارات والتناقضات ان هذه الحمى الانتخابية غايتها الاحتفاظ بالسلطة التشريعية التي توسع بدورها القدرة لمزيد من لاستحواذ على المال والنفوذ. ولكي تجنبهم زحف الجماهير الواعد بالتغيير.. وبما انهم اطراف لمراجع سياسية مختلفة ولا يجمعهم سوى مسك القرار السياسي الرسمي والمغانم التي من دونها يتحولون الى كيانات كارتونية.. فعليه قصدوا العودة من جديد الى عملية القبض على السلطة التشريعية بغية البقاء على مواقعهم.. ومن غير { التحالف } لن يتمكن اي منهم منفرداً الثبات على كرسيه بل يصبح كحفنة رمل في عاتي الرياح.
وبعد اتضاح ما كان غائباً عن وعي البعض من الناس والمتجلي بالفشل وانحطاط وفساد، غدت الطغمة المتسلطة وبدافع الخشية مضطرة على تركيز نظرها على ما يتصل بقاعدتها المهتزة المنخرطة في الاغلب بحراك الشارع المنتفض مطالبة بالتغيير. مما جعل موسم الانتخابات يعج بالمسميات التحالفية المغلفة بعناوين تدغدغ مشاعر ضحاياهم المحرومين، بالتبني الزائف لشعارات الانتفاضة وقواها المدنية، كمحاولة بائسة، ظناً منهم بان التئامهم تحت مسميات تحالفية سيجنبهم عقوبة الجماهير وذلك بعدم انتخابهم مرة اخرى. هذا وناهيك عن العديد من الوسائل المخادعة وتغييب الوعي وسياسة { العصا والجزرة } التي ماعادت تنفع، الامر الذي زاد من هواجسهم الى حد فقدان الصواب.
ومن طرف اخر اي فيما يتعلق بالقوى المدنية فهي ما زالت مصابة بمرض التبعثر والافتراق وكأنها في حالة المبتلين بوباء معدِ يتطلب التباعد وعدم التلامس مع بعضهم البعض، رغم الحاجة القصوى للتحالف كمهمة وطنية تتطلبها عملية انقاذ الوطن من محنته. مع ان هذه القوى تحمل راية التغيير. وهنا المفارقة الصارخة تثير علامات الاستفهام بان رفع شعار التغيير الذي يسخن الشارع. لكنه لم يلق باثره على سكون وحدة قواه المحركة والقائدة. رغم الدعوات المخلصة وطرح مشاريع للتحالف التي جاء بسياقها نداء الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تاسيسه السابعة والثمانين، وكذلك من الاوساط المدنية الديمقراطية التي تشعر بالمسؤولية الوطنية والتاريخية ازاء اوضاع البلاد الزاحفة نحو الهاوية.
وفي ظل هذه الاجواء المعتمة وعدم ضمان حرية الناخب في اجواء السلاح المنفلت والتدخلات الاقليمية والاجنبية والنواقص الجدية التي ينطوي عليها قانون الانتخاابات.. تبقي العملية الانتخابية هي الطريق الوحدة المتاحة لانقاذ البلاد من الانهيارالتام اذا ما استمر الحال على ماهو عليه. الامر الذي يحتم على قوى التغيير ان تخوض العملية الانتخابية موحدة على اسس مطاليب الانتفاضة وقواها المدنية . وينبغي ان يتوازى هذا العمل التحالفي مع جهد القوى المتشبثة بالسلطة وسعيها المحموم للتحالفات في اقل تقدير.
حقاً انها مفارقة محيرة في موسم التحالفات