اختلاف المطالع باطل، والصيام 1442 بالثلاثاء والعيد بالاربعاء قولا واحدا


محمد الصادق
2021 / 4 / 11 - 12:46     

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد الصادق الأمين

علي حسب ما قلنا في الموضوع السابق:
(حل اشكال رؤية الهلال)
فليس هناك ما يسمي باختلاف المطالع
ولكنه سوء فهم لحديث كريب
فعبارة ابن عباس:(لكنا رأيناه ليلة السبت)،
وعبارة كريب (رأيناه ليلة الجمعة)
لاتعنيان انهم صاموا في يومين مختلفين،
والا لقال له: انتم بدأتم الجمعة ونحن بدأنا السبت
ولكن عبارة رأيناه يوم السبت تدل علي انهم رأوه بعد ان صاموا يوم الجمعة
وذلك ب "تقدير الهلال" وليس بالرؤية
وهو تفسير ابن عمر -بفعله- لحديثه (... فاقدروا له)
اي الصوم بتقدير الهلال تحت السحاب
ولعل هذا سبب عادة الناس استطلاع الهلال بعد مغيب شمس اليوم الاول من الصيام
مع انها تبدو بلا فائدة،
ولكن سببها ان الناس يريدون ان يعرفوا هل كان "تقديرهم" صحيحا ام لا
وهذا المعني يُدرك بمقارنة حديث كريب بحديث ابي البختري..
فعن ابي البختري، قال: أهللنا رمضان ونحن بذات عرق، فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أمده لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة) [صحيح مسلم]
فهذا لانهم صاموا بتقدير الهلال، (قبل رؤيته)،
اي بصوم 30 شعبان احتياطا لرمضان،
فهنا لابد من اكمال العدة 30
يعني صوم رمضان 29 بالاضافة الي 30 شعبان،
ولانهم رأوا الهلال ممتدا في السماء ظنوا انه يمكن حساب اليوم الاول من رمضان
وبالتالي يفطروا بعد 29 يوم،
ولذلك ذكرهم ابن عباس بالقاعدة: (فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة)
***
اذن فحديث كريب دليل علي "الوحدة" في الصوم وليس علي الاختلاف
فحتي بدون معرفتهم انذاك بعلم الفلك كانوا يتحدون علي الاقل في بداية الصوم
فهؤلاء يدخلون الصيام برؤية الهلال، واولئك بتقديره -بسبب الغمام
ولو رُؤي هلال شوال في تلك الحالة مساء الجمعة الخامسة لافطروا سويا ايضا
فاهل المدينة يفطرون بقاعدة (واذا رأيتموه فافطروا)
واهل الشام تكفيهم قاعدة (الشهر تسع وعشرون)
***
دعنا نطبق هذا علي اثبات رمضان هذا العام

في مصر رؤي هلال شعبان ليلة الاحد 14 مارس،
فيكون اليوم الاحد 11 ابريل هو يوم 29 شعبان
والحسابات الفلكية تدل علي ان الاقتران يحدث نهار غد الاثنين
فلا يمكن رؤي هلال رمضان ليلة الاثنين
فيتأكد دخول رمضان يوم الثلاثاء
فيكون الصيام من الثلاثاء الي الثلاثاء (قولا واحدا)
بحسب قاعدة (الشهر تسع وعشرون)
فيحرم الفطر يوم الثلاثاء 13 ابريل لانه اول رمضان
ويحرم كذلك صيام يوم الاربعاء 12 مايو لانه يوم الشك
ولكن سنجد للاسف ان معظم الناس سيفعلون احد المحرمين
فيفطرون يوم الثلاثاء 13 ابريل - كمكمل لشعبان!!!
ويصومون يوم الاربعاء 12 مايو كيوم اخير لرمضان!!!
وهذا كله سببه سوء الفقه!!
***
هناك الكثير من التشويه الذي لحق بالدين من المتشددين والمتطرفين
ربما كان عن حسن نية من الخلف،
ولكن عن سوء فقه من السلف،
أو ربما بسبب خطأ مسلم في النقل، او عبث عدو متربص
ولذلك واجب علي العلماء المراجعة الدقيقة لتراثنا الديني
من العيب ان يكون لدينا كتاب منزل تعهد الله تعالي بحفظه
ولدينا كذلك احاديث النبي (ص) افنيت الاعمار في جمعها وترتيبها
وبعد ذلك كله نضل عن المحجة البيضاء التي تركنا عليها نبينا (ص)
فينطبق علينا القول (كالحمار يحمل اسفارا)
فهي مسؤولية علماء هذه الامة ان يوضحوا الحق
ويوم القيامة ستكون خصومات في ظهور الحق وعدم تبليغه والالتزام به
فالناس (لفي خسر) ان لم يتواصوا بالحق
الذي سيظهره الله انشاء الله عاجلا ام آجلا:

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(فاما الزبد فيذهب جفاءً، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)