|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
النساء المتسامحات:
رن جرس الهاتف بعد منتصف الليل بقليل وكنت نائما. رفعت السماعة وقلت لنفسي " لعله خير " . سمعت امرأة تبكي بحرقة ولم أعرف في البداية من تكون. بدأت تتكلم وكلماتها مخلوطة بالشهقات فعرفتها، هي صديقة وزوجة لصديق. بدأت دقات قلبي تتسارع لتحسبي بأن أمرا جللا قد حدث، فسألتها ما الذي حدث . قالت وهي تبكي : " زوجي ضربني ". سالتها كيف ضربك؟ فلم أحلم بأن يقوم صديقي المثقف بضرب زوجته المثقفة وظننت أن في الأمر خطأ ما. ولكنها أكدت لي بأنه ضربها وصفعها بشدة لدرجة أنه لن تستطيع الذهاب للعمل وهي مدرسة في مدرسة إنجليزية. ٍسمعت زوجها يقول : لماذا تزعجي نضال في أمور خاصة عائلية ؟ قلت لها : أعطي الهاتف لزوجك ، ففعلت . حاول التكلم معتذرا ولكنني قاطعته وقلت له ، " اصمت واسمع " فصمت . قلت له بصوت غاضب " أنت صديقي، ولكنك إن أعدتها سآتي إليك وأطعنك بخنجري في بطنك وأسحب أمعائك وأطعمك إياها. ثم أضفت، " هل تشك في قولي ؟ " وجه الكلام إلى زوجته التي كانت تستمع عل الخط الأخر قائلا، " هو أكيد يمزح " فقالت له ، " أنت تعرفه جيدا وأنه لا يمزح " . أغلقت الخط التلفوني ونظرت إلى يدي فرأيتهما ترتجفان بشدة، فهو صديقي ومن أقربهم ولكنني أكره الرجال الذين يضربون زوجاتهم.
|
|