الشيخ وحقوقه الشرعية


نضال الصالح
2021 / 4 / 7 - 00:59     

عرفته منذ الطفولة. ينتمي إلى عائلة فلسطينية معروفة، اشتهرت بالدماثة والأخلاق والثقافة. أرسلته عائلته إلى مصر للدراسة فوقع في مخالب الإخوان المسلمين وانضم إلى صفوفهم وترك الدراسة الجامعية وعاد إلى الأردن. تسبب في سلوكه صدمة قوية للعائلة وسبب مرضا لوالدته، توفيت من مضاعفاته.
اختلف مع الإخوان المسلمين وتركهم وانضم إلى الحركة الصوفية ودرس على يد شيخ صوفي سوري وتزوج ابنته. من الشام عاد إلى الأردن مع زوجته وأسس في عمان طريقة صوفية كان هو شيخها وإمامها وإمام جامعها. عرف بابتسامته وبصوته الهادئ الذي كاد ان لا يسمع تمشيا مع القول " ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ". انتشرت طريقته بين المثقفين ورأيت بأم عيني كيف كانوا يقبلون يديه ويتبرعون له قسما من رواتبهم الشهرية أو ما تيسر لديهم.
التقيت به صدفة في إحدى سفراتي إلى عمان. فرح بلقائي جدا ومد يده لكي أقبلها فرفضتها قائلا أنا لا أقبل إلا يد والدتي. ضغط على يدي وقال " أنا مسرور بلقائك وأريد منك خدمة". ظننت أنه سيطلب نقودا، ولكنني فوجئت بقوله " لقد تزوجت منذ مدة بعروس صغيرة وجميلة „. فقاطعته قائلا " كيف تتزوج وعلى ذمتك أربع نساء؟ " فرد قائلا " لقد طلقت الأولى ". قلت له غاضبا أتطلق ابنة شيخك ومدرسك والذي يعتبرك كنجله ؟ فقال بصوته الخافت، " هذا حق شرعي لي، وهي وافقت ووالدها وافق، فهو يعرف الشرع تماما." قلت له وماذا تريد مني؟ فقال ،" أريد منك أن تدخل إلى الحانوت الذي يبيع الملابس الداخلية للنساء وتشتري لعروستي ملابس داخلية جميلة " وأضاف قائلا " سكسي " .
صعقني الطلب وصمت ناظرا إليه غير مصدق لما أسمع ثم سألته لماذا لا يذهب هو بنفسه ويشتري ما يريد فقال إنه يخجل وخاصة بصفته شيخ في لباسه الديني. ٍ سألته وهل هذا حرام ام حلال؟ فقال " طبعا حلال، ولكنك كرجل تعيش في أوروبا أكثر فهما بهذه الأمور، ونظر إلي بتوسل فوافقت.
دخلت الحانوت الصغير ولقد وقف خلف خزانة العرض امرأة ورجل. تقدمت من المرأة وقلت لها عن حاجتي ولم أنس كلمة سكسي . ابتسمت وسألتني عن المقاس فأخبرتها أنني لا أعرف فسألتني عن العمر فأجبتها بأنني لا أعرف فنظرت إلي متعجبة. فتقدم الرجل مني قائلا " ألا تعرف عمر عروستك؟ فأخبرته أنها ليست عروستي ولكنها عروس صديقي وتابعت قائلا هو واقف في الخارج سأذهب وأسأله فهو يخجل من شراءها بنفسة، ثم خرجت مسرعا قبل أن يسألني أي عن أي شيء آخر.
سألت الشيخ ، " هل تعرف مقاس زوجتك العروس فرد بالنفي فسألته عن عمرها فقال ستة عشر عاما، قلت له، " هل هي طويلة أم قصيرة، سمينة أم نحيفة، طويلة أم قصيرة. صمت ثم أشار بيدية عن طولها وحجمها. رجعت إلى الحانوت وأخبرتهم بما أخبرني به الشيخ. ويظهر أنهما لاحقاني إلى خارج الحانوت وعرفا من المشتري وسبب عدم الحضور بنفسه ولذلك قابلاني بابتسامة خبيثة وقالا لي " لا تخف، أترك الأمر لنا. قلت لهما أنني اترك الأمر لهما وأعتمد عليهما في الاختيار.
وضعا المشتريات في علبة جميلة وقال لي الرجل هامسا هذه الملابس ستسر العريس والعروس. نحن نبيعها لفتيات الليل والبارات. شكرتهما، دفعت ثمن الملابس وخرجت. وضعتها بين يدي الشيخ وقلت له ، " هذه هدية مني لعروسك وأرجو أن تكون الأخيرة " أخذ المشتريات وشكرني.
تركته واقفا وأسرعت إلى موعدي متسائلا " هل يا ترى ستكون الأخيرة أم أن حقوق الشيخ الشرعية لم تكتمل بعد وهي فعلا لم تكتمل، فلقد طلق الشيخ الزوجة الثانية وتزوج أخرى ، فهذا حق شرعي له .